مدارس كروية متنوعة في كأس العالم للأندية 2019

الرياضة 2019/12/11
...

تحليل / علي النعيمي
 
انطلقت يوم  أمس في العاصمة القطرية الدوحة منافسات بطولة كأس العالم للأندية 2019 بمشاركة سبعة فرق وقد حظيت بتغطية إعلامية جيدة كما يتابعها الملايين من أنصار الكرة في مختلف أرجاء العالم ، “الصباح الرياضي” سوف تتناول في هذه الوقفة الفنية نبذة عن الأساليب الخططية لبعض الاندية المشاركة من قارات العالم ، وسنبدأ أولا بفريق مونتيري المكسيكي الذي يشارك للمرة الرابعة في تاريخه بطل “الكونكاكاف” يحتل حالياً المركز الثامن في الليغا المكسيكي..
يشرف على تدريبه المدرب الأرجنتيني أنطونيو محمد ويلقبونه بـ “ ال تركو” وقد تسلم الفريق في العام 2015  لكنه تركه ليعود اليه خلال الموسم الحالي اذ حقق الفريق سبعة انتصارات مقابل ثلاثة تعادلات، وقد أحدث هذا المدرب تغييرات كبيرة بعد تسنمه المهمة في العام الماضي. أبرز التغييرات  التي اجراها هو تعديل نظام اللعب من 3-5-2 الى 4-2-3-1 عندما تكون ستراتيجيته هجومية ويتضح لنا من عدد التمريرات التي تفوق الـ 400 تمريرة لكنه عندما يطبق نظام لعب 4-4-2 الكلاسيكي فانه يتبع منهجية متزنة ما بين الهجوم والدفاع ويتضح لنا من انتشار اللاعبين وانخفاض عدد التمريرات التي تقل عن 200 تمريرة. طريقة اللعب: التحضير غير المباشر بعدد من النقلات من الخلف الى الامام ومن ثم الى طرفي الملعب مع اللامركزية في التموضع لكن يراهن كثيراً على الكرات الذكية او التمريرات المفتاحية التي ترسل الى الامام..
أهم لاعبي الوسط الذين ينشطون في البناء المدافع سانشيز بالرقم 4   ولاعب الوسط اروتيز بالرقم 16..  في الامام يوجد أخطر لاعبين هما الهولندي المهاجم والهداف جنسين الذي دائما ما يتمركز بين خطوط اللعب.. إلى جانب المهاجم الكولومبي بابون الذي يتواجد في جهة اليمين وهي الأخطر في الفريق ويتحول هذا اللاعب الى مهاجم في الامام وأكثر من يخلق الفرص ويتسلم التمريرات المفتاحية خلف المدافعين ويقوم بتفعيل الهجمات المرتدة بالإضافة إلى روجيليو فونيس بالرقم 7 ، الفريق المكسيكي لديه نسبة جيدة في الاختراقات واللعب في الثلث الدفاعي للفرق المنافسة تصل الى 51 بالمئة وهي نزعة هجومية طاغية.  
 
الترجي التونسي
بقيادة مدربه الشاب التونسي معين الشعباني يطمح الى فك عقدة الخسارة في المباراة الأولى من هذه البطولة اذ لم يتمكن من تجاوز منافسه في المباراة الأولى خلال المرتين اللتين شارك فيهما سابقاً في كأس العالم للأندية FIFA، ويشارك  لاعبه طه الخنيسي للمرة الثالثة في البطولة.
تشكيلة الترجي متخمة بلاعبي الخبرة بدءاً من الحارس معز شريفية، يلعب المدرب الشعباني بنظامي لعب 4-2-3-1 و4-1-4-1 دائما، الحل في المحترف كوليبالي بصفته لاعب الارتكاز بالرقم 15 في عمل المرونة الخططية في الوسط بالتراجع او التقدم مع بونسو كما ان هذين اللاعبين مسؤولان عن التوازن الدفاعي وعمل العمق الخلفي للرباعي اليعقوبي والجزائري بدران المميز في القطع والتغطية.. طرفا الملعب الظهير دربيالي على اليمين والشطي في اليسار والتحرك بشكل متعاقب في الهجمات مع أفضلية لدربالي في عمل الكروسات في وسط الملعب.
تبرز موهبة الجزائري بن غيث بالرقم 18 في صناعة الهجمات وخلق الفرص ونقل اللعب بالتزامن مع تحركات الليبي حمدو الهوني في اليسار وقدرته على لعب الكرات السهلة واللعب تحت الضغط او عكسها الى الجهة الاخرى كما يوجد أنيس بدري في جهة اليمين جناح متعدد الأدوار وهو افضل اللاعبين في التغطية والصراعات على الكرة والحل الفردي في الامام ويبقى المهاجم واتارا وطه الخنيسي في الامام للتسجيل وزعزعة المدافعين .
 
