تشكيل فريق محامين لمتابعة الأوضاع القانونية للمتظاهرين الموقوفين

العراق 2019/12/01
...

بغداد / مراسلو الصباح
 

وجه قائد شرطة ذي قار اللواء محمد القريشي شكره وتقديره لعشائر المحافظة على موقفهم الكبير في مساندة القوات الامنية لمسك السيطرات الخارجية لمنع دخول المغرضين، وبينما أصدرت السلطة القضائية، أمر قبض ومنع سفر بحق الفريق جميل الشمري، وأعلنت محكمة استئناف النجف الاتحادية صدور مذكرات قبض قضائية بحق المعتدين على المتظاهرين في المحافظة، شكلت مفوضية حقوق الانسان فريق محامين متخصص لمتابعة الأوضاع القانونية للمتظاهرين الموقوفين.

مساندة القوات الأمنية
وذكر بيان لقيادة شرطة ذي قار، تلقته "الصباح"، أن "قائد شرطة ذي قار يتقدم بالشكر والتقدير لعشائرنا الكرام على موقفهم الكبير في مساندة القوات الامنية لمسك السيطرات الخارجية ومداخل المحافظة لمنع دخول المغرضين من خارج محافظتنا الحبيبة"، مخاطباً عشائر المحافظة قائلاً: "نعاهدكم ان نكون عند حسن ظنكم ونثبت لكم قدرتنا بمساعدتكم للحفاظ على امن المحافظة".
وكانت قيادة شرطة المحافظة قد أصدرت أمراً، بحسب بيان مقتضب، بـ"غلق مداخل المحافظة لحمايتها من دخول اي جهات غير معروفة"، بينما خرج منتسبو قيادة شرطة ذي قار رافعين الاعلام العراقية بأيديهم ووضعوها بأعلى فوهات بنادقهم بدلا من الرصاص للتعبير عن سلميتهم وحقن الدماء.
في غضون ذلك، اعلنت قيادة شرطة ذي قار القاء القبض على عدد من المندسين.
وأوضح معاون مدير شرطة المحافظة العميد رسول خيون، لـ"الصباح"، انه بناء على المتابعة المستمرة من قبل عناصرنا الخاصة لمتابعة المندسين والمغرضين الذين يحاولون خلق فجوة بيننا وبين المتظاهرين وبث الافكار المتطرفة واستخدام الاسلحة لقتل واصابة القوات الامنية والمتظاهرين لزعزعة الوضع الامني واثارة الفتن في عموم المحافظة، تم القاء القبض على عدد من المندسين وضبط الهواتف المستخدمة لتواصلهم وتنفيذ مخططاتهم.
وأضاف خيون أنه تمت ارشفة محتوى الهواتف بمحضر ضبط اصولي واحالة المشتبهين الى الجهات التحقيقية لإكمال الاجراءات القانونية بحقهم ومتابعة اعوانهم.
وعلى صعيد تداعيات أحداث ذي قار، ذكر بيان لإعلام السلطة القضائية، تلقته "الصباح"، أن "الهيئة القضائية التحقيقية المشكلة للنظر بقضايا أحداث التظاهرات في ذي قار، أصدرت مذكرة قبض ومنع سفر بحق الفريق جميل الشمري". وأضاف البيان أن "الهيئة التحقيقية في رئاسة محكمة استئناف ذي قار أصدرت مذكرة قبض ومنع سفر بحق الفريق جميل الشمري عن جريمة إصدار الأوامر التي تسببت بقتل متظاهرين في المحافظة".
 
