الحلة / محمد عجيل
حينما حرمه القدر من نعمة النظر لم تحرمه قدراته الذهنية أن يكون تلميذاً ذكياً وعامل حقل من الدرجة الاولى يساعد والديه في كل شيء حتى وصل الامر به ان يسهم في سقي المزروعات هكذا هو علي هويدر الطالب في الصف الثالث الابتدائي في مدرسة "الأصبغ بن نباتة" ضمن قرى ناحية الشوملي 30كم جنوب شرق مدينة الحلة والذي اخذ منه مرض السرطان كلتا عينيه.
يقول والد علي لـ" الصباح" ، "كنت أظن انه فقد الحياة بفقدانه نظره لكن الله تعالى أعطاه ما لا يعطيه لغيره، خاصة عندما قرر ان يلتحق بالمدرسة مثل اقرانه، فتميز عنهم بالذكاء والمواظبة على الدروس واصبح عنصراً فاعلاً في الصف يسهم بجميع النشاطات اللاصفية".
واكد ان "علياً يحظى باهتمام المعلمين وإدارة المدرسة لكن ما ينقصه هو حاجته الماسة الى الالتحاق بمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة التي كثر الحديث عن افتتاحها بقضاء الهاشمية، لانها تضفي اجواء مقبولة لديه بسبب النظرة القاصرة للتلاميذ نحوه كونه ضريراً".
واشار الى انه "سباق في مساعدتنا في العمل داخل الحقل، حيث يقوم بالمشاركة في سقي المزروعات كما انه حريص على تسلق النخيل وهذه الظاهرة تؤرقني كثيراً، خوفاً عليه من الأذى لما تحتاجه من جهد بدني، كما انه يجيد سياقة السيارة، لكن بعيداً عن الشوارع الرئيسة".
من جهته اوضح علي ان "فقدان حاسة البصر يكاد يكون في مقدمة معاناة الانسان، لكن الحمد لله على كل حال الذي عوضني باشياء اخرى، حيث حفظت آيات من الذكر الحكيم على ظهر غيب، كما انني حريص جداً على حفظ الشعر وخاصة الشعبي الذي يحمل الاحاسيس والمشاعر اتجاه الأبوين، اضافة الى قصائد عاشوراء".
ويتمنى ضرير الشوملي أن "يتعلَّم الرسم لانه الوسيلة الاكثر فعالية في نقل الهموم وأريد ان انمي من خلاله قدراتي الذهنية وانا سعيد جداً حينما انجز احد الاعمال الى جانب والدي لكني في الوقت نفسه اشعر بالاكتئاب حينما لا يقدر زملاء لي حالتي الصحية رغم حرصي الشديد على مشاركتهم أفراحهم ومعاناتهم ".