ترجمة واعداد : انيس الصفار
بدأت الحكاية عندما كانت العائلة تشتري بطاقات للمعايدة بمناسبة أعياد الكريسماس من محال "تسكو" في لندن. أخذت فلورنس ويديكومب، وعمرها 6 أعوام، تقلب البطاقات التي اشترتها والدتها كي تختار واحدة ترسلها الى صديقاتها في المدرسة, فإذا بها تنطلق ضاحكة.
يقول والدها بين ويديكومب: "سمعناها تقول انظري يا ماما، هذه البطاقة عليها كتابة اصلاً".
عند تدقيق النظر اكتشفوا أن كاتب تلك الكلمات يدعي أنه احد السجناء الاجانب في سجن "كنغبو" الصيني. كتب يقول: "نحن نجبر على العمل رغم ارادتنا." بعد ذلك يطلب من القارئ ان يوصل رسالته الى الصحفي بيتر هامفري، الذي كان محققاً خاصاً وسبق له قضاء نحو سنتين في ذلك السجن بالذات وبمقدوره وضع هذا الاتهام بسوء المعاملة أمام الرأي العام بمقالة ينشرها في صحيفة "ساندي تايمز".
اعتقد السيد ويديكومب أن الأمر مزحة، ولكنه ادرك بعد قليل من التأمل ان المسألة في غاية الجدية. عندئذ اتصل بالصحفي هامفري.
عندما اطلع هامفري على الرسالة رجح أن من كتبها هم رفاقه السابقون في ذلك السجن عندما كان هو نفسه يقضي عقوبة بسبب تحقيقات أجراها وأغضبت الحكومة الصينية فزجت به وزوجته في السجن بناء على تهم باطلة. يقول هامفري انه اتصل بسجناء سابقين آخرين فأكدوا له ان السجناء في وحدته القديمة يجبرون على القيام بأعمال تركيب القطع والتعليب.
منذ سنتين بدأ السجناء الاجانب في سجن "كنغبو" يكلفون بانتاج بطاقات الكريسماس وأوراق الهدايا المرسلة خصيصاً الى محال "تسكو"، التي تبيعها وترصد ريعها لجهات خيرية. يقول هامفري مضيفاً: "أنا واثق ان هذه الرسالة مشتركة ولا تمثل شخصاً واحداً فقط، وأعتقد أني أميز هذا الخط وأعرف صاحبه ولكني لن أكشف اسمه."
رسائل على غرار هذه، تدعي أن السجناء في الصين يتعرضون للمعاملة السيئة، سبق أن هزت ضمائر مرتادي المحال التجارية من قبل. ففي العام 2013 ادعى سجين سابق أنه هو الشخص الذي كتب رسالة عثرت عليها احدى الامهات من ولاية أوريغون بين مواد زينة اشترتها لعيد الهالوين من اسواق "كامرت" في وقت سابق. قال ذلك الرجل أنه دس 20 رسالة مشابهة بين سلع متوجهة الى الغرب خلال فترة عام قضاه في احد معسكرات العمل في الصين.
حنا ناولز/عن صحيفة واشنطن تايمز