الهلال السعودي
بقيادة المدرب رازفان لوشيسكو وهو ثاني مدرب روماني يحقق اللقب الاسيوي للهلال بعد أنجيل إردنيسكو الذي تغلب على جوبيلو الياباني،لوشيسكو تعلم التدريب من والده واحتفظ بكل كراساته وتمارينه وأراد ان يقدم كرة أخرى تختلف عما قدمه كل من كوزمين أولاريو ورامون دياز سابقا مع الهلال.
الفريق السعودي يجيد الضغط والاستخلاص بأسرع وقت ممكن مع تأمين مناطقه الدفاعية، ويعتمد على نظام لعب 4-2-3-1  بنسبة 
70 ٪ في مبارياته الذي يعطيه أفضلية كبيرة في تسجيل الأهداف تصل الى معدل هدفين لكل مباراة  بالإضافة الى نظام 4-4-2  لكن بشكل الدايموند في وسط الملعب .
لديه مجموعة هائلة من البدائل والأوراق الخططية التي يناور فيها خلال المواجهات المصيرية جميعهم يلبون فلسفته الكروية في طريق الحيازة وبناء اللعب من مختلف أرجاء الملعب مع تعدد الضغط المتقدم. في خط الدفاع يوجد الظهير الذي تألق في خليجي 24 ياسر الشهري، الاسناد الهجومي بالإضافة لواجباته الدفاعية في جهة اليمين وصاحب الكروسات الفعالة واستحصال الكرة الى جانب محمد جحفلي وعلي البليهي والظهير الأيسر حسان كادش.
في خط الوسط نجد هناك خيارات عديدة من اللاعبين على غرار عبدالله عطيف  والكولومبي كيولار  وسلمان الفرج او محمد كانو للقيام بأدوار التحضير وصد كرات المنافسين وتطوير الحالة الهجومية مع الجناح البيروفي كاريو في جهة اليمين الذي يتحول الى مهاجم ثان مع إدواردو وكذلك الحال مع جيوفينكو مطور الهجمات ودائم التمركز بين خطوط اللعب واكثر لاعب ممول للكرات البينية  الى جانب  بهتان باهبري او نواف العابد الذي يتحرك في الامام براحة كبيرة او حتى سالم الدوسري بالتنسيق مع الخطير غوميز الذي يسجل من انصاف الفرص .
الهلال يمتاز بدقة تمرير تصل الى 87 بالمئة وتلعب هذه التمريرات في الثلث الدفاعي للفريق المنافس بنسبة 20 بالمئة ، بالإضافة إلى ان  معدل الحيازة يصل الى 55 %  في المباراة الواحدة كما ينقل كراته الى طرفي الملعب بمعدل 189 تمريرة ويشير ذلك الى اعتماده على الأطراف.
 
فلامنغو
بقيادة المدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس الذي أشرف على الهلال سابقا و سبورتينغ لشبونة وبراغا  يطل علينا اليوم عبر كرة السامبا الممتعة أذ يرى النقاد ان تواجد هذا المدرب الخبير مع كرة فلامنغو يمنحها الدهاء الخططي وكيفية توظيف المهارة الفطرية في بوتقة الأساليب التكتيكية التي تؤمن بالانضباط والتقيد بالواجبات.
 أي أنه جلب معه فلسفة الضغط الشديد في مختلف ارجاء الملعب، والانضباط، والمعرفة التكتيكية، والوعي في تطوير الهجمة ، غلق مسارات التمرير في الخلف اذا تشكل نسبة الكرات المستردة من المنافس في ملعبه نحو 24 % من الكرات المقطوعة .
نظام اللعب المفضل لدى المدرب الكلاسيكي هو 4-4-2 المزود بحركية عالية في الامام لممارسة الضغط العالي في ملعب المنافس، وتداول جيد للكرة سرعان ما يتحول إلى 3-4-3 وفتح الملعب وتوظيف الظهيرين الأيمن رافينيا (بايرن ميونيخ السابق) والايسر فيليب لويس (أتلتيكو مدريد السابق) في مرحلة بناء الهجمات ومنحهما أدوارا مركبة أي وجود ثلاثة مدافعين في الخلف امامهم أربعة في الوسط ما يشكل كتلة دفاعية من سبعة لاعبين في وسط الملعب.
أدوار جيرسون ويليان واحيانا  دييغو  رغم تقدمه بالعمر في وسط الملعب مهمة وفعالة في الواجبين الهجومي والدفاعي كما يمنح إيفرتون ريبيرو التقدم والتحول الى العمق في الهجمات وهو ذات الدور الذي يفعله  برونو هنريكي في الجهة الأخرى المسؤول عن التحولات السريعة و النجاح في التحديات  بطريقة واحد ضد واحد وعكس الكرات او التوغل بها بالتعاون مع دي أراسايتا والمهاجم الخطير في منتخب  السامبا جابرييل باربوسا . تبقى جهة اليسار هي الأخطر بسبب صعود الظهير فيلب لويس وكذلك مشاركة فيتينيو في هذه الجهة تمنحها الفعالية في الفعاليات الهجومية .
الفريق يقدم كرة ممتعة عبر الحيازة الكبيرة على الكرة التي تصل الى 
 60 % خلال المباراة وبتمريرات قصيرة ومتنوعة بمعدل 450 نسبة كبيرة منها في طرفي الملعب كما يراهن كثيرا على التمريرات المفتاحية key pass  التي يتقنها كل من  دي أراسايتا و ايفرتون وهي التمريرة التي تتجاوز خطي الدفاع والوسط وتجعل اللاعب في مواجهة الحارس 
للتسديد .