مشوار الأولمبي من وجهة نظر المختصين

الرياضة 2020/01/17
...

بغداد / طه كمر
 كربلاء / حامد الگرعاوي
لم يخسر لكنه لم يفز .. هكذا انتهى سيناريو مشوار منتخبنا الاولمبي في بطولة كأس آسيا تحت 23 سنة بعد تعادله الأخير أمام صاحب الضيافة منتخب تايلاند بهدف لكل منهما، ليودع المنافسات بثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات لحساب المجموعة الاولى.
(الصباح الرياضي) استطلعت آراء ذوي الشأن الكروي بهذه المشاركة التي عدها البعض ايجابية بينما رآها البعض الاخرسلبية ليكون متحدثنا الأول المدرب هيثم متعب الذي قال بهذا الخصوص : المباراة أمام تايلاند أخذت طابعا آخر بعد تسجيله هدفا في الدقائق الاولى من ركلة جزاء، عازيا ذلك الى قلة الخبرة وهذا ما جعل لاعبي منتخبنا ينتفضون بكل بسالة بعد تسجيل الهدف الا انهم للأسف فقدوا التركيز من خلال التسرع اللامبرر في الانتقال بالكرة من دون بناء هجمة صحيحة.
وأضاف لقد تمكن المهاجمان المتألقان محمد قاسم ومراد محمد من تسجيل حضورهما بكل ثقة من خلال اخطارهما مرمى الفريق التايلاندي، لكن سوء التصرف والتسرع وعدم التركيز أضاع العديد من الفرص لطرق المرمى.
ولفت متعب الى ان منتخبنا عاد الى وضعه الطبيعي في الشوط الثاني وأضاع فرصا عديدة كان من الممكن أن يتفوق على منافسه لو استثمرت بالشكل الصحيح ، مبينا انه مع مرور الوقت حاول صاحب الأرض الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة والاستحواذ الأمثل على الكرة من خلال امتصاصه ضغط منتخبنا لكي ينهي المباراة لصالحه ، مستدركا بانه على الرغم من عدم التأهل الا اننا كسبنا منتخبا جيدا بأعمار صحيحة ولاعبين مميزين ممكن ان يكونوا رافدا للمنتخب الأول، مختتما حديثه بالقول: اننا في هذه المرحلة نحتاج الى الكثير من الامور لكي نفرض أنفسنا منافسين حقيقيين للفرق الاخرى التي تقدمت علينا في مجال كرة القدم.
من جانبه قال لاعب منتخبنا السابق باسم عباس : ان المنتخب كان جيدا من حيث الاداء العام من خلال تقديمه مباريات متوسطة المستوى لكنها ليست ملبية للطموح، بالرغم من انعدام المعسكرات والتجمعات فضلا عن التخبطات التي رافقت مشوار المنتخب من خلال ابعاد واضافة لاعبين بصفوفه، كذلك توقف الدوري المحلي الذي يعد القاعدة الأساسية لبناء المنتخبات الوطنية.
وأضاف: بخصوص مباراة تايلاند لم يكن منتخبنا مقنعا في الشوط الأول ولم يظهر لاعبوه بالمستوى المطلوب الذي يؤهلهم لخطف نقاط المباراة الثلاث التي من شأنها أن تنقلهم الى الدور الثاني من البطولة.
وأكد عباس ان الشوط الثاني كان شوط منتخبنا الذي دأب لاعبوه الى تعديل النتيجة واضافة أهداف أخرى تؤهلهم للفوز ، من خلال استغلالهم للفرص التي أتيحت لهم جراء الثغرات التي وجدوها في صفوف المنتخب التايلاندي خصوصا في خط دفاعه وكان الأجدر بلاعبينا أن يسجلوا أهدافا من هذه الفرص المتاحة لهم ، لافتا الى ان الحظ للأسف لم يحالفهم وقد جانبهم كثيرا لاسيما في الدقائق الأخيرة من زمن اللقاء لتنتهي المباراة بنتيجة لا تتلاءم مع معطيات الشوط الثاني، مستدركا ان الحسنة التي حصلنا عليها من هذه المشاركة هي ولادة لاعبين جدد بامكانيات عالية من الممكن زجهم في صفوف الوطني وبناء منتخب قوي رصين لوقت طويل.
بينما كان متحدثنا التالي المدرب قصي هاشم الذي قال بهذا الخصوص: المنتخب الاولمبي مرّ قبل بدء البطولة بأزمة عدم تنسيق مابين الجهاز الفني واتحاد الكرة من خلال استقطاب ثمانية لاعبين ومن ثم الاستغناء عنهم قبل البطولة بأيام معدودة، ما سببّ ذلك إرباكا لدى الجهاز الفني مع إحباط لدى لاعبي المنتخب على خلفية اعتماد المدرب على لاعبين من خارج المنتخب ولم يعتمد عليهم.
