بغداد/ سرور العلي
في مشهد كرنفالي يدل على عودة الحياة الى مدينة الموصل، وانتعاش الفعاليات الثقافية من جديد بعد طرد العصابات الإجراميّة منها، تتجول فرقة "ضوء" في أزقتها وشوارعها، لنشر السلام من خلال العزف بأماكن متعددة من المدينة.
وقال أمين مقداد، مدرب، ومؤلف موسيقي:
"اوركسترا ضوء"، هي نتاج ورشة عمل موسيقية لمدة شهرين في الموصل، تضم ٢٩ عازفة، وعازفا، ٩ فتيات و ٢٠ شابا، تخصصت الورشة بتعليم العزف على آلة الكمان حصرا، فضلا عن مهارات التواصل السمعي و التناغم، كان العرض التجريبي الأول في مدرسة ابتدائية خاصة بالفتيات في أحد أحياء الجانب الايسر" ويتابع:
"تستهدف الاوركسترا بتأثيرها في الجمهور العائلي، والتركز على الطفل، والمرأة في تلك المدينة لخلق توازن ثقافي ضروري، واساسي ضمن مفهومنا بشكل خاص".
تؤدي الفرقة عروضها في الغالب في الأماكن العامة حيث تتواجد الأسر كمحال المرطبات، والمتنزهات، و مراكز التسوق العائلي بشكل عروض مفاجئة غير معلنة في الغالب، أعمار العازفات والعازفين تتراوح بين ١٧ عاما، و ٣٨ عاما من خلفيات ثقافية مختلفة، وتهدف الى محاربة التطرف، والعادات والتقاليد المقيدة، وإحياء التراث الفني العريق، وزرع المحبة في الطرقات، وتوفير بيئة ومجتمع آمن.
وتحدث حسن فائز، عازف في الفرقة، وطالب طب أسنان:
"نسعى لإلغاء الفروقات بين الجنسين باتاحة الفرصة نفسها، وكان هذا تحديا للمجتمع، وان نكون على قرب من الناس البعيدة عن مجال الموسيقى، وغير المهتمة بها، وبعيدا عن القاعات، او الستيجات او أماكن خاصة تقام بها العروض يصعب على الناس البسطاء حضورها"
عدد من المارة يقفون من حين لآخر معبرين عن فرحتهم بإلتقاط الصور التذكارية، ومقاطع الفيديو، والبعض الآخر أبدا تعليقات إيجابية بشأن الفعاليات.
وتحدث عمر ليث (احد الحاضرين في العرض):
"الموسيقى انتصرت على ما حاول "داعش"تدميره من فن وثقافة ومعالم، أتمنى أن تعود الموصل كما كانت تحتضن المثقفين، والمبدعين".