الرئيس المكلف في مأزق وعون يؤكد ارتفاع معدل الجريمة

الرياضة 2020/01/14
...

بيروت/جبار عودة الخطاط
 
الوقائعُ لا تشي ببارقة أمل تلوحُ في أفق اللبنانيين المسدود.. انحسار التفاؤل تماماً في شأن فك شيفرة العقدة الحكومية المستحكمة حتى الآن.. لا حلحلة منظورة على صعيد تشكيلها العتيد.. والوضع يسير بإتجاه أزمة مفتوحة على مختلف الاحتمالات، في ظل تطورات ومؤشرات لبنانية وإقليمية تنذر بالكثير.. معلومات تتحدث عن رسالة من عون لرئيس الحكومة المكلف بأنه لم يعد مرغوبا فيه، والأخير في وضع يرثى له، وهناك من يرجح اعتذاره في ضوء عجزه الواضح، والشارع منذ يومين إستعاد زخم تحركاته على وقع جنون الدولار وانهيار الليرة اللبنانية.. هذه بعض أبعاد الصورة اللبنانية التي  يغلب عليها اللون الرمادي! .
غير مرغوب فيه
انعدام الكيمياء بين الرئيس اللبناني ميشال عون والرئيس المكلف حسان دياب بدا واضحاً، وحراك تشكيل الحكومة أصيب بالشلل وربما مات سريريا، والمعلومات  تؤكد أن الرئيس العماد عون ووزير الخارجية بالحكومة المستقيلة ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد رفعا الغطاء عن  الرئيس المكلف، وأن عون قد بادر الى إرسال  الوزير سليم جريصاتي، ليبلغ حسان بعدم رضا الرئيس عون عن استمرار تكليفه، وبأنه لم يُعد مرغوباً فيه كرئيس مكلّف، غير أن المعلومات تشير الى تشبث  الرئيس المكلف بموقفه المتشدّد حيال ما يقال من مطالب لا يقتنع بها، ويبدو أنه يراهن على الطبيعة المرنة للدستور اللبناني، الذي لا يلزم الرئيس المكّلف بتأليف الحكومة  بسقف زمني لبلورة كابينته الحكومية. 
في هذا السياق، أكد الامين العام لـ"التيار الاسعدي" المحامي معن الاسعد أن "لا حكومة في المدى المنظور لأن الصراع الاقليمي الدولي في المنطقة يتجه الى تفاقم، وكل الخيارات ما زالت متاحة حتى العسكرية منها". وأضاف"وجود الحكومة او عدمه لا يقدم ولا يؤخر عند السلطة التي لا هم لها سوى مصالحها وضمان حصصها ومكتسباتها"، ولفت الى ضرورة تحمل حكومة تصريف الاعمال مسؤولياتها، "بدلا من استمرار الخلافات المصطنعة أو بحكم المصالح على الحصص والحقائب". 
ورأى ان "استمرار نهج الفساد والمحاصصة ادى الى انهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة"، سائلا حاكم مصرف لبنان عن "البيانات التي وعد بإعلانها بشأن تحويل أموال الطبقة السياسية الى المصارف في الخارج".
وأشار الى أن "عودة التظاهر والاعتصام باندفاع وزخم وحماس هو امر طبيعي بعد أن أيقن اللبنانيون توحش هذه الطبقة"، معتبرا ان "الانفجار الاجتماعي الكبير آت وبات قريبا جدا. 
عودة الاحتجاج
ومع تفاقم الأزمة ومشاعر الإحباط التي باتت تسيطر على اللبنانيين، عادت تحركات المحتجين الى الشارع، مع ساعات الصباح الاولى ليوم الثلاثاء وبزخم لافت، وعادت مناطق طرابلس والبقاع وصيدا وجونية وبيروت الى حركة الاحتجاج الناقمة على ما يجري في أروقة السياسة والاقتصاد اللبنانيين.. غرفة التحكم المروري أفادت بقطع الطرقات من قبل المحتجين الذي شمل: مستديرة - زحلة وجب جنين وكامد اللوز وجديتا العالي. 
أما الطرقات المقطوعة ضمن نطاق صيدا فهي مستديرة ايليا، واشارت الى أن الطرقات المقطوعة ضمن الشمال هي ساحة النور والبداوي والمحمرة وجسر البالما والعيرونية والتبانة والمنيه وحلبا وكفرحزير، في حين لا يزال اوتوستراد جونيه مقفلا بالاتجاهين عند نقطة جسر مدرسة الرسل، حيث يفترش المحتجون الطريق، ويشهد الاوتوستراد زحاما كثيفا بالقرب من ثكنة الجيش في صربا والخط البحري من نادي اليخوت، وفي جميع شوارع مدينة جونيه، بينما الطريق سالكة في الاتجاهين عند نهر الكلب، وفي وسط بيروت فإن طريق الرينغ أصبح مقطوعا بالاتجاهين مع ترك مسرب لجهة اليمين باتجاه الاشرفية مفتوحا قرب برج الغزال. 
 
