سجن الهرّ {كلتي} في الحبس الانفرادي

الصفحة الاخيرة 2020/01/19
...

ترجمة واعداد / انيس الصفار                                      
 
 
الحياة في ملجأ للحيوانات ليست بالحلم الناعم السعيد، ولكن مثلما يحدث في الروايات الكلاسيكية كان هناك قط بطل قرر أن يرفع الظلم عن ابناء جلدته.
في مدينة هيوستن عانى العاملون في ملجأ "فريندز فور لايف – ومعناها اصدقاء طول العمر"، وهو ملجأ لإنقاذ الحيوانات التائهة وعرضها للتبني، الأمرين وهم يحاولون السيطرة على سلوك قط مشاكس كثير الحركة اسمه "كلتي". ضبط العاملون في الملجأ "كلتي" مرات عديدة وهو يطلق سراح القطط الأخرى من اقفاصها، وبعد عدة محاولات لردعه عن ذلك السلوك المرفوض وجد "كلتي" نفسه مداناً ومحكوماً عليه بالسجن الانفرادي، وهذا لم يعجبه على الاطلاق.
يقول العاملون ان "كلتي" كان يساعد رفاقه مرات عديدة في اليوم الواحد على مغادرة القاعة الكبيرة. عندئذ رجعوا الى ملف "كلتي" ليتعرفوا على ماضيه قبل مجيئه الى الملجأ فوجدوا أنه في منزل صاحبه القديم كان يساعد كلباً تآخى معه حتى يدخله الى المنزل.
افتتحوا صفحة له على موقع "فيسبوك" وكتبوا فيها ما يلي: "كلتي لا يمكن السيطرة عليه، وهو ليس خجلاً مما يفعله. إنه يحب تحرير القطط الاخرى واخراجها من الغرفة الكبيرة عدة مرات في اليوم. لهذا اخرجنا هذا الهرّ من الغرفة وهو الان يقضي فترة استراحة في غرفة خاصة. افتقده اصحابه الذين كانوا يستمتعون بجولاتهم الليلية خارج الملجأ بفضله، ولكن العاملين ارتاحوا من معاناة مطاردة القطط في الصباح لإعادتها الى اقفاصها." 
انتشر هذا "البوست" بسرعة عبر وسائل التواصل فانهالت الالتماسات من كل مكان تطالب بمنح "كلتي" حريته، كما اطلقت حملة #حرروا كلتي، بيد أن اللجنة المخولة بالبت في الأمر رفضت الطلب وبقي "كلتي" في محجره. عندئذ قرر أن يحرر نفسه بنفسه ونجح، ولكنهم قبضوا عليه مرة أخرى وأعيد الى غرفة الاحتجاز وهو مرفوع الرأس.
بعد هذه المغارات كلها توسعت شهرة "كلتي" عبر الانترنت توسعاً انفجارياً، ولم يلبث الملجأ أن بث مقطع فيديو جديداً بعد ذلك بوقت قصير معلناً أن "كلتي" نجح في الفرار مرة أخرى، "مثله مثل أي خبير"، على حد تعليق الفيديو.
عندئذ أضيفت الى صفحة "سيرة كلتي" العبارة التالية، وهي موجهة الى من يريد تبنيه كما لو كانت على لسان الهر: "ما أعلمه هو أني أحب فتح الأبواب المغلقة. كلما رأيت باباً مغلقاً شعرت أنه يتحداني، عندئذ اعمل بكل طاقتي حتى افتحه .. وعادة ما أنجح."