تحذيرات من جرّ العراق والمنطقة الى أتون الفتن والحروب
العراق
2020/01/03
+A
-A
بغداد / الصباح
تواصلت ردود أفعال قادة الأحزاب والكتل السياسية المنددة بالعملية الأميركية في اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، في ضربة صاروخية فجر أمس الجمعة في بغداد، ودعا القادة السياسيون الى اتخاذ الإجراءات اللازمة، القانونية والسياسية والدبلوماسية وغيرها، الكفيلة بانتزاع حقوق الشهداء وعدم تكرار مثل هذا الفعل الشنيع، وبينما حذروا من جر العراق والمنطقة الى أتون الفتن والحروب، طالبوا بعقد مؤتمر اقليمي يقود المنطقة بكاملها الى شواطئ السلام.
السبل الدبلوماسية والقانونية
وقال الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي، في بيان: «بعد سنوات طويلة من الجهاد والكدح في سبيل الله تعالى، والعمل على إعلاء كلمته، والسعي لتحرير الأوطان من الطغاة؛ التحق المجاهدان الباران بدينهما والمخلصان لعقيدتهما، والسائران على خطى سيد الشهداء (عليه السلام) القائد الفذ جمال جعفر (أبو مهدي المهندس) نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، وضيف العراق اللواء قاسم سليماني، مع ستة آخرين من المجاهدين، بركب شهداء العقيدة، بعملية وقحة جبانة قامت بها طائرات أميركية استباحت سماء العراق وأرضه بصواريخها الغادرة».
واضاف المالكي «اننا، اذ نعزي الإمام المنتظر ومراجعنا العظام وشعبنا العراقي الصابر، والشعب الإيراني الشقيق، والأمة الإسلامية كافة بهذا المصاب الجلل، فإننا نؤكد استنكارنا الشديد لهذا العمل الغادر الذي استهدف عدداً من رجال العراق الأبطال وضيوفه الكرام، وندعو الحكومة العراقية الى اتخاذ الإجراءات اللازمة، القانونية والسياسية والدبلوماسية وغيرها، والكفيلة بانتزاع حقوق الشهداء وعدم تكرار مثل هذا الفعل الشنيع».
كما أدان امين عام منظمة بدر هادي العامري، في بيان، ما وصفه بـ«الاعمال الاجرامية القذرة، في إشارة إلى عملية الاغتيال، مؤكداً انها «لن تزيدنا الا عزماً وارادة وتصميما واصرارا على مواصلة طريق الجهاد والتضحية في سبيل المبادئ والقيم الالهية وبناء العراق العزيز القوي المقتدر وتحقيق السيادة الكاملة».
وناشد العامري كل القوى الوطنية بتوحيد صفوفها من اجل اخراج القوات الاجنبية التي اصبح وجودها عبئا على العراق وبقاؤها يعني مزيداً من سفك الدماء العراقية، مشيرا الى انه “قبل يومين تلطخت الايادي الاثمة بدماء 90 شاباً من شبابنا الذين يرابطون في الحدود دفاعا عن العراق وصونا للعرض وحماية للمقدسات، وأردوهم بين شهيد وجريح، واليوم تلطخت هذه الايادي بدم المجاهد الكبير الحاج ابو مهدي المهندس وضيفه الكريم القائد المجاهد الحاج قاسم سليماني وثلة من الشباب المجاهد”.
كما ناشد ابناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية جيشاً وشرطة ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي، باخذ الحيطة والحذر لتأمين حماية العراق من شر الاشرار، داعياً النواب الى: “حضور جلسة البرلمان واتخاذ قرارهم الجريء باخراج القوات الاجنبية من العراق لأن وجودها اصبح يهدد العراقيين لا غير”.
تهديد الأمن والاستقرار
بينما لفت زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي، في بيان، الى أنه “حذر اميركا في مواقف سابقة معلنة من التداعيات الخطيرة لعملية القائم وغيرها وما سيترتب عليها من نتائج غير متوقعة على الأمن والاستقرار والعلاقات الثنائية”.
واضاف العبادي “نجدد اليوم تحذيرنا من جر العراق والمنطقة الى أتون الفتن والحروب أو ادخالها بنفق الانهيارات المجتمعية والسياسية والامنية، التي ستجر الويلات على الشعوب، ونكرر توصية المرجعية الدينية العليا بضبط النفس والتصرف بحكمة لتجنيب العراق وشعبه شر الاشرار وكيد الفجار”.
أما زعيم ائتلاف الوطنية، اياد علاوي، فقد عد، في تغريدة على “تويتر”، أننا “نعيش مرحلة هي الأخطر في تأريخ العراق والمنطقة كاحدى نتائج التصعيد الذي حذرنا منه”.
واضاف علاوي “دعونا سابقا ونكرر دعوتنا اليوم لعقد مؤتمر إقليمي يقود المنطقة بكاملها الى شواطئ السلام”، مؤكداً أن “التحلي بالحكمة والاتزان هو الأهم، والاولوية لحفظ العراق والعراقيين واستقرارهم، وابعاد الحرب وتأثيراتها”.
في غضون ذلك، وصف حزب الدعوة الاسلامية، في بيان، العملية الأميركية بأنها “عمل مشين يكشف بوضوح العنجهية الاستكبارية التي تنتهجها السياسة الاميركية في تنفيذ طموحاتها ومشروعها الرامي الى السيطرة على العالم”، مؤكداً ان “النهج الاميركي العدواني والاستخفاف بمقدرات شعوب المنطقة، سيوسع من دائرة المواجهة ويدفع بالوضع الى تداعيات خطيرة ويجعل الواقع الاقليمي يعيش على صفيح ساخن”.
