صالح: تحقيق الاستقرار خطوة حاسمة للقضاء على التطرف

العراق 2020/01/22
...

بغداد / الصباح
أكدَ رئيس الجمهورية برهم صالح، خلال كلمته في منتدى دافوس الاقتصادي مساء امس الاربعاء ان تحقيق الاستقرار ورسم مسار للسلام والازدهار في العراق يعد خطوة حاسمة للقضاء على التطرف والصراع الذي يصيبنا جميعاً، وبينما اشار الى ان “مرجعية النجف” وحكمة السيد السيستاني، كانت مرساة للاعتدال والتسامح والإصلاحات، اشاد بدور وتضحيات القوات العراقية الباسلة والجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة والوحدات الأخرى وبدعم المجتمع الدولي في سحق الارهاب.
استهل رئيس الجمهورية مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بلقاء جمعه مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، شدد خلاله على عدم السماح بان يتحول العراق الى ساحة للصراع وتصفية الحسابات.
قال صالح خلال كلمته في المنتدى العالمي: «لن يندهش أحد في هذه القاعة حين أقول بكل صراحة ان هذه أوقات عصيبة بالنسبة للعراق، حيث يتظاهر المحتجون، ومعظمهم من الشباب العراقي، في الشوارع منذ نحو أربعة أشهر، واضعين حياتهم على المحك للمطالبة بالتغيير، ولديهم رغبات عميقة ومطالب بفرص اقتصادية وأخرى لوطن، وأن يجعلوا أصواتهم مسموعة ومستجابة، في الوقت نفسه يهدد تصاعد الصراع الإقليمي سيادتنا، فنحن في عين العاصفة».
ذكر صالح “لدي ثقة في أن العراق يمكن أن يرتقي إلى مستوى هذه التحديات، بدلاً من أن يقع فريسة لها، ما يزال بإمكاننا أن نظهر كبلد أفضل وأقوى وأكثر تماسكاً وازدهاراً”.
وأضاف “لقد تمت هزيمة آفة داعش في العراق، بفضل تضحيات القوات العراقية الباسلة والجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة والوحدات الأخرى وبدعم المجتمع الدولي”.
واوضح رئيس الجمهورية ان “العراق وقف على أعتاب حقبة جديدة، حقبة يمكن أن تشفى فيها الجروح الداخلية أخيراً، حيث يمكننا أخيراً الانتقال من العقود الماضية من الحروب والعقوبات والفظائع، وحيث يمكننا العمل بشكل جماعي نحو الحيوية الاقتصادية والاجتماعية التي يستحقها العراقيون حقاً”. 
زاد “لقد كانت رؤيتي آنذاك، وما تزال، بالنسبة للعراق - الذي يقع في قلب الشرق الأوسط - أن يكون قوة للاستقرار وجسراً لمزيد من التكامل الاقتصادي في
 المنطقة”.
واستطرد صالح قائلا: “يدين العراق بالامتنان للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لا سيما للدعم العسكري والاقتصادي الذي قدمه، وما زال يقدمه هذا التحالف، في الحرب ضد داعش، فقد كان التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة أساسيا في اتاحة القوات العراقية بالظهور منتصرة في تلك المعركة الوجودية، لكن إيران لعبت أيضاً دوراً محورياً في الحرب ضد داعش، ونحن نتشارك مع الجمهورية الإسلامية بروابط عريقة من الجغرافيا والموارد المائية والاقتصاد والدين”.
لفت صالح بالقول: “ لا ينبغي لأي دولة السعي للإملاء على العراق مع من يجب أن تكون لنا علاقات وكيف؟. يجب أن تكون سياساتنا وعلاقاتنا الدبلوماسية والاقتصادية، مدفوعة بمصالحنا الوطنية، وليس بمصالح الآخرين، بل وحتى مصالح حلفائنا. إن سيادة العراق واستقراره يجب أن تكون المصلحة المشتركة لجيراننا وشركائنا الدوليين” كما يجب “ألا نعاقب على حماية مصالحنا السيادية أو السعي لتعزيز استقلالنا العسكري”.
واشار رئيس الجمهورية، الى “أن دعوة البرلمان العراقي الأخيرة لسحب القوات الأميركية من بلادنا ليست علامة على الجحود أو العداوة، بل إنها ردة فعل على ما يراه الكثير من العراقيين انتهاكات لسيادة بلادهم، وسيتم حل هذه القضية من خلال الحوار الذي يجب أن يكون في صميمه، سيادة العراق
 واستقراره”.
وقال صالح: “لقد استفدنا طوال هذه الأوقات الصعبة من حكمة وتوجيهات المرجعية في النجف، لا سيما سماحة آية الله العظمى علي السيستاني الذي كانت لقيادته في أحلك أيامنا أمر حاسم، وقد ساعدت في إيصال العراق إلى شواطئ أكثر أماناً. أنا متأكد من أنني أتحدث نيابة عنكم جميعا عندما أقول إنني أصلي من أجل شفائه السريع من العملية الجراحية الأخيرة”، مؤكدا ان “المرجعية في النجف كانت مرساة للاعتدال والتسامح والإصلاحات - وفي الواقع للتأكيد دائماً على السيادة العراقية”.
الى ذلك، أفاد بيان رئاسي، تلقته “الصباح”، بأن صالح “وضمن جدول لقاءاته اليومية على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بعددٍ من الزعماء ورؤساء الدول، أجرى محادثات معمقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب “.
وأكد رئيس الجمهورية “ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل إرساء الأمن والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي”، مبيناً أن “ترسيخهما وتعزيزهما هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق السلام الشامل في المنطقة”.
وأضاف صالح أن “العراق يحرص على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الأصدقاء والحلفاء وبما يعزز سيادته واحترام قراره المستقل ويحقق مصالح الشعب العراقي، ومواصلة التطور الاقتصادي وإعادة الإعمار وعدم السماح بأن يتحول العراق الى ساحة للصراع وتصفية الحسابات”.
بدوره جدد الرئيس الأميركي “دعم بلاده لاستقرار العراق، وحرصها على توثيق العلاقات المشتركة وتوسيع حجم التعاون بين العراق والولايات المتحدة وبما يخدم مصلحة الشعبين، مثمناً الدور العراقي المحوري في المنطقة”.
وتمّ خلال الاجتماع “تدارس وجود القوات الأجنبية وتخفيضها في البلاد، وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ على السيادة الوطنية وتأمين الأمن 
والاستقرار”.