معدل الجريمة 
من جانبه التقى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، أعضاء السلك الديبلوماسي ومديري المنظمات الدولية المعتمدين في بيروت، وأكد لهم: "هناك عوامل عدة تضافرت، منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي، لتنتج أسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية ضربت لبنان. حروب الجوار حاصرت لبنان وأغلقت بوجهه مداه الحيوي وأسواق التصدير، كما أفرزت أثقل أزمة على اقتصاده المنهك، أعني أزمة النزوح التي أدخلت إليه ما يقارب نصف عدد سكانه الأصليين. وليكتمل المشهد جاء الحصار المالي، فحد من انسياب الأموال من الخارج، وتسبب بأذى كبير للاقتصاد وللسوق المالية".
ومضى قائلا: "شكلت التظاهرات وخصوصا في بداياتها، فرصة حقيقية لتحقيق الإصلاح المنشود لأنها هزت المحميات الطائفية والسياسية وقطعت الخطوط الحمر وباتت المحاسبة ممكنة، وأعطت دفعا قويا للقضاء فتحرك في أكثر من اتجاه، وأقرت الحكومة السابقة ورقة إصلاحات كان يستحيل إقرارها في السابق".
وختم بقوله: الوضع الحالي في لبنان فاقم الأزمة الاقتصادية كما انعكس سلبا على الأمن، وقد أدى الى ارتفاع معدل الجريمة بأنواعها بعد أن كنا حققنا تقدما لافتا في خفضه في العامين المنصرمين"
محاكمة المصرف! 
وسط كل ذلك لا يزال سعر صرف الدولار لدى الصرافين يواصل ارتفاعه وتجاوز الثلاثاء عتبة الـ2450 ليرة لبنانية وسجل نحو 2470 ليرة لبنانية، وذلك في ظل الأوضاع غير المستقرة في البلد وعودة الاحتجاجات إلى الشارع.
الى ذلك غرد النائب السابق الدكتور نبيل نقولا عبر حسابه على "تويتر" مطالباً بإحالة "رياض سلامة على القضاء المالي من أجل مساءلته عن أسباب الأزمة الاقتصادية والمالية، ومن هم شركاؤه في الدولة الذين أمعنوا فسادا بالاقتصاد، ومن يغطيه من السياسيين، ومن يدعم الصيارفة، ولماذا هذا التخاذل في تطبيق القوانين خصوصا المادة 19 من قانون النقد والتسليف، وأين الحكومة حتى ولو كانت مستقيلة، وأين مجلس النواب من أجل المحاسبة؟".
الحدود مع فلسطين
ليس بعيداً من هذه التداعيات نجد الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة تشهد حالة من عدم الاستقرار من الجانب الإسرائيلي، يشوبها شيء من عوامل الحيطة والقلق من احتمالية حصول عمل ثأري ما يطول القوات الإسرائيلية بعد عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، فقد ركز الإسرائيليون على إقامة غرفة متنقلة خلف الجدار الاسمنتي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة قبالة سهل مرجعيون - الخيام، بمؤازرة مؤللة وراجلة انتشرت في المكان، بينما أشارت الوكالة الوطنية للإعلام الى تحليق طائرة اسرائيلية معادية فوق بوابة فاطمة، وطائرة أخرى فوق مدينة صيدا، جنوب لبنان.