الأولمبي يبحث عن فوزه الأول بمواجهة البحرين الجريح

الرياضة 2020/01/10
...

بانكوك/ بلال زكي/ علي النعيمي
 
يخوض منتخبنا الأولمبي لكرة القدم اختباره الثاني أمام نظيره البحريني الجريح في الساعة الواحدة والربع من ظهر اليوم السبت بتوقيت العاصمة بغداد الخامسة والربع عصرا بتوقيت بانكوك في ملعب جامعة ثاماسات، ضمن مواجهات الجولة الثانية من مرحلة المجموعات للبطولة الآسيوية تحت 23 عاما المتواصلة فعالياتها في تايلاند وتستمر لغاية السادس والعشرين من الشهر الحالي.
وأسندت لجنة الحكام في الاتحاد القاري مهمة قيادة اللقاء الى طاقم تحكيم كوري جنوبي مؤلف من كو هيونغ جين، ويوون كوانغ يول مساعدا أول  وبارك سانغ جون مساعدا ثانيا، بينما سيكون السعودي تركي الخضير حكما رابعا، والياباني كيمورا هيرويوكي حكم الفيديو الاساسي، يساعده كيم جونغ هيوك و كيم هي غون من كوريا الجنوبية.
ويبحث منتخبنا عن تحقيق فوزه الأول في البطولة الحالية، لاسيما ان الفائدة ستكون مزدوجة في حال تحقق ذلك، كونه يضع قدما ونصف في الدور المقبل، بالاضافة الى ان هذا الفوز سيكون سببا مباشرا في إقصاء أحد  المنافسين المباشرين من البطولة بصورة رسمية.
وسيكون جميع اللاعبين متاحين أمام المدرب عبد الغني شهد للاشتراك في لقاء اليوم باستثناء مدافع اليسار علاء رعد الذي سيغيب بداعي تعرضه لشد عضلي بسيط ما ادى الى غيابه عن التدريبات الجماعية ليوم أمس واقتصرت تدريباته على عملية الجري تحت اشراف الجهاز الطبي ومدرب اللياقة البدنية سردار محمد.
وسيخوض منتخبنا مواجهة اليوم مرتديا الزي الأبيض الكامل، بينما سيرتدي البحرين الزي التقليدي الأحمر الكامل.
ويلتقي اليوم ايضا في ملعب راجامانغالا ضمن المجموعة الاولى تايلند امام استراليا في الساعة الرابعة والربع بتوقيت العاصمة بغداد الثامنة والربع بتوقيت بانكوك.
 
تغيير ملعب التدريب
حرصت ادارة وفد المنتخب على تغيير الملعب الذي احتضن الوحدة التدريبية الأخيرة التي أقيمت أمس قبل مواجهة البحرين، وقرر الاتحاد الآسيوي اقامة تدريبات منتخبنا ليوم أمس في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، وفي ملعب يبعد مسافة تزيد عن 45 دقيقة عن مقر اقامة الوفد، الامر الذي دفع الادارة الى التشاور مع الجهاز الفني لتقديم احتجاج للاتحاد الآسيوي واستئجار ملعب خاص قريب من مقر اقامة الوفد.
وأكد رئيس البعثة العراقية عضو اتحاد الكرة يحيى زغير في تصريح لـ»الصباح الرياضي» ان تغيير ملعب التدريب هدفه اختصار عامل الوقت لاسيما ان التدريبات اقيمت بحدود الساعة الرابعة عصرا، ما يمنح اللاعبين فترة تزيد على 24 ساعة لغرض الاستشفاء قبل خوض مواجهة اليوم.
 
الجانب البدني
كشف المدرب المساعد للمنتخب الأولمبي عباس عبيد عن تخوفه من العامل البدني والمخزون اللياقي الضعيف نسبيا لدى اللاعبين بسبب ابتعاد أغلبهم عن خوض المباريات بصفة أساسية مع الأندية التي يمثلونها، فضلا عن توقف منافسات الدوري الممتاز لفترة طويلة.
واشار عبيد في تصريحه لـ»الصباح الرياضي» الى ان الجهاز الفني بصورة عامة حاول جاهدا خلال اليومين الماضيين تقليل آثار الجهد الكبير الذي بذل في لقاء استراليا من اجل ان يكون اللاعبون باتم الجاهزية لمواجهة اليوم، مبينا انه بخلاف التخوف من الجوانب البدينة فان الافضلية الفنية تصب في صالح منتخبنا الذي تمكن من كسر الحاجز النفسي بفضل الاداء المتميز في المباراة الأولى.
وتابع ان البحرين ليس بالمنافس السهل على الاطلاق، لكنه سيلعب اللقاء بضغوطات عالية نتيجة خسارته الكبيرة أمام البلد المضيف تايلند بخماسية نظيفة، كون تعرضه لخسارة أخرى سيطيح به خارج دائرة التنافس بصورة رسمية، الأمر الذي يجب على منتخبنا استغلاله بافضل صورة ممكنة من خلال اللعب بحثا عن حصد النقاط الثلاث وانتظار تحديد المصير في اللقاء الأخير ضمن مرحلة المجموعات أمام أصحاب الدار.
وأوضح عبيد ان الجهاز الفني بقيادة المدرب عبد الغني شهد تابع لقاء البحرين وتايلند من أرضية ملعب راجامنغالا ودون بعض الملاحظات المهمة عن اسلوب لعب كلا المنتخبين لتضاف الى سلسلة المعلومات التي تكونت مسبقا خلال المواجهتين التجريبيتين اللتين خاضهما الأولمبي أمام الأحمر البحريني في المنامة قبل أشهر قليلة، موضحا ان الملاك التدريبي وضع الحلول الناجعة لايقاف مكامن القوة لدى المنافس، وسيلعب باسلوب يضمن استغلال نقاط الضعف في محاولة للخروج بنتيجة ايجابية.
 
تجديد الثقة
أكد مدرب حراس مرمى المنتخب الأولمبي الدكتور عبد الكريم ناعم نيته تجديد الثقة بالحارس علي كاظم في لقاء البحرين الذي سيقام اليوم.
وقال ناعم في تصريح خص به «الصباح الرياضي» ان الهدف الاسترالي الذي عانق الشباك العراقية من كرة ثابتة يصل مداها الى 30 مترا تقريبا يتحمله حارس المرمى وحائط الصد للاعبين، مبينا ان الحارس علي كاظم أخطأ مرتين، الأولى عندما اتخذ خطوة عكس اتجاه سير الكرة، مما عقد المهمة في امكانية التصدي بسبب الابتعاد كثيرا عن الزاوية التي سكنت فيها الكرة، أما الخطأ الثاني فقد تمثل في ردة الفعل البطيئة وعدم اتخاذ قرار القفز باتجاه الكرة الا بعد ان اخذت طريقها إلى الشباك، مضيفا ان طريقة القفز هي الأخرى لم تكن صحيحة كون الحارس حاول الانقاذ بيد واحدة وهو أمر غير صحيح على الإطلاق.
واشار الى ان حائط الصد يتحمل بنسبة قليلة أيضا مسؤولية الهدف كون أحد اللاعبين قد مرت الكرة من فوق رأسه ولم يقم باية محاولة لاعتراضها وهو عكس ما تم التنبيه عليه خلال الوحدات التدريبية من قبل الجهاز الفني.
ولفت الى ان الأخطاء واردة الحدوث في مثل هكذا بطولات، لاسيما ان اغلب اللاعبين يفتقرون للخبرة اللازمة للتعامل مع مباريات أمام منافسين أقوياء، الا ان الأمر الجيد الذي لمسه الملاك الفني ان هناك رغبة واضحة في امكانية هضم الأفكار وتصحيح الأخطاء التي ارتكبت خلال اللقاء الأول.
وختم حديثه بالتأكيد على ان الجهاز التدريبي ارتأى تجديد الثقة بالحارس علي كاظم ليكون أساسيا أمام البحرين، لا سيما انه كان أحد الأسباب المهمة في خطف صدارة المجموعة والتأهل من التصفيات التي أقيمت في العاصمة الإيرانية طهران.
 
تجنب الضغوطات
نفى المنسق الاعلامي للمنتخب الأولمبي الزميل حسين الخرساني جميع التكهنات والأخبار التي انتشرت في وسائل الاعلام المختلفة حول رغبة السلوفيني كاتانيتش في توجيه الدعوة لبعض لاعبي الأولمبي ليكونوا متواجدين رفقة أسود الرافدين في مشوارهم المقبل المتضمن خوض ثلاث مباريات على درجة كبيرة من الأهمية أمام هونغ كونغ وكمبوديا وإيران ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم قطر 2022 وأمم آسيا الصين 2023.
وقال الخرساني في تصريح لـ»الصباح الرياضي» ان كل ما تم تداوله في بعض وسائل الاعلام حول نية السلوفيني كاتانيتش استدعاء بعض لاعبي الأولمبي لصفوف الوطني لا أساس له من الصحة، موضحا ان المدرب كاتانيتش رفض الاجابة عن اسئلة الصحفيين، مكتفيا بالاشارة الى ان الوقت ما يزال مبكرا للحديث عن امكانية توجيه الدعوة لأي لاعب.
ودعا الخرساني جميع وسائل الاعلام الى تجنب الخوض في مثل هكذا مواضيع كونها تسهم في تشتيت انتباه اللاعبين على الهدف الأسمى المتمثل في تخطي حاجز مرحلة المجموعات أولا، ثم الشروع برحلة البحث عن خطف احدى البطاقات الثلاث المؤهلة لاولمبياد طوكيو 2020.
واضاف ان نتيجة التعادل أمام استراليا لا تؤهل الأولمبي للأدوار الإقصائية، ما يتطلب الابتعاد عن جميع الأمور الجانبية والتركيز جيدا وكذلك مضاعفة الجهود من اجل الفوز في مواجهة اليوم والاقتراب خطوة كبيرة من بلوغ الأدوار المقبلة.
 
نظرة فنية الى الأحمر البحريني
من خلال مشاهدتنا لمباراة تايلاند ونظيره البحريني التي انتهت بخماسية بيضاء لأصحاب الدار والضيافة، سجلنا العديد من الملاحظات الفنية بشأن طريقة لعب الأحمر الخليجي الذي يشرف على تدريبه التونسي سمير شمام وقد نال ما نال من انتقادات لاذعة من وسائل إعلام بلده بعد الخسارة المدوية و يمكن تلخيصها بالنقاط التالية :
-  نظام لعب الفريق الأحمر يميل إلى تطبيق اما تشكيل 4-1-4-1 عندما يكون أهم وأخطر لاعب محمد مرهون في مركز الجناح الأيسر وقد يتبعه الكثير من الواجبات الاخرى او يميل المدرب الى الاستعانة بنظام 4-3-3  عندما يتحرك الجناح والمهاجم محمد مرهون الى منطقة العمق او في وسط الملعب للقيام بتوزيع الكرات الى طرفي الميدان فاسحا المجال إلى عدنان سويلم والظهير الأيسر الكراني بالتقدم الى الامام وتطوير الهجمات.
  ويعتمد اسلوب تحضير الهجمات على طريقتين:
-  الأولى اللعب في طرفي الملعب بالتزامن مع تحركات الظهيرين أو الجناحين في جهة اليمين احمد سند والظهير حسين جمال وفي الجهة الأخرى كل من مرهون والكراني .
- الطريقة الثانية عندما يلجأ الفريق إلى تدوير الكرة بعرض الملعب ومن ثم نقل الكرات البينية أو التمريرات المفتاحية التي تجتاز ثلاثة خطوط وتضع المهاجم في مواجهة المرمى وهنا تبرز علاقة التمرير ولعب الكرات ما بين لاعب الوسط محمد الحردان وزميله محمد مرهون الذي ينسل من وراء مدافعي الفريق المنافس لتسلم الكرات كما حدث في مواجهة تايلاند فضلا عن مهاجمة الفراغات من قبل اللاعبين من الخلف.
-  كذلك يجيد الفريق البحريني التواجد في جزاء الفريق المنافس لاسيما في الهجمات التي تنطلق من جهة الطرف وبنسق متفق عليه بالاضافة الى تدوير اللعب من جهة الى أخرى .
- هناك اسلوبان في طريقة تنفيذ ركلات الزاويا ينتهجهما الفريق البحريني وعادة ما تكون من اختصاص اللاعب محمد مرهون.. فإذا ما كانت في جهة اليمين فإن كرته تذهب الى المنطقة ما بين ست ياردة ونقطة الجزاء امام الهدف وإذا كانت ركلة الزاوية تنفذ من الجهة الأخرى فان مسار الكرة سوف يكون باتجاه العمود القريب من مرمى الفريق المنافس.
 
المشكلات الدفاعية
لعل من أبرز المشاكل التي واجهت الفريق البحريني في مباراته الأخيرة هي مسألة التنظيم الدفاعي ونعني بها الحالات التالية:
- طريقة التعامل مع الهجمات المرتدة في جهتي اليسار واليمين فقد شكلت هاتان الجهتان عبئا كبيراً على الحارس عمار محمد لاسيما ان الايقاع السريع الخاطف من قبل الفريق التايلاندي قد عقد من مهمة الظهيرين الكراني وجميل.. وكما نعتقد فان السبب الحقيقي يكمن في تباعد المسافة ما بين خطي الدفاع والوسط وغياب الإسناد من لاعبي الوسط محمد احمدي وعدنان سويلم وقد ضربت هاتان الجهتان باستمرار وسجل منها الفريق الأزرق هدفين جميلين كما أضاع العديد من الفرص المحققة.
- ضرب العمق الدفاعي بواسطة الكرات البينية (خلف المهاجمين) قلبي الدفاع حمد الشمسان وسالم عادل بشكل متكرر وعدم توفير الاسناد او اعتراض او عمل مراقبة فردية لأخطر لاعبي الفريق التايلاندي ساراجات بالرقم 10 وجايديد بالرقم 9 اللذين تلاعبا بالمنظومة الدفاعية في ظل تنسيق مباشر من لاعبي الخلف انون بالرقم 11 وسافانات بالرقم  17 اذ يجيد هؤلاء اللاعبين إمكانية انهاء الهجمات بواسطة الحلول الفردية .
 
مواجهة اليوم
وعلى هذا الأساس فإن مباراة اليوم ستكون فرصة مثالية لكتيبة عبد الغني في تطوير الحالة الهجومية والإيقاع السريع لحظة تحضير الهجمات وأن مفاتيح الحل والفوز ستكون ان شاء الله بيد لاعبي الوسط  الذين خضعوا إلى حصة تحليلية مركزة خصصها الجهاز الفني للاعبين من أجل توضيح أساليب لعب الفريق البحريني والتوقف عند أبرز نقاط قوته وضعفه في اللقاء .