مع بدء العد التنازلي للتظاهرات المرتقبة في بغداد، لوحت كتل سياسية باللجوء إلى الاضراب العام لحين اخراج القوات الأميركية من العراق. بالمقابل، يواصل المتظاهرون تصعيدهم من خلال غلق الطرق وحرق الاطارات، بينما دعا مقرب من الصدر متظاهري المليونية الى عدم الاعتداء على "ثوار تشرين".

ومن المقرر ان تخرج يوم غد الجمعة "تظاهرات مليونية"  كان قد دعا اليها الصدر تنديدا بالتواجد العسكري الأميركي في العراق. وكتب "صالح محمد العراقي" المقرب من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجهها الى المتظاهرين، عنونها "انتباه ايها المتظاهرون"، قال فيها "ليس منا من يعتدي على (ثوار تشرين) ولو بكلمة فضلا عن غيرها .. ليس منا من يعتدي على الممتلكات العامة والخاصة .. ليس منا من يحمل السلاح". واضاف العراقي، "ليس منا من يعلن عن انتمائه العقائدي او العرقي او الطائفي او العسكري او غير ذلك.. ليس منا من يخاف المحتل.. ليس منا من يرضى بالفساد.. ليس منا من لا يريد سيادة العراق واستقلاله.. ليس منا من يريد النيل من وحدة العراق ارضا وشعبا.. ليس منا من يثير الفتن والشائعات".

مشددا على انه "ليس منا من يعتدي على القوات الامنية.. ليس منا المليشيات غير المنضبطة.. ولا نريدهم في تظاهراتنا".

من جانبه، افاد عضو المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أحمد عبد الجبار، في تصريح صحفي بان "التظاهرة المليونية ستعقبها تظاهرات اخرى لحين اخراج القوات الأميركية من العراق"، مؤكدا "المضي باتجاه التصعيد الدبلوماسي والشعبي".

ورجح عبد الجبار "اللجوء إلى الاضراب العام من اجل اخراج القوات الأميركية من البلاد"، لافتا إلى أن "شعار التظاهرة الموحد سيكون (كلا كلا أميركا وكلا كلا إسرائيل)".

الى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة أن "المتظاهرين واصلوا غلق طريق محمد القاسم السريع وسط العاصمة بغداد ورغم الظروف الجوية السيئة، إلا أن المحتجين وسعوا من نطاق تحركهم الشعبي داخل العاصمة".

وفي الأثناء، أغلق محتجون في محافظة النجف الطريق الدولي الرابط بين محافظتي النجف وكربلاء، بينما قطع محتجون الطريق الرابط بين خور الزبير وأم قصر، ويستمر قطع الطريق الدولي السريع الرابط بين البصرة وبغداد في محافظة ذي قار عند تقاطع قضاء البطحاء، بحسب تلك المصادر.

وتابعت ان "محتجي ذي قار يسمحون فقط بعبور المركبات المحملة بالمواد الغذائية والطبية والحالات الإنسانية وعبور مركبات المواطنين بينما يشمل القطع الشاحنات والصهاريج القادمة من الموانئ والمنافذ الحدودية والمصافي باتجاه العاصمة بغداد".

والى واسط، شدد عدد من الناشطين وممثلي منظمات المجتمع المدني على السلمية في التظاهرات وفتح جميع ملفات الفساد في جميع القطاعات، والاسراع بتسمية رئيس للحكومة.

وقال الناشط محمد غريب لــ"الصباح": ان الناشطين المدنيين في المحافظة، يشددون على السلمية في التظاهرات وان يكون الشعار المرفوع من قبل المتظاهرين (سلمية لا تخريبية) ومنع مشاركة الاحزاب والقوى السياسية ورفع أي صورة او شعارات سياسية في التظاهرات، مع دعم المتظاهرين السلميين وتاييد كل شريف يحارب المفسدين ويحق الحق ويبعد الفاشلين". 

ودعا من بيدهم سلطة القرار الى فتح جميع ملفات الفساد وخاصة الدوائر الخدمية والاستثمارات وشركات النفط وملفات مجلس المحافظة وجميع المسؤولين التنفيذيين وخاصة من له سنوات في الموقع.

بدوره، اكد الناشط المدني علي اللامي لــ"الصباح"، ان "المتظاهرين في ساحات الكوت وجميع ساحات التظاهر الاخرى عازمون على اختيار رئيس وزراء مستقل"، مشيرا الى ان" التاخير في تسمية رئيس الوزراء سيؤدي الى اجراءات تصعيدية من قبل المتظاهرين". 

ولفت الى ان "اهالي مدينة الكوت يرفضون عملية قطع الشوارع من خلال اضرام النار باطارات السيارات القديمة"، مشيرا الى ان "المتظاهرين لجؤوا الى اعلان حالة الاضراب العام في جميع المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات تنديدا بتمسك الكتل السياسية بعدم تسمية رئيس الوزراء وتجاهل مطالب الشعب".