المتظاهرون الموقوفون
بدورها، قامت مفوضية حقوق الانسان بـ"تشكيل فريق متخصص بالتعاون مع نقابة المحامين في العراق لمتابعة الأوضاع القانونية للموقوفين على أثر التظاهرات التي شهدها العراق منذ مطلع تشرين الأول وحتى الان، لتوكيل محامين للدفاع عنهم واطلاق سراحهم".
وأوضحت المفوضية، في بيان، انها "قامت بتهيئة اجراءات (50 وكالة) لمحامين متطوعين من النقابة، وإكمال انجاز (21) وكالة بعد تأمين زيارة الموقوفين وتوقيعهم على نماذج الوكالات الخاصة بالدفاع عنهم تمهيدا لعرضها على القاضي المختص لمصادقتها"، مبينة مباشرتها بـ"إجراءات إطلاق سراح عدد من المتظاهرين الموقوفين في بغداد وبواقع (8  بالغين) و(16 حدثا)".
ودعا البيان أولياء أمور الموقوفين الأحداث والبالغ عددهم (9) لـ"مراجعتها مع مستمسكاتهم الرسمية لغرض استكمال اجراءات توكيل محاميي الدفاع  وتوفير الضمانات القانونية لهم وفقا" للدستور".
بينما طالبت لجنة حقوق الانسان النيابية، في بيان، تعليقاً على الاحداث التي طالت اهالي محافظات الجنوب وتحديدا الناصرية والنجف الاشرف، والتي ادت الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، الحكومة بـ"احالة منفذي المجزرة الى القضاء والذين لم يتعاطوا مع تظاهرات المواطنين الاصلاحية وفق قواعد الاشتباك الخاص بحماية حقوق الانسان ومنع استخدام الذخيرة الحية في قمع التظاهرات".
ولفتت اللجنة الى أن "المتظاهر السلمي قد خرج لاصلاح العملية السياسية وعليهم تتوقف مسؤولية الحفاظ على سلمية التظاهرات وعدم السماح للمخربين او المندسين من استغلال الظروف لاستمالة التظاهر السلمي الى عنف يحرق الاخضر واليابس".
وفي محافظة النجف، أعلنت محكمة استئناف النجف الاتحادية، صدور مذكرات قبض قضائية بحق المعتدين على المتظاهرين في المحافظة.
وذكر بيان للقضاء تلقته "الصباح"، أن "الهيئة التحقيقية القضائية في محافظة النجف الأشرف أصدرت مذكرات قبض بحق المعتدين على المتظاهرين في المحافظة".
 
