الحــــرِّيــــة

ثقافة 2020/01/14
...

نيكولاي نيكراسوف*  ترجمة / عادل العامل
 
 
 
 أيّها الوطنُ الأمّ! وطني الذي لم يُفارقه الألم أبداً.
لقد مسحتُ سُهوبَك وسهولك
فلم يحدث أن بعثَ شيءٌ في نفسي الفرَحَ والسكينة كما بعثتْهما
رؤية طفلٍ بينَ ذراعَي أمِّه الحنونتين.
فلك الشكرُ أيّها القدَر الرحيم! لكِ الشكر أيّتها الروح المقدَّسة!
لقد وُلِدتَ، أيّها الطفل، في زمنٍ مُنصِفٍ
فهل ستختار، وأنتَ حرٌّ لا يُروّعكَ تهديد،
نداءَكَ الباطني، وتواصل بجرأة:
استخدِمْ محراثَك القديم ببراعةٍ وابقَ فلّاحاً
أو كنسرٍ يحلّق فوق السهول.
قد لا تتحقّق مثل هذه التصورات أبداً
ويمكن أن يكون البشرُ مُخادعين خُبثاءَ.
إنّ شِباكَ العبوديّة ممزَّقةٌ اليوم،
لكن ــ انظرْ!
ها هي شِباكٌ أخرى جديدة تُحاك بدلاً من تلك القديمة،
مع هذا، من السهلِ عليك أن تفلتَ الآن ــ
فهيَّا رحِّبي، يا إلهة الشِّعر، بمقدَمِ الحريّة
 بروحٍ مُفعمةٍ بالأمل الكبير!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
• نيكولاي نيكراسوف شاعر روسي كبير، توفي في كانون الأول 1877، يُعدّ من طبقة بوشكين وليرمنتوف بالنسبة للشعر الروسي.