التنويرية أولاً

ثقافة 2020/01/13
...

عن الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين في البصرة صدر للباحث  ياسر جاسم قاسم كتاب
(الحتمية التنويرية مدخل التزامن الحضاري) عن دار كيوان في سوريا ، الكتاب مقسم بين 11 فصلا ، درس من خلالها ما تعرضت له المجتمعات العربية والاسلامية من قيم التخلف والتراجع نتيجة عدم وجود الانبعاث الحضاري والتأصيل المجتمعي التاريخي والتفاعل الثقافي والحركات النهضوية الاصلاحية وآليات تحرير الفكر وتوجيهه نحو التنوير وجعله فكرا تثويريا عوضا من ان يكون تنويريا ، ونتيجة وجود الطغيان السياسي الديني وجذور الاستبداد والاستعباد المسلط على المجتمعات من قبل المؤسسات المتخلفة وغيرها او علل كامنة داخل المجتمع لم يتم التخلص منها بقوة ديناميكية حركية ، من هنا جاءت فصول الكتاب لتتحدث عن الحلم الشرقي في تحرير الفكر وقدرته على النجاح والمجتمع ومفهوم الهوية وتاثيرها في مصادرة الافكار والتضييق عليها، وهل بامكان المثقف ان يتبنى التغيير وفق منهجية ما اسماه المؤلف الفكر المرن، وعلاقة الفكر المرن بالفكر الحي والمشروع السياسي والفكري والعلاقة التي من الممكن ان تنشأ بينهما، كذلك تحدث الكتاب عن تحرير الفكر  ومفهوم الشرق/الغرب في المواجهة والتحديات الفكرية ، كما تحدث المؤلف عن الاساس الحضاري في البناء الانساني والقدرة على اختراق التاريخ، والخطاب الديني التقليدي في مرايا النقد المعاصر وقدرة الاديان على اختزال المفهوم المؤسس للانسانية ، ويطرح  المؤلف عبر اسئلة كثيرة وتم بحثها ومنها الشعائر الدينية وقدرتها على فرض الادلجة ومفهوم اختراع العقل الايماني وارتباطه بمظاهر العنف وغيرها من المفاهيم التي تناولها وانهاها بآليات المفكر المصلح
للنهضة بمجتمعه.   
من هنا حاول الكاتب في  هذا الكتاب وبجهد متواضع أن يضع منهجية لبعث فكر تنويري داخل المجتمع ورصد مشكلات  فكرية نعانيها أيضا ووضع الحلول المناسبة لها وفق آليات اقرب لواقع المجتمع العراقي وينطلق من حلم وتخيلات للنهضة وتحرير الفكر من اليوتوبيا والاتجاه 
نحو الواقع 
في الكتاب نماذج لفكر مفكرين اغنوا الساحة المعرفية بأفكارهم الجريئة والمهمة التي كانت أحد ركائز النهضة (لذلك سلطنا - كما يقول الباحث - جانبا نقديا على بعض الآراء عله يكون صحيحا وحاولنا إزالة غبار الماضي واستشرفنا رؤية مستقبلية هادفة) .