صدرت حديثاً للشاعر يوسف شواني مجموعة شعرية بعنوان «غوص في مدائن العشق»، وجاء في مقدمة الإهداء: السلام على
من إتبع الحب..
إلى من أرضخ الشعر على الاستفاقة من سرير حواسي، واحتل بوابة الشهيق والزفير، واخترق كياني دون أن يكون رصاصة.. إلى كل من يهوى الغوص في محطات الخيال، والتيه في مدائن العشق.
ويضم الإصدار مجموعة من النصوص الشعرية، ومن عناوينها «لغة البحر، هذا في مدى الكرز، خلوة الصباح، الذهول، نكهة الحب، الإدمان، المرايا المعاكسة، الانعزال، السكون، على سبيل التجربة، ومضات عاشقة، الواحة، عتمة الليل، بين حدائق الالهام، تنهيدة عشق، لا وقت لي، الضوء والظلام، مصطبة اللقاء، التنافر، أبجدية الشمس، وغير ذلك».
وفي نص شعري بعنوان «الإدمان» يقول الشاعر: (أحب لوك المطرز بالهوى/ وصوتك القادم كالصدى/ أحبك في أوقات الصحو وفي الغيم/ أحبك الآن وقبل/ وحتى أبعد مدى/ أحبك في السحر/ والشفق وفي الضحى/ أحبك سيدتي/ كما لم أحب من قبل أي أنثى).
أما في نص بعنوان «التيمم» فيقول الشاعر: ( لو كنت بحوزتي/ أو قريباً من ظل ينابيع شفتي/ لكنت مررت ضوء قُبلتي على زجاج قلبك/ وأرسلت عصفور يدي/ ليعبث بتفاصيل شعرك المتدلي/ كانحناءات الغيم في أفق السماء/ لو كنت غصناً بمحاذاة مدار وجهي/ أو نجمة في فضاء ملامحي/ لمددت فمي لالتقط صمتك المر/ وأتذوق حليبك المتكدّس في علب الغياب/ وأعود إلى طفولة العشق طوعاً/ لو كنت قريباً من أصابع وضوئي/ لاخذت حفنة من تراب قلبك/ وتيممت بحبك
بقية عمري).
وفي نص شعري آخر بعنوان «إني قادم» يقول: (ستقول لك شرفة منزلك/ ونافذتك المطلة على الهواء الطلق/ بأني قادم/ سيتسلل عطري إليك أولا/ عبر منافذ الزمن/ وستغمز قصائدي لعينيك مؤشراً/ أني قادم/ ستتحدث الرسائل الصامتة/ تحت وسادتك وتصرخ/ أني قادم/ ستخبرك قبلاتي المختبئة بين شفتيك/ وأناملي القابعة/ تحت شعرك منذ
دهر/ أني قادم).
أما في نص بعنوان «الهروب» فيقول: (يهربون منك/ كهروب حرف خفية من فخ القصيدة/ كانت على وشك الغناء/ كغصن فقد عنوانه/ فاهتزّ فجاة ليعود إلى أقرانه/ يهربون منك/ كسحب انقشعت من سماء الانتظار/ دون أن تهطل قطرة لقاء/ كرياح أرادت نقل خبر انقلاب العالم إلى السماء/ فعادت مفرغا من الهواء/ يهربون منك/ ويطوون الطريق بوجه خطاك/ ويخفون عنك أنباء الطقس/ ويطلبون منك
إتباعهم).
كما وقد قدم الناقد علوان في الغلاف الثاني للكتاب مقالة صغيرة بعنوان «الومض الشعري النابض» تحدث خلالها عن قوة التدفق العاطفي وتكثيف الرؤيا مع استخدام الالفاظ المجازية المحققة للانزياح باعتماد (الايجاز/ كثافة العبارة/ عمق المعنى) مع الاتكاء على حقول دلالية (زمانية/ مكانية/ ثنائيات ضدية) لتشكل خطاباً اتصالياً يثير الانفعالات وينبش الذاكرة، فضلا عن مغادرته المستوى التفسيري إلى المستوى التأويلي مع توظيف تقنية السرد وعامل المفارقة الإدهاشية.
والشاعر يوسف شواني من مواليد كركوك وهو كاتب ومترجم وعضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، بدأ مشواره الادبي في منتصف تسعينيات القرن الماضي، صدر له كتاب (دوانكا) عام 2000، وهو الوحيد باللغة الكرديّة، ومن كتبه الشعرية باللغة العربية (أنوثة مدينة، أناهيد، بمحاذاة
الغواية).
جاء الكتاب في (170) صفحة من القطع المتوسط عن مطبعة سارا – سليمانية..