وأضاف ان خبرة المدرب عبد الغني شهد وحنكته التدريبية جعلته يحتوي الموقف بكل ثقة ويتعامل مع الأحداث بكياسة وسلاسة ويحقق نتائج يعدها الكثير من المتابعين جيدة نوعا ما ، خصوصا التعادل مع استراليا ، الا ان ما يعاب عليه هو التعادل أمام البحرين الذي لم يكن بذلك الفريق الذي لا يمكن الفوز 
عليه.
وأشار هاشم الى ان مباراتنا الأخيرة أمام منتخب تايلاند كانت صعبة من خلال مواجهة فريق يلعب على أرضه وبين جمهوره، فضلا عن امتلاكه لاعبين جيدين ومدربا ناجحا بكل المقاييس من خلال لمسة لاعبيه داخل الملعب والدور الذي يؤدونه خصوصا ان المدرب يعمل مع المنتخب لسنتين تمكن ازاءها من التعامل بكل جدية وثقة مع اللاعبين ، موضحا في الوقت نفسه ان لاعبينا لم يقصروا في المباراة بل قدموا مستوى جيدا واجتهدوا كثيرا خلال فصولها الا ان الهدف المبكر الذي دخل مرمانا أربك حسابات لاعبينا ومدربهم وأضعف طموحهم في ظل الحاجة الى هدفين على فريق منظم يلعب على أرضه وأمام جمهوره ، مؤكدا ان منتخبنا قدم فواصل هجومية رائعة في الدقائق الأخيرة وتمكن من تعديل النتيجة في ظل تواجد مهاجمين في العمق الهجومي هما محمد قاسم ومراد محمد اللذين كادا ان يسجلا هدف الفوز الا ان الحظ جانبهما للأسف. 
من جانبه أكد الصحفي الرياضي الدكتور محمد الوزني أن المنتخب الاولمبي قدم مباراة جيدة أمام فريق تطور مستواه في الفترة الاخيرة ويلعب كرة سريعة الى جانب ميزتي الارض والجمهور مضيفا ان اللقاء اتسم بالندية والاثارة من الطرفين لاسيما في شوطه الثاني وقد ادى لاعبو منتخبنا واجباتهم بشكل مُرض وجاهدوا كثيرا من أجل تحقيق الفوز غير ان الحظ لم يحالفنا لاسباب عديدة منها اللعب بعيدا عن الارض والجمهور ولاحظنا كيف كان المشجع التايلندي محفزا للفريق التايلندي كما أن حساسية المباراة وتاثيراتها النفسية اسهمت بشكل مباشر في عدم بلوغنا خانة التأهل لأننا نلعب بخيار الفوز فقط وقد استطيع القول ان للخبرة دورها الكبير والمؤثرـ موضحا كسبنا وجوها شبابية رائعة أثبتت علو كعبها في جميع المباريات أبرزهم محمد قاسم ومراد محمد ومحمد رضا وعبد العباس اياد. واضاف لقد أضعنا فوزا مهما أمام البحرين كان كفيلا بضمان الوصول الى الدور الثاني .
 بينما أوضح مدرب نادي الناصرية السابق جعفر سرحان أن منتخبنا الاولمبي قدم مباراة جيدة وخاصة في شوط المباراة الثاني ولاحت له أكثر من فرصة للتسجيل أخطرها في الدقيقة الاخيرة كادت تنهي اللقاء لولا الحظ وبراعة الحارس التايلندي مبينا ان منتخبنا لعب بتكتيك خاص منذ البداية لأن لا سبيل له سوى الفوز ولولا ضربة الجزاء في الدقيقة الاولى لكان هناك كلام آخر في النتيجة مشيرا الى أن التسرع في ضياع الفرص كان السمة الابرز بعد تلقي الهدف وهذا نتيجة الضغط النفسي الذي أصاب الفريق من أجل تعديل النتيجة أضف الى ذلك كان علينا الحسم في مباراة واحدة في المجموعة وخاصة أمام البحرين والتي شهدت ضياع العديد من الفرص السهلة للتهديف فقط كان ينقصنا اللاعب الهداف.
وأضاف ان الملاك التدريبي كان متخوفا نوعا ما في هذه البطولة بسبب عدم ثقته بالعناصر الموجودة في الفريق وفي ظل غياب ستة لاعبين كان قد طلبهم المدرب ولم يتسن لهم الالتحاق بالمجموعة لأسباب لا نعرفها لذلك فقدنا الطموح بالصعود واللعب بتحفظ أكثر من اللازم وكان يمكن الحسم في مباراة البحرين التي كان فيها منتخبنا الطرف الافضل، لافتا الى ان أساس المشكلة اخطاء إدارية وسوء التخطيط منوها بانه على الرغم من مرارة الخروج لكن هناك ظروفا خارجة عن إرادة المنتخب الذي قدم ما عليه منها توقف الدوري وعدم وجود ملاعب جيدة وكافية وغياب التخطيط المسبق للتحضير لمثل هكذا بطولات قارية مهمة لاسيما أن هذه البطولة هي تؤهل لأولمبياد طوكيو الصيف المقبل .