الصداع و آلام الظهر حالتان مرضيتان متلازمتان

من القضاء 2020/01/07
...

ترجمة/ نادية المختار
كشفت دراسة جديدة من جامعة طب وارويك، انكلترا، أن الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر المستمرة أو الصداع المستمر هم أكثر عرضة للاصابة بهذين الاضطرابين. 
ويعاني شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص من آلام أسفل الظهر المستمرة، بينما يعاني شخص واحد من كل ثلاثين آخرين من آلام الصداع المزمن. 
وتشير النتائج الى وجود علاقة بين نوعي الألم اللذين يمكن أن يدللا الى علاج مشترك لكليهما. 
 
وقد عمد الباحثون الى تطويع 400 ألف مشارك، حاولوا تحديد العلاقة بين الصداع المستمر وآلام أسفل الظهر المستمرة. فلاحظوا وجود علاقة بين استمرار آلام أسفل الظهر ووجع الرأس المستمر (المزمن)، حيث يعاني المرضى عادة من ضعف احتمال تعرضهم للآخر مقارنةً بالأشخاص الأصحاء. كما لاحظوا أيضا أن الصلة تكون أقوى للأشخاص المصابين بالصداع النصفي. 
وركز الباحثون على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصداع المزمن معظم الأيام على مدى ثلاثة أشهرعلى الأقل، والأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر المستمرة. فهذان الاضطرابان شائعان للغاية، وهما من الأسباب الرئيسة للاعاقة في جميع أنحاء العالم. 
يقول البروفسور مارتن أندرو، استاذ الطب في جامعة وارويك: “في معظم الدراسات وجدنا أن الاحتمالات كانت مزدوجة في كلتا الحالتين. فمن المحتمل أن يتعرض المرء الى صداع أو ألم مزمن في الظهر بنفس الوقت معا، وهو أمر مثير للاهتمام للغاية لأنه عادة ما يتم اعتبار هذه الاضطرابات على أنها اضطرابات منفصلة. لكن هذا يجعلنا نعتقد أنه قد يكون لقسم من الناس بعض القواسم المشتركة في ما يسبب هذين المشكلتين الصحيتين.” 
وقد يكون هناك شيء في العلاقة بين كيفية تفاعل الناس مع الألم، وجعل بعض الأشخاص أكثر حساسية لكل من الأسباب الجسدية للصداع، وخاصة الصداع النصفي، والأسباب الجسدية في آلام الظهر، وكيف يتفاعل الجسم مع تلك المسألة، وكيف قد يصبح معاقا من جراء ذلك. وقد تكون هناك أيضا طرقا أكثر جوهرية في كيفية تفسير الدماغ لأشارات الألم، وبالتالي قد يشعر الأشخاص المختلفون بنفس القدر من المدخلات في المخ. 
كما أنه ربما يشير الى احتمال وجود علاقة بيولوجية أساسية، على الأقل في بعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع وآلام الظهر، وقد يكون ذلك أيضا هدفا للعلاج. 
وفي الوقت الراهن، هناك علاجات دوائية محددة للمرضى الذين يعانون من الصداع النصفي المستمر. أما بالنسبة لآلام الظهر، فيركز العلاج على التمرينات والعلاج اليدوي، لكن يمكن أن يشمل أيضا الأساليب السلوكية المعرفية وطرق الدعم النفسي للأشخاص الذين يعانون من ألم شديد في الظهر. وبذا، يقترح الباحثون، أن هذه الأنواع من أنظمة الدعم السلوكي قد تساعد أيضا الأشخاص الذين يعانون من الصداع المزمن. 
ويضيف أندرو: “اتباع نهج مشترك يكون مناسبا، لأن هناك علاجات محددة للصداع والأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي. فالعديد من الطرق التي نتعامل بها مع آلام العضلات والعظام المزمنة وخاصةً آلام الظهر، فأنها تتم بإدارة داعمة من خلال مساعدة الناس على العيش بشكل أفضل مع آلامهم.” 
 
علاقة ألم الظهر بالوفيات 
وجد الباحثون في مركز بوسطن الطبي، أن آلام الظهر المتكررة والمستمرة ترتبط بالوفاة المبكرة بين النساء الأكبر سنا. ففي دراسة شملت أكثر من 8 آلاف امرأة أكبر سنا تم متابعتهن مدة 14 عاما في المتوسط. وبعد السيطرة على العوامل الاجتماعية والديموغرافية والصحية الهامة، كانت النساء اللائي أبلغن عن آلام متكررة ومستمرة في الظهر أكثرعرضة لمخاطر الوفاة بنسبة 35 في المائة مقارنة بالنساء اللائي ليس لديهن آلام في الظهر. ووجد الباحثون أيضا أن الاعاقة المقاسة بعد آلام الظهر ساعدت في تفسير هذه الصلة. 
آلام الظهر هي السبب الرئيس للاعاقة في جميع أنحاء العالم، والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40-80 سنة لديهن أعلى معدل انتشار لآلام الظهر. وذكرت النساء أن آلام الظهر لديهن أكثر تواترا مقارنة
 بالرجال.
يقول الدكتور ايريك روزان، استاذ الطب في جامعة بوسطن: “النتائج التي توصلنا اليها تثير تساؤلات حول ما اذا كانت الادارة الأفضل لآلام الظهر طوال العمر يمكن أن تمنع الاعاقة وتحسن نوعية الحياة وتطيل العمر في النهاية.” 
وبعد اجراء قياسات أساسية لآلام الظهر، تابع الباحثون حالات جميع المشاركين بعد عامين، وقاسوا آلام الظهر مرة أخرى. وفي السنة الرابعة، استفهم المشاركون عن الأنشطة المشتركة للحياة اليومية ولاحظوها. 
كما وجدت الدراسة، أن العجز بعد قياسات آلام الظهر أوضح الكثير من الارتباط بالوفيات. 
يقول روزان: “قد تؤدي آلام الظهر الى الأضرار بالأنشطة اليومية بشكل مباشر، لكن كبار السن يمكنهم تجنبها بسبب الخوف من اعادة الاصابة أو تفاقم الأعراض. اذ ان عدم القدرة على أداء أو تجنب الأنشطة اليومية يمكن أن يؤدي الى زيادة الوزن، وفي نهاية المطاف الموت المبكر.”
وهذه النتائج تضع الأساس للدراسات المستقبلية لتقييم الأثر طويل المدى لعلاج آلام الظهر واستراتيجيات الرعاية 
الذاتية. 
 
عن ساينس ديلي