مختصون يرجحون سيناريو الاستقالة الجماعية حفاظا على سمعة الكرة العراقية

الرياضة 2020/01/15
...

بغداد / طه كمر
 
 
اقتربت ساعة الصفر لتفصل الشتاء عن الصيف في ما يخص كرة القدم العراقية وما آل اليه وضعها الحالي ، فما بين شد وجذب بين الأطراف المتناحرة وصلنا الى الفصل الأخير من فصول قضية النجم الدولي السابق عدنان درجال واتحاد الكرة العراقي ، وللحديث عما وصل اليه الوضع وما سيحدث خلال الاجتماع المرتقب لاتحاد الكرة يوم غد الجمعة في فندق كوارتز بأربيل في كردستان العراق ، (الصباح الرياضي) استطلعت آراء بعض المعنيين بالشأن الكروي العراقي ليوضحوا لنا بوصلة الطريق الجديد ، فكان أول المتحدثين عضو اتحاد الكرة غالب الزاملي الذي قال بهذا الخصوص: ان اتحاده جاد بتقديمه الاستقالة الجماعية من دون استثناء مقابل تسلمه تأكيدا من الطرف الآخر بغلق جميع الدعاوى القضائية التي رفعت ضد بعض أعضائه مع حفظ هيبة الاتحاد بجميع أعضائه.
وأضاف سيكون اجتماع الجمعة للمنظومة الكروية تأكيدا على ما نروم الوصول اليه بتقديم الاستقالة الجماعية التي يبحث عنها الكابتن عدنان درجال ، لكن سنضعها على طاولة طرف ثالث بعيد عن الاتحاد لضمان حقوقنا خصوصا ان لدينا عضوين يقبعان في السجن واثنين آخرين ينتظرهم حكم
آخر.
ولفت الزاملي الى انه مع العضوين علي الأسدي واحسان الزيرجاوي، جدد على منظومة الاتحاد ولم نكن جزءا من عمل تخلله بعض الاشكالات في الجانب الاداري أو الجوانب الأخرى ، واشار الى اننا لم نعمل في الاتحاد سوى عام ونصف العام تقريبا ولا تمسنا أي تهمة الا اننا سنقدم استقالتنا اسوة ببقية الزملاء لمنع العقوبات التي طالت وستطول البعض من الأعضاء خصوصا رئيس الاتحاد ونائبه،  مؤكدا في الوقت نفسه يجب ان يكون هناك تخطيط جديد يحفظ ديمومة الكرة العراقية من خلال تشكيل هيئة مؤقتة تتألف من أشخاص مهنيين محترفين بالعمل الرياضي لحفظ حقوق الجميع، على شرط أن تضم تلك الهيئة المناطق الشمالية والجنوبية والغربية والفرات الأوسط وبغداد وعدم إبخاس أي حق في التواجد فيها لرسم خارطة الطريق الجديدة، مستغربا في الوقت نفسه مما يدور في أروقة الاتحاد من ان أحد شروط درجال تغريم اتحاده مبلغا يقدر بـ 700 ألف دولار، مؤكدا عدم وجود هذا المبلغ لدى الاتحاد ولا يمكن بأي حال من الأحوال توفيره أو تبويبه وتحت أي مسمى يتم صرفه لاسيما اننا مؤتمنون على المال العام فلا يوجد أي مسوغ قانوني لصرفه.
ومن جانبه قال اللاعب الدولي السابق كريم صدام بهذا الخصوص : أتمنى ان يعقد اجتماع الهيئة العامة لاتحاد الكرة في موعده لان هناك تسريبات تفصح عن تأجيله أو إلغائه وهذا أمر مؤسف حقا، أما بشأن تداعيات شكوى الكابتن عدنان درجال فالقضاء هو الفيصل في هذه القضية ولا أتوقع ان يتنازل درجال عن القضية التي دافع عن حقه فيها لعام
