تريسي ولكنسون وميليسا إيتيهاد
ترجمة وإعداد / الصباح
في تصريحٍ بثهُ التلفزيون الإيراني عندما كانت الحشود تشيع جنازة الجنرال قاسم سليماني أعلنت الحكومة الإيرانية انها لن تلتزم بعد الان بالقيود المفروضة على اعداد طراداتها المركزية التي تنتج اليورانيوم المخصب، كما أنها لن تتقيد بمستوى نقاوته. كذلك سوف تلغي الحدود المفروضة على مستوى الخزين المسموح به من المواد المخصبة.
بدأت إيران خرق القيود المفروضة عليها في أعقاب انسحاب ترامب الأحادي من الاتفاق النووي، ولكن تصريح يوم الأحد يمثل خطوة أخرى في نبذ الصفقة. بيد أن إيران سوف تواصل السماح في الوقت نفسه لمفتشي الوكالة النووية التابعة للأمم المتحدة بالحضور للمراقبة، الى جانب التعاون
مع المراقبين الدوليين.
كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على موقع تويتر تغريدة قال فيها ان الخروج على الاتفاق النووي يمكن التراجع عنه في حالة الالتزام
المتبادل بالاتفاقية.”
في اشارة منه الى رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة ترامب. وقد أشاع هذا التصريح شعوراً بالتفاؤل
لدى بعض المحللين. يقول أريان طباطبائي، وهو باحث سياسي من مؤسسة راند: “في تصريحهم ذاك يتوقف الإيرانيون ليعلنوا ان إيران يمكن أن تعود الى تطبيق جانبها من الصفقة إذا ما خففت عنها العقوبات. حين تقرأ التصريح يبدو لك أنهم قد قدموا الكثير، ولكن بعض تلك الأمور تمضي
في مجراها بالفعل.”
أما “ويندي شيرمان”، التي كانت تشغل منصب وكيل وزير الخارجية وشاركت في بعض مراحل التفاوض مع إيران، فقد قالت على موقعها في تويتر ان الاعلان الإيراني لم يفاجئها. تضيف شيرمان أن الشيء الحسن في هذا الخبر هو أن إيران لديها الاستعداد للعودة الى الاتفاق إذا ما رفعت عنها العقوبات، وأنها في كل الاحوال لن تطرد مفتشي الوكالة
الدولية للطاقة النووية.
رغم هذا، يبدو أن من الصعوبة بمكان تصور كيف سيمكن انقاذ الصفقة على المدى البعيد وسط خطابات العداء والتهديدات العسكرية المتبادلة بين واشنطن وطهران، ويخشى الخبراء أن تبدأ إيران تحركها الان نحو توسيع حدود قدراتها النووية وبناها التحتية الى أن تتمكن من الافلات والتحرر وصنع قنبلة نووية بأسرع وقت. يقدر حالياً أن صنع سلاح نووي قد يتطلب من إيران نحو سنتين، وحتى لو انطلقت بأقصى سرعتها فإنها ستحتاج الى مدة عام على الاقل لتخصيب كمية من اليورانيوم تكفي لشحن قنبلة واحدة، ومدة عام ثان لتركيب ذلك اليورانيوم
في سلاح فعلي.
عن صحيفة {لوس أنجلس تايمز}