تحليل / علي النعيمي
لم تكن ظروف مباراة منتخبنا الوطني ضد اليمن التي انتهت بالتعادل السلبي طبيعية كما يعتقده الكثيرون بسبب النقص العددي الذي حصل في كتيبة كاتانيتش التي لعبت أيضا ببعض البدلاء منذ الدقيقة السادسة من عمر المواجهة، بعد طرد الظهير الأيمن مصطفى محمد بقرار من غرفة الفيديو للتحكيم وقد انعكس هذا القرار سلبا على نفسية اللاعبين علما بأنهم كانوا بعيداً عن الضغوطات أمام المنتخب اليمني المعروف للجميع بقدراته المتواضعة رغم تطوره في الفترات الأخيرة،
وقد حدثت الكثير من المتغيرات الخططية وقد أثرت كثيرا في مستوى أداء لاعبينا الذين تباين الخط البياني لمجهوداتهم لاسيما بعد التغييرات التي حصلت في الشوط الثاني بدخول إبراهيم بايش بدلا من حسن حمود وميمي عوضا عن محمد قاسم وبمعزل عن الخوض في جدلية الزج بعلاء مهاوي في الشوط الاول بدلا من علاء عبد الزهرة بسبب الضرورة التكتيكية لتعويض النقص الحاصل في المنظومة الدفاعية ، بيد ان تبديلات النصف الثاني من المقابلة خلفت توازنا دفاعياً ومنحت فريقا شيئاً من السرعة لحظة الهجوم والوصول الى مرمى الفريق اليمني لكن ارقام المباراة اشارت بوضوح الى مشكلات في مسألة إدامة الزخم الهجومي والحفاظ عليه بشكل متواصل وليس متقطعا اذا ما علمنا ان منتخبنا استطاع الوصول الى منطقة جزاء الحارس محمد عياش 7 مرات فقط من مجموع 31 محاولة في الثلث الدفاعي للفريق اليميني، في حين لم تتجاوز مجمل الفعاليات ما بين تمرير كرة وتسلم وفترة تحضير للهجمات في ملعب المنتخب المنافس 51 محاولة، وعليه نقول لا يزال منتخبنا بحاجة الى فاعلية أكثر في تطوير الهجمات الاستلام في (ملعب المنافس ) واستقبال اللاعبين للكرة بين خطوط اللعب في منتصف الميدان او عمق الفريق المنافس والتحرك بدون كرة وتغيير زاوية الهجوم والتبادل السريع والمستمر من الطرف الى العمق او بالعكس لخلق حالات التهديف وغيرها من الامور التي تم تشخيصها سابقا .
اما إحصائية عدد الحالات التي قطعت فيها الكرة في ملعبنا فقد كانت 31 حالة سواء لصالح الفريق المنافس او لعمل التشتيت او الكرات غير المستقرة ودلت بشكل قاطع على صعوبة إخراج الكرات من مناطقنا الدفاعية متى ما تعرضنا الى أي ضغط مقابل ومن ثم الشروع بالتحضير المريح المتسلسل الذي يبدأ من الخلف الى وسط الملعب ومن ثم الى الامام ، وقد نجح المنتخب اليمني في إعادة الحصول على الكرة في ملعبنا، كما تعرض صفاء هادي الى 31 حالة تحد مشتركة على الكرة ولم ينجح في الحصول عليها إلا في 12 محاولة بسبب الضغط الواضح من قبل اللاعبين عمر الداحي واحمد السروري وعبد الواسع المطري ما حال الى فقدان الكرات في ملعبنا لا سيما في الشوط الأول في حين انخفضت النسبة كثيراً في الشوط الثاني بفضل التبديلات . كذلك شهدت هذه المواجهة احتفاظ المنتخب اليمني بالكرة بنسبة اقتربت من 57 بالمئة مقابل 43 بالمئة لصالح منتخبنا ، وذات الأمر يقال بشأن عدد التمريرات والمناولات في مختلف أرجاء الميدان، اذا تمكن الفريق الشقيق من تدوير الكرات وعمل المناولات ما مجموعه 525 كرة مقابل 395 مناولة وهذا يفسر لنا صعوبة التحضير لمنتخبنا وتسلم الكرات في العمق وفتح جهتي الملعب عبر الانتشار وتوسيع جبهة التحضير والتدوير ، كذلك كانت عدد التمريرات المفتاحية او الرئيسة او البينية شحيحة ولم تتخط الثلاث تمريرات، بالتزامن مع تحرك المهاجمين او لاعب ينطلق بحيث تكون مؤثرة بحيث تجعل المهاجم في مواجهة مقابل 15 تمريرة مؤثرة للفريق الآخر، وباستثناء اللاعب محمد رضا الذي استطاع وحده تمرير 39 كرة ناجحة من مجموع 48 معظمها في وسط الملعب وكذلك نجح في نقل الكرات الى الامام والشروع ببناء الهجمات ونجح منتخبنا في عمل 41 حالة جري مع الكرة نصفها كان موظفاً في العمل الجماعي للهجمة والنصف الاخر اتسم بالحالات الفردية وعلى الرغم من النقص العددي الواضح في التشكيل الا ان منتخبنا استطاع ان يطبق الضغط الجماعي في 24 حالة وهي أعلى بكثير من المباراتين السابقتين ( الإمارات في 21 حالة وقطر في 15 حالة)، وان الضغط الجماعي كان موزعا ما بين وسط الملعب وفي دفاع الفريق اليمني .