ترجمة / انيس الصفار
كرمت شركة غوغل قبل أيام المؤلفة النمساوية وداعية السلام البارونة بيرثا فون سوتنر بمناسبة مرور 114 عاماً على اعلانها كأول امرأة تنال جائزة نوبل للسلام.
عندما ولدت سوتنر في العام 1843 في مدينة براغ، وكانت تحمل حينها لقب الكونتيسة "بيرثا كنسكي", اضطرت وهي بسن مبكرة الى مواجهة مشاعر عداء الطبقة الارستقراطية لكون والديها ينتميان الى طبقتين اجتماعيتين مختلفتين. فوالد بيرثا ينحدر من عائلة كنسكي النبيلة بينما تنتمي والدتها الى عائلة اوطأ كثيراً في السلم الاجتماعي، لذا كان زواجهما مثار خلاف وخصام بين ابناء الطبقة الارستقراطية.
كانت سوتنر طالبة لامعة في طفولتها واصبحت فيما بعد متحدثة فصيحة باللغات الفرنسية والانكليزية والايطالية، كما كانت عازفة بارعة على آلة البيانو ومغنية.
في سن 30 عاماً انتقلت الى فيينا للعمل كمدرّسة خاصة في منزل عائلة سوتنر، وهناك التقت بالبارون آرثر غونداكار فون سوتنر الذي تزوجها فيما بعد. بيد أن العائلة عارضت زواجهما، فقررت الانتقال الى باريس لتبدأ هناك حياة جديدة.
في باريس عملت بيرثا سكرتيرة ومدبرة منزل لدى ألفريد نوبل الذي كان كيمياوياً رائداً ومخترعاً، وهو الذي منح اسمه للجائزة فسميت جائزة نوبل.
بعد فترة قصيرة من اقامتها في العاصمة الفرنسية تزوجت بيرثا سراً من البارون آرثر في العام 1876 ثم رحل الزوجان خلسة الى ما يعرف اليوم بولاية جورجيا. هناك عثرت البارونة على السعادة والهناء في حياتها الزوجية وكتبت تقول: "على صعيد شخصي لا يمكن لشيء أن يصيبنا، نحن بعضنا لبعض وهذا يعني كل شيء."
بعد ذلك توجهت الى كتابة القصص القصيرة والمقالات والروايات مستلهمة أفكارها من قراءاتها في الأدب التطوري، وكانت تركز في كتاباتها على الدعوة للسلام والدين والمساواة بين الجنسين.
لعل اشهر ما عرفت به سوتنر هي روايتها المناهضة للحرب وعنوانها "ضع سلاحك جانباً" التي نشرت لأول مرة في العام 1889 وهي توغل في عمق الآثار التي تتركها الصراعات على النساء.
تحول هذا الكتاب بسرعة الى احد افضل المؤلفات مبيعاً في العالم بعد أن نقلت عنه ترجمات لأكثر من عشر لغات فساعد بذلك على نشر رسالة الدعوة للسلام.
بعد ذلك أسست جمعية السلام الاسترالية ونالت جائزة نوبل للسلام في 10 ديسمبر/ كانون الاول 1905 فكانت بذلك اول امرأة تنال هذه الجائزة.
توفيت سوتنر في 1914 وهي بعمر 71 عاماً ولكن نشاطها الذي لا يكل بقي نابضاً الى يومنا متمثلاً بـ "معهد بيرثا فون سوتنر للسلام" في لاهاي.
توم بارفت
عن صحيفة الاندبندنت