القاهرة / اسراء خليفة
أعلنت وزارة الخارجية المصرية، عقد اجتماع غدا الأربعاء في القاهرة، بين وزراء خارجية كل من مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، لبحث آخر تطورات الوضع في ليبيا.
وبحسب بيان صدر امس الاثنين عن الخارجية المصرية فإن “وزير الخارجية سامح شكري، يستضيف غدا الأربعاء بالقاهرة، اجتماعا تنسيقيا وزاريا يضم وزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص».
ويأتي الاجتماع “لبحث مجمل التطورات المتسارعة على المشهد الليبي مؤخرا، وسبل دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة تتناول جميع أوجه الأزمة الليبية، والتصدي إلى كل ما من شأنه عرقلة تلك الجهود، إضافة إلى التباحث بشأن مجمل الأوضاع في منطقة شرق البحر المتوسط».
كما دعت الجامعة العربية الفرقاء في ليبيا إلى تغليب المصلحة الوطنية والشروع بوقف التصعيد والعودة إلى طاولة الحوار.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الأحد، أن وحدات تركية توجهت بالفعل إلى ليبيا بعد موافقة البرلمان التركي على تفويضه بإرسال قوات مسلحة تركية إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني.
وشهدت الأزمة الليبية تصعيدا ملحوظا عقب توقيع تركيا مذكرتي تفاهم مع حكومة الوفاق الليبية في وقت سابق، وهو ما عارضته مصر واليونان وقبرص وعدد من الدول، واعتبرته غير قانوني لتعديه على حقوقها
البحرية.
إدانة عربية
في الوقت نفسه، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية بشدة استهداف الكلية العسكرية في منطقة الهضبة، جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، والذي ادى إلى سقوط اعداد من الضحايا والمصابين .
وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن استهداف المناطق السكنية والمرافق المدنية والطبية والبنى التحتية يعد أمرا مرفوضاً ومداناً تحت أي ظرف ومن أي جانب كان.
كما أشار المصدر إلى أنه من المؤسف استمرار مثل هذه الحوادث التي من شأنها الاضرار بأي فرص حقيقية في العودة إلى المسار السياسي، وناشد المصدر جميع الفرقاء الليبيين تغليب المصلحة الوطنية والشروع بوقف التصعيد والعودة إلى طاولة الحوار.
وفي هذا الإطار جدد المصدر دعم الجامعة العربية وتضامنها الكامل مع ليبيا وشعبها في كل ما من شأنه إنهاء الأوضاع الحالية وتحقيق الامن والاستقرار في ليبيا.
قوات تركية
في المقابل أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الجنود الأتراك بدؤوا يتوجهون إلى ليبيا بشكل تدريجي.
وأكد الرئيس التركي في مقابلة تلفزيونية مع قناني “سي إن إن” و”دي” المحليتين، أن بلاده غير منزعجة من إدانة السعودية لقرار إرسال قوات إلى ليبيا، مضيفا أنه لا يقيم وزنا لإدانتها.
وجاءت تصريحات أردوغان في ظل توترات تشهدها المنطقة بعد موافقة البرلمان التركي على تفويض بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، الأمر الذي واجهه البرلمان الليبي بالرفض، متهما فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بالخيانة العظمى.
موقف ليبي
من جانبه قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، طلال الميهوب، إن المصالح التركية في أي مكان ستكون ضمن الأهداف المشروعة للمقاومة الليبية.
وأضاف الميهوب في تصريحات صحفية أن أي مصالح تركية في أي مكان ستكون ضمن الأهداف للقوات المسلحة، وأبناء ليبيا المقاومين لمشروع الاستعمار، وأن ليبيا لن تكون نزهة لهم”. وعلى الجانب الآخر علق مصطفى المجعي، المتحدث باسم “بركان الغضب”، أن الحكومة الليبية اجتمعت قبل أسبوعين ووافق المجلس الرئاسي والوزراء المفوضين وأمراء المناطق العسكرية وأمراء قوة مكافحة الارهاب على إرسال طلب الدعم العسكري برا وبحرا وجوًا والبرلمان التركي بدوره وافق على هذا الطلب.
وأكد المجمعي، أن ما يحدث منذ ذلك الوقت هي خطوات لا يمكن الكشف عن تفاصيلها بطبيعة الحال. وفي الجانب الليبي ايضا أعلنت وزارة الخارجية لحكومة الوفاق الليبية، تأجيل زيارة الممثل السامي لخارجية الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا للعاصمة طرابلس التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء، إلى حين إشعار آخر.
وقالت وزارة الخارجية لحكومة الوفاق الليبية بطرابلس في بيان صحفي إن “وزارة الخارجية بحكومة الوفاق تعلن تأجيل زيارة الوفد الأوروبي المكون من الممثل السامي لخارجية الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا إلى حين إشعار آخر نظرا للظروف الراهنة”.
وكان من المقرر زيارة المسؤول السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، برفقة وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا إلى طرابلس للقاء مسؤولين ليبيين، اليوم الثلاثاء، لإجراء مباحثات مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج.