الأمم المتحدة تعاقب لبنان وأزمة تشكيل الحكومة تتعقد

الرياضة 2020/01/11
...

بيروت / جبار عودة الخطاط 
 
 
تطورات ورسائل كبيرة ومثيرة يشهدها لبنان على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية، فمع تفاقم أزمة تشكيل الحكومية وتلويح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بعدم المشاركة فيها، الى التصريح اللافت لنائب أمين عام ​حزب الله، ​الشيخ نعيم قاسم​ بأن الحزب سينتقم لدماء قائد “فيلق القدس​” ​الجنرال ​قاسم سليماني، وبينما أعلنت الأمم المتحدة​ قراراً بحرمان ​لبنان​ من حق التصويت والمشاركة والكلام في أروقة المنظمة الدولية، لأنه لم يسدد اشتراكاته، واصلت الليرة اللبنانية “ترنحها” غير المسبوق، بينما وصل سعر صرف الدولار في تحليقه “الجنوني” ليلامس عتبة الـ 2500 لليرة الواحدة.
 
الانتقام لسليماني
في تصريح لافت وفي رسالة قوية أكد نائب أمين عام “​حزب الله​”، ​الشيخ نعيم قاسم​ ان الأمين العام للحزب ​حسن نصر الله​، سينتقم لدماء قائد “​فيلق القدس​” ​اللواء​ ​قاسم سليماني​، الذي قتل بغارة جوية في ​العراق​ الأسبوع الفائت.
وشدد على أن “سليماني لم يكن لإيران​ فقط، بل لكل ​العالم الإسلامي​، ولكل مقاومة ضد عدو أو احتلال”، مشيرا إلى أن “​أميركا​ ستكتشف عن أنها ارتكبت حماقة كبرى، وأن حساباتها لتغيير المعادلة هي حسابات خاطئة”.
وكان السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله قد أكد في خطاب سابق له، بأن “مسؤولية القصاص لدماء الجنرال سليماني هي أمانة في أعناق ساحات محور المقاومة”.
 
حرمان لبنان
وفي أزمة لبنانية جديدة تتصل بمنزلة لبنان في المجتمع الدولي، أعربت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية عن أسفها​ لقرار ​الأمم المتحدة​ باعتبار “​لبنان​ هو من بين الدول التي لا يحق لها المشاركة في التصويت في الهيئة العامة لأنه لم يسدّد الاشتراكات المتوجّبة”.
وأفادت الخارجية، بأنها من جهتها “قامت بكل واجباتها وأنهت جميع المعاملات ضمن المهلة القانونية، وأجرت المراجعات أكثر من مرّة مع المعنيين من دون نتيجة”، ورأت أنه “بغض النظر عمّن هي الجهة المسؤولة، فإن لبنان هو المتضرر بمصالحه وبهيبة ​الدولة​ وسمعتها، وتأمل بأن تتم معالجة المسألة بأسرع وقت ممكن لأنه يمكن تصحيح الأمر”.
وكانت الامم المتحدة​، أعلنت ​لبنان​ من الدول التي “لا يحق لها التصويت والمشاركة في القرارات الدولية، وفقدانه لحقه في المداخلات والخطب، لأنه لم يسدد اشتراكاته”.
 
التلويح بالمقاطعة
وفي ملف التأليف الحكومي الشائك، عبّر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عن امتعاضه من الأسلوب المتّبع في تأليف الحكومة، بالقول: “ليتأكدوا جميعهم، لن أقف في طريق تأليف الحكومة. لن أعرقلها، ولن أُؤخرها. إذا لم يعجبهم رأيي في الحاجة إلى حكومة تكنوسياسية، فليخرجوا حكومتهم هم بالطريقة التي يريدون، وكيفما يريدون إذا كانوا مقتنعين بها. أنا لن أشارك في حكومة كهذه، لكنني سأذهب وكتلتي إلى مجلس النواب، وأمنحها الثقة من دون أن أتمثل فيها”.
 
جنون الدولار
هذا وأثارت مسألة الصعود الكبير لسعر الدولار هلع الشارع من المجهول الذي ينتظر لبنان فقد واصل سعر صرف الدولار ارتفاعه، حيث سجل 2450 ليرة لبنانية لدى الصرافين.
ويعزو المراقبون هذا الارتفاع بسعر صرف الدولار في السوق الموازية لدى الصرافين حالة التشاؤم التي باتت تكتنف السوق من قرب تشكيل الحكومة قريبا مع تفاقم العقدة السياسية في الأيام الأخيرة بحسب ما يشير الخبراء.
 
الانهيار والإفلاس
من جهته، لفت حاكم مصرف ​لبنان​ ​رياض سلامة​، الى أنه “عندما يواجه أي بلد أزمة، يتدخل ​المصرف المركزي​ لمنع الانهيار والإفلاس وللمحافظة على الاستقرار الاجتماعي على أمل أن الجهات المسؤولة و​الدولة​ ستقوم بما يقتضي”، مشيرا الى “أننا مولنا الدولة بشكل أننا كنا نحاول كسب الوقت على أساس أن تحصل إصلاحات. التمويل لم يكن خلافا للقانون لأنه لنا حق التدخل في السوق وشراء سندات خزينة، وكل القرارات التي نأخذها توافق عليها الدائرة القانونية في المصرف”.
وأكد سلامة، أن “​القطاع المصرفي​ ليس وحده من موّل الدولة، فهناك ​باريس​ 1 و2و3 وكذلك المؤسسات الدولية والصناديق العربية، جميعنا كنا نمول بسبب وجود وعود بالإصلاحات. اليوم عندما يقال إن ​مصرف لبنان​ أو أنا شخصيا نقوم بالتمويل لحماية ​منظومة​ معينة هو كلام غش، نحن قمنا بما يقتضي لأننا نريد أن يكون بلدنا أفضل”، مبينا أن “الذي حصل بالمقابل أننا واجهنا فراغا بالرئاسة وتأخيرا في تشكيل الحكومات وزيادة بالعجز​. مصرف لبنان يؤمن التمويل وهذا الأمر ليس سهلا في الأوضاع التي يوجد بها لبنان، وفي الوقت نفسه لا صلاحية له للإشراف على طريقة الصرف في
الدولة”.