ويرى الحزب ان “هذه الجريمة الارهابية تثبت بوضوح عدم احترام اميركا للسيادة العراقية ولا تجد تحرجاً امام سفك دماء العراقيين ومن يقف معهم”، لافتاً إلى ان “القوات الاميركية تتصرف وكأن العراق مازال تحت احتلالها البغيض”.
ودعا حزب الدعوة الحكومة العراقية الى “اتخاذ الخطوات المتاحة للتعامل مع هذا الحدث الخطير، وان تعيد النظر بعلاقاتها مع اميركا بعد ان اعترفت رسمياً بارتكابها الجريمة”، مهيبا في الوقت نفسه بابناء الشعب العراقي الكريم وطيفه السياسي بان “يكونوا على مستوى عال من الوعي وتحمل المسؤولية الشرعية في الحفاظ على العراق وامنه وسيادته واستقراره، وان يغتنموا هذا الحادث الفجيع للتقارب وتوحيد الموقف ولم الشتات، لتفويت الفرصة على اعداء العراق وشعبه”.
حماية العراق
في حين، دعت كتلة سائرون النيابية، في بيان، جميع اعضاء مجلس النواب «للحضور الى الجلسة الطارئة للمجلس اليوم السبت لمناقشة هذا الاعتداء الخطير والسافر»، مؤكدة «ضرورة ان تلتحم جميع القوى الوطنية لتوحيد الصفوف والوقوف بوجه الاعتداءات الاميركية والعمل على انهاء وجودها من خلال اقرار قانون اجلاء جميع القوات الاجنبية من الاراضي العراقية». وفي السياق نفسه، أعلن المعاون الجهادي للسيد مقتدى الصدر الحاج أبو ياسر، في بيان، «الجاهزية التامة لتنفيذ الأوامر ورهن الإشارة لحماية العراق الحبيب والدين والمذهب كما أوصانا مرجعنا الشهيد الصدر قدس سره (الدين بذمتكم والمذهب بذمتكم) ونحن الذين يسبق فعلنا قولنا».
وأضاف أننا «نعزي جميع المجاهدين والمقاومين والمعارضين للثالوث المشؤوم والشيطان الأكبر أميركا عدوة الشعوب والإنسانية باستشهاد نخبة مخلصة من قادة المقاومة عموماً والحشد الشعبي خصوصاً ومنهم الحاج الشهيد قاسم سليماني والحاج الشهيد ابو مهدي المهندس ومن معهم من الشهداء المخلصين الذين كانت لنا معهم مواقف مشتركة كـ(سرايا السلام) في محاربة الصنيعة الأميركية «داعش»، ونتأسى في عزائنا بقول سيد الشهداء الإمام الحسين (ع): «القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة».
سلوك استعماري متعال
من جهته، رأى المؤتمر الوطنيّ العراقيّ، في بيان، أن «الإدارة الأميركية تؤكد مرة أخرى سلوكها الاستعماري المتعالي تجاه أبسط مقومات الدبلوماسية السياسية واحترام سيادة الدول وصون حرمة الدم، وتجدد سعيها الخبيث لزج العراق دولةً وشعباً في اتون مواجهة إقليمية خطيرة».
واضاف أن «النهج الاستفزازي والسلوك العدواني الذي تتبعهُ الإدارة الأميركية منذ فترة ليست بالقليلة على الأراضي العراقية، والذي توجته باغتيالها الآثم للقائد الشهيد قاسم سُليماني والقائد الشهيد جمال آل إبراهيم (أبو مهدي المهندس) واللذين كان لهما الأثر البالغ والدور الشاخص في هزيمة الإرهاب في العراق والمنطقة ونصرة الشعوب المستضعفة والقضايا العادلة».
واشار الى انه «سلوك مستنكر مدان يوجب العمل السياسي الحثيث لملاحقة ومساءلة الأطراف المتورطة بانتهاك حرمة الدم والسيادة، وإنهاء سلوكيات الوصاية السياسية والعسكرية التي تحاول واشنطن فرضها كأمرٍ واقعٍ في العراق»، عاداً أن «القوى العراقية الوطنية تقف اليوم أمام مسؤولية أخلاقية كُبرى واستحقاق تأريخي بفرض الإرادة الجامعة والوقوف صفاً بوجه سلوكيات سلب الإرادة ومصادرة القرار، وكف يد الاستهتار والعدوان عن دماء أبناء شعبنا، والتعامل بحزم مع كل بوادر الاستخفاف بالعراق
والعراقيين».
واكدت حركة ارادة، من جهتها، أن «الإدارة الاميركية اغتالت مجاهدين ساهما بشكل مباشر في قتال داعش وهزمه شر هزيمة وكان لهما الفضل الأكبر بذلك كما انها تجاوزت على سيادة البلاد وانتهكت حرماته لذا ومن منطلق المسؤولية ندعو جميع القوى الوطنية الى التوحد بمواجهة الأخطار التي تحيط ببلدنا العزيز».
وتابعت أن “على مجلس النواب الانعقاد الفوري بجلسة مشتركة مع الحكومة لبحث مسألة العلاقة مع واشنطن بما يحفظ كرامة وسيادة البلاد”.
إلى ذلك، توعد الامين العام لحركة النجباء الشيخ اكرم الكعبي، أميركا التي وصفها بـ”الشر”، وأنها “ارتكبت حماقة ستندم عليها”، بأنه “بقدر ما في قلوبنا من ألم وحسرة على فقد طاهر القلب والسريرة ورفاقه عهداً علينا أن كل ذلك الألم وتلك الحسرة ستتحول إلى حماس وغضب وثورة نترجمها أرقاماً على أرض الوقع وإن غداً لناظره
قريب”.