«مناوي باشا».. البيئة تجسدت في أداء الممثل

الصفحة الاخيرة 2019/12/04
...

بغداد / آية حسين 
 
 
مناوي باشا.. مسلسل تاريخي، تدور احداثه حول حي «مناوي باشا» في البصرة، يغلب عليه الطابع الريفي، توزع عرضه بين ثلاثة اجزاء، لاقى اعجاباً ما زال عالقا في ذاكرة المشاهدين.
المسلسل بأجزائه الثلاثة، تأليف علي صبري.. تمثيل نخبة من الفنانين العراقيين، منهم: سامي قفطان والراحل عبد الخالق المختار وإيناس طالب وسمر محمد والاء حسين وغانم حميد وسعد محسن وأحمد طعمة التميمي وفاطمة الربيعي واسيأ كمال وآخرون.. إخراج فارس طعمة التميمي.
نال جائزة الاخراج المتميز، في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون عام 2001.
تقول رغد دحام: «مناوي باشا، من المسلسلات الدرامية الجميلة التي تركت بصمة مميزة في تاريخ الفن العراقي، ناقش اكثر من قضية اجتماعية مهمة» مضيفةً: «عمل فني متكامل من كل النواحي، عكس الاعمال التي تعرض الان».
وتؤكد رحاب عليوي: «واحد من المسلسلات  التي تعكس واقع الحياة الاجتماعية العراقية، مبينا الصراع بين الطبقات الغنية والفقيرة» متابعةً: «كنت أواظب على مشاهدته؛ لأنه من انجح المسلسلات على ساحة الدراما العراقية».
يرى الناقد والاكاديمي أ. د. جبار خماط، من كلية الفنون في جامعة بغداد، ان: «الحديث عن مناوي باشا، هو حديث عن تاريخ العراق ومراحل تطوره، من خلال الدراما؛ لان الدراما ليست نقلاً حرفياً للتاريخ، انما معالجة فنية للوقائع؛ من أجل فتح نافذة نحو المستقبل» مرجحا: «مناوي باشا يعالج نوعاً من صراع طبقي، وتحديدا البعد الاقطاعي والحياة اليومية مطلع القرن الماضي، مروراً بالعهد الملكي.. وصولا الى العهد الجمهوري.. مر بثلاث حقب، تحققت في الاجزاء الثلاثة».
واضاف د. خماط: «لان المسلسل حقق نجاحاً جمهورياً واسعاً؛ اعتقد جهات الانتاج فتحت النوافذ مشرعة لجزأين.. ثانٍ وثالث؛ نتيجة نجاح الجزء الاول، سنة 2001-2000 ، وهذا عنصر تألق للمخرج فارس طعمة التميمي، الذي نوه له بـ «المخرج المتميز» في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون، وهذا بحد ذاته شهادة عربية مهمة للتميمي اعطته 
بصمة اخراجية واضحة وحققت له حضورا مهماً بين اقرانه» مشيرا الى أنه: «يذكر بليالي الحلمية.. 
ذي الأجزاء الثلاثة، ومحاولة 
ايجاد سردية تاريخية وجمالية تحقق للجمهور إطلالة واضحة على تاريخ العراق المعاصر بطريقة فنية، اعتمد فيها 
الكاتب علي صبري، على علاقة الانسان بالارض ورفضة المستعمر».
منوها الى ان: «العمل فيه رؤى عميقة وفنانون ادوا ادورا بحرفية عالية؛ لتوفر عناصر الانتاج التي تتمثل بمخرج ذكي وكاتب نص متمكن وبيئة حقيقية تخلق تعايشا يتماهى فيه الممثل مع الشخصية».