قمة مجلس التعاون الخليجي تركز على رأب الصدع ومواجهة التحديات

الرياضة 2019/12/11
...

الرياض / وكالات 
 
عُقدتْ القمة الأربعون لدول مجلس التعاون الخليجي التي اختتمت اعمالها بالرياض، في ظل الآمال الكبيرة المُعلقة عليها لوضع حدّ للأزمة مع قطر التي عصفت بدول المجلس، بينما تقود الكويت وساطة لإنهائها.. اذ دعا البيان الختامي للقمة الى العمل مع الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة أي تهديد عسكري، وإلى تعزيز التعاون العسكري والأمني للحفاظ على الأمن الإقليمي، ومواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة التي تؤكد أهمية تعزيز آليات التعاون بين دول المجلس.
بينما خصص البيان حيزا مهما للتطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة اللبنانية، داعيا الى الاستجابة “لتطلعات الشعب اللبناني المشروعة”. 
 
البيان الختامي 
وشدّد البيان الختامي للقمة الذي صدر بعد نحو 30 دقيقة من انطلاقها على حماية الملاحة في مياه الخليج العربي من أي تهديدات، لافتاً إلى أنّ قادة دول المجلس أكدوا استمرار الترابط 
والتكامل بين دوله.  
وأكد البيان الختامي ضرورة الحفاظ على “قوة ومناعة وتماسك مجلس التعاون ووحدة الصف فيه”، وعلى أن “يظل هذا المجلس كيانا متكاملا متماسكا ومترابطا وقادرا على مواجهة جميع التحديات والمخاطر”. ودعا البيان الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني وبُث على الهواء أيضا إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني للحفاظ على 
الأمن الإقليمي. 
واكد البيان حرص مجلس التعاون الخليجي على أمن واستقرار لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية صعبة وحركة احتجاجية مستمرة منذ أكثر من 50 يوما. ودعت دول الخليج اللبنانيين الى التعامل بحكمة مع التطورات الأخيرة بطريقة تلبي “التطلعات المشروعة” 
للشعب اللبناني. 
واشار البيان الختامي للقمة الى أن مجلس التعاون الخليجي حريص على “أمن لبنان واستقراره ووحدة أراضيه، وعلى انتمائه العربي واستقلال قراره السياسي، والوفاق بين مكونات شعبه الشقيق”.  كما اعرب عن أمله “في ان يستجيب اللبنانيون لنداء المصلحة العليا والتعامل الحكيم مع التحديات التي تواجه الدولة اللبنانية وبما يلبي التطلعات المشروعة للشعب اللبناني”. 
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود في مؤتمر صحفي :ان “استقرار لبنان مهم جدا للمملكة والأهم ان يمضي الشعب اللبناني والنظام السياسي في طريق يضمن الاستقرار والاستقلالية”.
 
جلسة مغلقة 
ودعا العاهل السعودي ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي إلى جلسة مغلقة عقب افتتاح القمة.
وعُقدت القمة في قصر الدرعية بالرياض بمشاركة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، بينما غاب عنها قادة قطر وسلطنة عمان والإمارات.
وترأس وفد قطر في القمة رئيس الوزراء عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، بينما ترأس وفد الإمارات رئيس الوزراء حاكم 
دبي محمد بن راشد.
أمّا سلطنة عمان فترأس وفدها فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء العماني. في السياق أعلن الزياني أن القمة الخليجية وافقت على عقد نظيرتها المقبلة رقم 41 في مملكة البحرين بناء على دعوة من ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة.  وقال العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز خلال الكلمة الافتتاحية: إنه يجب على منطقة الخليج أن تتّحد في مواجهة إيران، كما على دول مجلس التعاون الخليجي تأمين نفسها في مواجهة هجمات الصواريخ البالستية. واضاف “منطقتنا اليوم تمرّ بظروف وتحديات تستدعي تكاتف الجهود لمواجهتها، في اشارة الى ايران، الأمر الذي يتطلب منا المحافظة على مكتسبات دولنا ومصالح شعوبنا، والعمل مع المجتمع الدولي للتعامل بجدية مع برنامج ايران النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ البالستية، وتأمين مصادر الطاقة وسلامة الممرات المائية وحرية حركة الملاحة البحرية”.
ورأى العاهل السعودي أنّ مجلس التعاون الخليجي تمكّن، منذ تأسيسه، من تجاوز الأزمات التي مرت بها المنطقة، مؤكداً في سياق آخر حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،  مشدداً على أهمية الحل السياسي في اليمن.
 
بوادر انفراج أزمة قطر 
وفي بوادر لحل الازمة مع قطر التي بدأت العام 2017 حرص العاهل السعودي على استقبال رئيس الوزراء القطري في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية. ووفق لقطات متلفزة، بثتها قنوات تلفزة سعودية، بينها “العربية”، تبادل الملك سلمان، الذي يترأس القمة، مع المسؤول القطري البارز، عبارات الترحاب والابتسامات، خلال لقاء جمعهما بقصر استقبال قادة القمة في الرياض.  
كما نقلت وكالة الأنباء القطرية “قنا” أن رئيس مجلس الوزراء القطري حضر مأدبة الغداء التي أقامها العاهل السعودي للمشاركين في اجتماع مجلس التعاون. يذكر ان امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد تلقى قبل أسبوع رسالة خطية من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة الخليجية.
 
عرض الرياض للدوحة 
الى ذلك كشفت وكالات أنباء عن كواليس ما أطلقت عليه اجتماع الـ20 دقيقة، وما عرضته السعودية على قطر، لحل الأزمة بينها وبين دول المقاطعة. ووصفتها بأنها أوضح اشارة حتى الآن على انفراج محتمل في حل الخلاف.  وقالت وكالة «رويترز»: ان حضور رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني القمة الخليجية، الذي يمثل اعلى مستوى من التمثيل القطري بالقمم السنوية منذ العام 2017، ويأتي في أعقاب تكثيف الجهود لحل الخلاف بين حلفاء الولايات المتحدة. ونقلت الوكالة عن مسؤول إقليمي بارز، قوله: “ان الكويت تعمل في الفترة الأخيرة بجد شديد من اجل 
تحقيق المصالحة... 
بدعم من الولايات المتحدة”.  ولفتت الانتباه الى ان اجتماعات القمة الخليجية المغلقة لم تستغرق اكثر من 20 دقيقة، قبل صدور البيان الختامي، الذي أكد على الحاجة الى تعزيز التعاون العسكري والأمني وتعهد بإنشاء تكتل مالي ونقدي 
بحلول 2025. 
وقال مصدران مطلعان: ان “الرياض خففت موقفها بشأن قائمة تضم 13 مطلبا لرفع الحصار عن قطر، منها ان تقطع الدوحة علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين، وتوقف قناة الجزيرة التلفزيونية وتغلق قاعدة عسكرية تركية، وتقلص علاقاتها مع إيران التي تشترك معها قطر في حقل نفطي عملاق”. كما قال دبلوماسي غربي: ان “القمة قد تكون خطوة للأمام باتجاه حل الخلاف لكن من المستبعد رؤية نهاية فورية له”. يذكر ان اخر مرة زار فيها رئيس الوزراء القطري السعودية في أيار، لحضور قمة طارئة في اعقاب هجوم على ناقلات نفط 
في مياه الخليج.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية ووكالة “رويترز” قد نشرتا تقارير بشأن قيام وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزيارة سرية إلى السعودية، سعت من خلالها قطر إلى تقديم عرض مغر لإعادة العلاقات بين البلدين لكنها لم تتلق ردا ايجابيا 
في حينها.