ان مقولة التاريخ يعيد نفسه لم تات من فراغ فقد شهدت النسخة الثامنة من كاس الخليج العام 1986 والتي احتضنتها العاصمة البحرينية الدوحة مشاركة العراق بالمنتخب الثاني (باء) بسبب ارتباط الفريق الاول بالتحضيرات لنهائيات كاس العالم في المكسيك، وخلال المباريات تميز العديد من اللاعبين ومنهم حبيب جعفر وليث حسين وهاشم رويض ومظفر جبار وعبد الكريم سلمان وسعد قيس والذين تمكنوا في ما بعد من ترك بصمة مع المنتخبات الوطنية، وتكررت الاحداث مع مساعد المدرب رحيم حميد الذي سجل هاترك في مرمى البحرين.
ثمة ما يدعوننا لتسليط الضوء على الظهور المتميز للاعبين الشباب الموهوبين خلال مباراة افتتاح كاس الخليج 24 عندما واجه اسود الرافدين اصحاب الارض والجمهور وبطل اسيا فضلا عن الاعداد المكثف للعنابي تحضيرا للمونديال المقبل 2022 ، ولمسنا خلال تلك المباراة حضورهم الملفت بقفزات رائعة بعد حصولهم على فرصة اللعب كاملة لأن بعضهم كان قد ظهر أول مرة في مباريات ودية سابقة وبالتالي يمكن القول إن هؤلاء الشباب الذين يجب ان نسلط الضوء عليهم قد وضعوا خطواتهم الراسخة على طريق النجومية.
ان ابتعاد اللاعبين الاساسيين عن مباراة قطر بسبب ارتباطهم مع ناديهم الشرطة فتح الابواب مشرعة امام زملائهم الشباب ويمكن القول رب ضارة نافعة لان المدرب السلوفيني كاتانيتش لا يغامر ابدا خلال البطولات السابقة والمباريات التجريبية بزج اغلب هؤلاء لانه يحرص دائما على الخروج بنتيجة ايجابية، لم يشاهد السلوفيني المستوى الفني وطريقة اللعب لهؤلاء اللاعبين ولم يستغل طيلة فترة قيادته للمنتخب الاطلاع على قدراتهم الفنية والبدنية ولكنه بعد ان حقق هؤلاء الشباب حضورا متميزا امام قطر يجب عليه زرع روح المنافسة بين الجميع وبما ينصب في خدمة المنتخب.
قائد الفريق جلال حسن استحق فعلا شارة الكابتن واسهم برزع الثقة بين نفوس زملائه واعطائهم دافعا معنويا للوقوف ندا امام الهجمات العنابية الخطيرة مع وجود افضل المهاجيم على صعيد القارة الاسيوية امثال المعز علي ويوسف حسن وسالم الهاجري.
فرحة الجماهير الرياضية والمختصين في الشأن الكروي تزامنت بحصد نقاط المباراة الثلاث فضلا عن ظهور جيل جديد من اللاعبين يؤكد ان الكرة العراقية تزخر بالمواهب رغم المعوقات التي تصادفها من مشكلات ادارية او فنية لكنها تسجل حضورا متميزا على الصعيد الاقليمي والقاري ويبقى العراق رقما صعبا مر
على السنين.