كامل. وأضاف: لم نكن نتمنى أن تصل الامور بهذا الموضوع لما آلت اليه من شكاوى ومحاكم قد تؤثر سلبا في ديمومة كرتنا ، موجها أصابع الاتهام الى اتحاد الكرة الذي مارس رئيسه وأعضاؤه الإصرار والعناد في مواقفهم ، ولم  يضعوا ببالهم ان درجال ماض بالمطالبة بحقه الشرعي من خلال متابعة قضيته ردا لاعتباره وبراءة ذمته إزاء من اتهمه بالتزوير ليكون ضحية العاملين بالاتحاد الذين يقبعون حاليا في السجن . 
وأكد صدام خطورة الموقف الآن وحساسيته إزاء الاخوة في الاتحاد خصوصا ان مسيرة الكرة العراقية قد تتعرض للتهديد بالعقوبات من قبل الاتحاد الدولي (الفيفا). 
ولفت صدام الى انه يجب أن يكون لأعضاء الاتحاد ورئيسه موقف واضح  وصريح أمام هذه التداعيات يتجسد بتقديمهم استقالة جماعية والعمل من جديد بتنظيم انتخابات مع زيادة عدد أعضاء الهيئة العامة وفق اللوائح الحقيقية المبعوثة للفيفا التي تعد أساس المشكلة وعدم التمسك بالمنصب من أجل رياضة الجميع.
محطتنا الأخيرة كانت عند قائد منتخبنا الوطني السابق حيدر محمود الذي قال : ان أزمة الاتحاد الأخيرة باتت حديث الشارع الرياضي ومثار جدل جميع الرياضيين خصوصا اننا كمدربين ولاعبين دوليين سابقين وحتى لاعبي الجيل الحالي قريبون من هذا الحدث الرياضي المهم.
وأضاف: الجميع يترقب سماع خبر يصب بمصلحة الكرة العراقية خصوصا بعد الاخفاقات المتكررة التي أدت الى تواضع مستوى كرتنا في العديد من الاستحقاقات الدولية، نتيجة الاختيارات العشوائية والامور السلبية والتخبطات التي يمارسها اتحاد الكرة والتي أدت لعدم صعود منتخبنا لكأس
العالم. ولفت محمود الى ان القضية التي نتحدث عنها اليوم والتي تعد في صلب كرة القدم العراقية هي التي أحدثت شرخا بين النجم الدولي السابق عدنان درجال مع اتحاد الكرة ، بعد اتهام الأخير بالتزوير إبان ترشيحه لمنصب رئاسة الاتحاد لخدمة الكرة العراقية كما خدمها لاعبا ومدربا واداريا ناجحا ، مبينا معرفته به عن قرب رجلا مهنيا شجاعا من خلال العمل معه كلاعب ومدرب فضلا عن قربه منه عندما كان لاعبا محترفا في قطر، منوها بان درجال تمكن من كسب القضية قانونيا ليزج بعضوين من أعضاء الاتحاد في السجن ثم يعود اليوم ويكسبها أيضا تجاه رئيس الاتحاد ونائبه، ما حدا بالاتحاد الى ان يرفع راية الاستسلام ملوحا باستقالته الجماعية حفاظا لماء وجهه وتجنبا لزج رئيسه ونائبه بالسجن، ليقضي الأمر بحضور الطرفين المتنازعين لجلسة خاصة بحضور حكومي قد يتمثل بوزير الشباب مع رئيس لجنة الرياضة في البرلمان لضمان حقوق الطرفين ما بين الاستقالة وغلق الدعوى القضائية. وأكد محمود أن أفضل سيناريو يمكن أن نسلم به هو المطروح حاليا على أرض الواقع بعيدا عن السجن لرئيس الاتحاد ونائبه وأيضا الاتهام بالتزوير للكابتن عدنان درجال، لأنه ليس من المعقول أن يقبع في السجن مجموعة من أعضاء الاتحاد أو ان تبقى تهمة التزوير ملتصقة بشخص الكابتن درجال لأنه بالنتيجة ستؤثر جميع المخرجات في سمعة الكرة العراقية وكل من ينتمي لها.