أطياف محمود: هدفي الفوز بذهبية البطولة العربية بالكيكو شنكاي

الرياضة 2020/01/08
...

بغداد / نبيل الزبيدي
بدايتها كانت خلال فترة الدراسة في الصف الثالث المتوسط عندما قررت التسجيل في احد الاندية القريبة من منطقتها الاعظمية ولعب كرة القدم لانها كانت تمارسها يوميا مع اولاد الجيران وتميزت بالسيطرة على الكرة ولفتت انتباه الجميع، وبعد مرافقة والدتها الى اقرب ناد وهو الاعظمية تفاجأت بعدم وجود هذه الرياضة التي عشقتها بالفطرة، وبعد تشجيع والدتها وحثها على اختيار فعالية اخرى وعدم العودة الى المنزل من دون تحقيق رغبة ابنتها بممارسة اي رياضة. لذلك وقع اختيار اطياف محمود على لعبة الكيكوشنكاي رغم انها صعبة على العنصر النسوي لكنها نالت اعجاب مدربها محمد اسماعيل غفوري الذي حرص على متابعتها بشكل يومي وتسخير خبرته الطويلة في هذا المجال للاعبته الناشئة التي توقع ان تكون من افضل اللاعبات ولها مستقبل وفعلا كانت تكهنات غفوري في محلها.
 
 
بعد مرور اكثر من ثلاثة شهر حصلت محمود على استحسان الملاك التدريبي في نادي الاعظمية لاسيما ان نزالات اطياف كانت مع زملائها اللاعبين بسبب عدم او قلة تواجد العنصر النسوي وكذلك غياب البطولات المحلية الخاصة بالنساء جرى اختيارها من قبل اتحاد اللعبة لغرض تمثيل العراق في بطولة العرب التي احتضنتها العاصمة اللبنانية بيروت عام 2012 ليكون هذا العام راسخا في ذاكرة بطلتنا كونها تمثل العراق امام بطلات العرب اللواتي لهن باع طويل في اللعبة، وبعد التحضيرات المكثفة في نادي الاعظمية وايضا تشجيع العائلة لاسيما من والدها محمود وهو لاعب كراتيه سابق والذي كان له دور فعال في تطبيق الحركات بالشكل الصحيح ومراجعة وصايا المدرب في البيت كل هذه الامور عززت من قدرة اطياف للتوجه الى لبنان باصرار بتحقيق نتيجة ايجابية.
وصلت اطياف العاصمة اللبنانية بيروت وبدأت رهبة يوم الافتتاح ومشاهدة الوفود المشاركة والجماهير الحاضرة الى قاعة النزالات لاسيما ان لعبة الكيكوشنكاي لها قاعدة عريضة في لبنان لكلا الجنسين الرجال والنساء وهنا بدأت شجاعة اطياف التي توقع مدربو المنتخبات الاخرى انها ستكون صيدا سهلا في المباريات، ورغم ان عمرها يصنف ضمن الناشئات لكنها شاركت مع فئة المتقدمات وهي بوزن 55 كغم ولعبت مع وزن 65 كغم. استطاعت بطلتنا تجاوز كل هذه المعوقات وتمكنت من الفوز على بطلات العرب ومنهن اصحاب الارض والجمهور لتحرز ذهبية لقب وزن 55 كغم.
اطياف محمود  لاعبة سجلت حضورا متميزا في البطولات العربية والاسيوية رغم ضعف الاهتمام بالرياضة النسوية مقارنة مع الانجازات التي تحققها اللاعبات لاسيما في الالعاب الفردية (الصباح الرياضي) استضافت بطلة العرب بالكيكو شنكاي والمواي تاي اطياف محمود التي تحدثت عن مسيرتها وابرز تحضيراتها للاستحقاقات الخارجية المقبلة وقالت: انني اواصل التدريبات بواقع ثلاث الى اربع وحدات في الاسبوع باشراف مدربي الاول وصاحب الفضل في بروزي بهذه الرياضة محمد اسماعيل غفوري تحضيرا للبطولة العربية التي تحتضنها الكويت منتصف العام الحالي مؤكدة حرصها على احراز الوسام الذهبي لاسيما ان مدربها طلب منها المشاركة بوزن 65 كغم.
واضافت محمود: انه بسبب تميزها في رياضة الكيكوشنكاي تم استدعاؤها لتمثيل منتخب العراق بالمواي تاي وشاركت عام 2013 في بطولة العالم التي استضافتها تايلند وحصلت على الترتيب الخامس، وسجل العام نفسه التواجد في دورة الالعاب الاسيوية ولكن الحظ لم يحالفها لان القرعة اوقعتها مع بطلة الصين وخسرت بفارق نقاط قليلة، وفي العام 2014 حصلت على الوسام الفضي في دورة الالعاب الاسيوية الشاطئية التي احتضنتها تايلند بعد ان فازت على التركمانستانية بالجولة الاولى وتعرضها للاصابة قبل المباراة النهائية وقررت الانسحاب امام التايلندية.
واوضحت محمود: انها حصلت على المركز الثاني بالبطولة العربية في لبنان، وعن بقية الالعاب بينت انها كانت لها تجربة مع منتخب الوشو كونغو عندما مثلت المنتخب ببطولة العام 2017 في روسيا ولم تكن مشاركاتها بالمستوى المطلوب اذ اشارت الى ان التدريب في بغداد لهذه اللعبة يختلف عما تلقيناه من حركات وتدريبات في المعسكر التدريبي الذي اقيم في ايران وكانت فرصة جيدة لكسب الخبرة والاحتكاك. وآخر مشاركة لها كانت العام الماضي بالبطولة العربية في تونس وحصلت على الوسام النحاسي اذ التقت في النزال الاخير مع اللاعبة التونسية بفرق 24 كغم لصالح التونسية. وعن التوفيق بين دراستها وممارسة الرياضة فضلا عن عملها لاسيما انها المعيلة لعائلتها تحدثت اطياف محمود قائلة: ان عائلتي تعتمد علي في تهيئة وتحضير جميع المستلزمات المعيشية وتوفيرها وانا اعمل عدة اعمال مع اصدقاء في بناء البيوت والتصوير الفوتوغرافي في احد الاستوديوهات بمنطقة الاعظمية بالاضافة الى الدراسة وحالياً طالبة في كلية التربية وعلوم الرياضة لجامعة بغداد وايضاً احرص على التوفيق في مجال الرياضة والحفاظ على المستوى الفني الذي وصلت اليه لاسيما انا من ضمن بطلات العرب وآسيا وكل هذه الامور لا تأتي بسهولة لكن اصراري الذي جعلني امارس هذه اللعبة برغم قسوتها وقوتها. والحمد لله استطعت ان اعطي لكل عمل قدرتي التي منها الدعاء الابوي وكلمة شرف من مدربين ومسؤولين في الاتحاد وعملي هو دليل على ان الفتاة العراقية استطاعت ان تخوض جميع الازمات والمحن وتحملت المسؤولية.