دعا العاهلُ الأردنيّ الملك عبد الله الثاني إلى ضرورة تجاوز ما أسماه بـ "المنطقة الرمادية" في صفقة القرن، مبيناً أن قضايا المنطقة متشابكة ولا يمكن التعامل معها بصورة منفصلة.
وشدد الملك عبد الله الثاني في حوار موسع مع وكالة "فرانس 24"، على أن "الأردن ملتزم بالسلام كخيار ستراتيجي، وهو عامل مهم لاستقرار المنطقة"، معرباً في الوقت نفسه عن الأمل في أن يتم الاتفاق في إسرائيل "على حكومة في القريب العاجل، لكي نتمكن جميعا من النظر إلى كيفية المضي قدما".
وأكد العاهل الأردني، أن "حل الدولتين برأيي وبرأي معظم الدول الأوروبية هو الطريق الوحيد إلى الأمام، أما بالنسبة لمن يدعم أجندة حل الدولة الواحدة، فهذا أمر غير منطقي بالنسبة لي، وهناك ازدواجية في المعايير، وفئتان من القوانين لشعبين اثنين، وهذا سيخلق المزيد من عدم
الاستقرار ".
وبشأن صفقة القرن، شدد الملك عبد الله الثاني على ضرورة تجاوز المنطقة الرمادية، مضيفا بقوله: "نحن بانتظار الفريق المكلف بالصفقة للكشف عن الخطة، وبالتالي أمامنا جميعا منطقة رمادية، لأننا إن لم نعرف محتوى الخطة - وهنا لا يأتي دور الأردن ودول المنطقة فقط، بل الدول الأوروبية كذلك - كيف لنا أن ننظر إلى الخطة عند الإعلان عنها، وأعتقد أنه سيتم الإعلان عنها".
ورداً على سؤال عما إذا كان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقتل سليماني صائباً، لفت عبد الله الثاني إلى أن المنطقة "على أعتاب عقد جديد وليس فقط عام جديد، ونأمل أن نقوم في الأشهر القليلة القادمة بتصويب الاتجاه في المنطقة، من خلال السعي للتهدئة والحد من التوتر".
وأشار العاهل الأردني إلى أن "كل شيء في هذه المنطقة متشابك، فما يحصل في طهران سيؤثر في بغداد ودمشق وبيروت، وعملية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ويجري الملك الأردني اليوم الثلاثاء، جولة أوروبية تشمل بروكسل وستراسبورغ وباريس، ورأى أن زيارته إلى أوروبا "تأتي في توقيت مناسب"، وأضاف، "سيكون هاجسي خلال المباحثات التي سأجريها في أوروبا هو ما شهدناه خلال العام الماضي من عودة وإعادة تأسيس لعصابات "داعش"، ليس فقط في جنوب وشرق سوريا، بل في غرب العراق أيضا "، وشدد "علينا التعامل مع عودة ظهور داعش "، مؤكدا أن هذا "تهديد لنا جميعا، ليس فقط في المنطقة، بل ولأوروبا وبقية العالم ".
وردا على سؤال بشأن ارسال تركيا قوات إلى ليبيا، قال الملك الأردني: إن "هذا سيخلق المزيد من الارتباك"، معبراً عن أمله أن "يسهم الدور الروسي في تهدئة الأمور".