حداد على الضحايا
إلى ذلك، أعلن الكردينال لويس رفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، اقامة الصلاة ترحما على شهداء الناصرية والنجف، بكناس الكلدان.
وذكر ساكو، في بيان تلقته "الصباح": "نعلن تضامننا مع مواطنينا شيعةً وسنةً، طلبنا من جميع كنائسنا رفع الصلاة خلال قداديس أمس الأحد، ترحماً على أرواح ضحايا الناصرية والنجف وبغداد والمدن الأخرى".
وأكد ساكو ان "البطريركية تأمل أن تكون هذه الدماء التي سفكت دفاعاً عن الحرية وحق العيش بكرامة وأمان، بذار حلّ جذري سليم لبناء وطن قوي، ومستقل وحر وعادل، لا يُظلم فيه أحد، تفادياً من الانزلاق الى مصير مجهول".
كما وجه محافظ صلاح الدين عمار جبر، أمس الأحد، بإعلان الحداد على أرواح شهداء التظاهرات في المحافظة.
وذكر مكتب إعلام المحافظة، في بيان تلقته "الصباح"، أن" المحافظ وجه بإعلان الحداد في جميع أقضية ونواحي المحافظة حداداً على شهداء التظاهرات من المتظاهرين والقوات الأمنية في محافظات ذي قار والنجف".
وأضاف أن "المحافظ أمر بأن تخصص الدقائق الأولى من الدوام في الدوائر والمدارس لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء التظاهرات".
وفي السياق، أعلن مدير إعلام جامعة الفلوجة بمحافظة الأنبار محمود فرحان العيساوي، الأحد، تنظيم وقفة حداد على أرواح شهداء المتظاهرين السلميين ومنتسبي القوات الأمنية.
وقال العيساوي، في حديث صحفي: إن "جامعة الفلوجة نظمت وقفة حداد على أرواح شهداء المتظاهرين السلميين ومنتسبي القوات الامنية بحضور جميع رؤساء الأقسام وعدد من المسؤولين في المحافظة".
وأضاف العيساوي، أن "الوقفة تخللتها قراءة سورة الفاتحة على شهداء العراق والوقوف مع المتظاهرين السلميين في تحقيق مطالبهم المشروعة".
أما في محافظة واسط، فقد سيرت الادارة المحلية في المحافظة قافلة من المساعدات الطبية والعلاجية وحملة تبرع بالدم لجرحى تظاهرات الناصرية، مشيرة الى انها تستعد لارسال قوافل اخرى لمدينة النجف الاشرف.
وقال نائب محافظ واسط رشيد البديري، في حديث لـ"الصباح": ان المحافظة سيرت قافلة محملة بانواع من الادوية والعلاجات الطبية فضلا عن حملة للتبرع بالدم لاسعاف جرحى التظاهرات التي شهدتها محافظة الناصرية خلال اليومين الماضيين، مشيرا الى ان المساعدات مقدمة من قبل دائرة صحة المحافظة.
وأضاف البديري ان القافلة كانت برفقة مدير الصحة وعدد من الاطباء والصيادلة الذين قرروا المساهمة في ايصال المساعدات للمتظاهرين السلميين، مبينا ان تقديم الدعم يسهم في رفع الحالة المعنوية للجرحى وهو اقل ما يمكن ان يقدمه الواسطيون لاخوانهم في الناصرية.
من جهة اخرى اقامت محافظة واسط مجلس عزاء على ارواح الشهداء الذين سقطوا في محافظتي الناصرية والنجف الاشرف، ونظمت عدد من منظمات المجتمع المدني وقفات تضامنية مع أسر الشهداء، والتنديد بالاعمال التخريبية التي قامت بها بعض الجماعات المندسة.
وأوضح مدير اعلام ديوان محافظة واسط ماجد العتابي، لـ"الصباح"، ان محافظة واسط اقامت مجلساً للعزاء ترحما على ارواح شهداء التظاهرات التي شهدتها محافظتا ذي قار والنجف الاشرف.
وأضاف العتابي ان مجلس العزاء حضره عدد من اعضاء الحكومة المحلية والمسؤولون المحليون والاهالي وابناء العشائر، مؤكدا ان المحافظة اعلنت الحداد العام وتنكيس الاعلام لمدة ثلاثة ايام. من جهة اخرى نظمت مجموعات شبابية من محافظة واسط وقفات تضامنية مع اسر شهداء التظاهرات في بغداد والناصرية والنجف. وقال رئيس فريق لنا بصمة في واسط الشاب حسين البديري، لـ"الصباح": ان شباب محافظة واسط شاركوا في مراسيم تأبين استشهاد ابناء العراق من المتظاهرين السلميين في بغداد والناصرية والنجف، مشيرا الى انه تم تنظيم وقفات حداد واشعال الشموع وقراءة سورة الفاتحة ترحما على ارواح الشهداء، وتنديدا بالاعمال التخريبية التي قام بها بعض المندسين في التظاهرات.
واضاف ان الشباب الواسطي قدم التعازي والمواساة والمشاركة في عدد من الفعاليات المدنية والتابينية التي دعت الى مواجهة العنف والتعصب الديني، والتاكيد على وحدة المجتمع العراقي، منوها بان الشباب اوقدوا الشموع ورفعوا اليافطات التي تندد بعمليات التخريب التي رافقت التظاهرات في المحافظات العراقية والمطالبة بمحاسبة المتورطين بمقتل المتظاهرين.
من جهتها نظمت مدينة العزيزية وناحية الحفرية شمال الكوت وقفات تضامنية مع اسر شهداء التظاهرات السلمية في محافظات بغداد والناصرية والنجف.
وذكر الناشط المدني احمد الخضر، في حديث لـ"الصباح"، ان ابناء قضاء العزيزية وناحية الحفرية في واسط نظموا وقفات تضامنية مع اسر شهداء التظاهرات السلمية في محافظات بغداد والناصرية والنجف، وايقاد الشموع تعبيرا عن رفضهم للعنف وقتل المتظاهرين السلميين.
واضاف ان الشباب اوقدوا الشموع ورفعوا يافطات حملت عبارات استنكار للاعمال التخريبية ومواساة لأسر شهداء التظاهرات، لافتا الى ان المشاركين في الوقفة التضامنية طالبوا بموقف حكومي ضد من قام بقتل المتظاهرين، وفتح تحقيق بالحادثة وتقديم جميع المقصرين الى المحاكمة العادلة.