«صباحات قاتمة»

ثقافة 2020/01/25
...

بغداد/ مآب عامر
 
صدرت حديثاً عن دار الشؤون الثقافية - وزارة الثقافة وضمن سلسلة شعر، المجموعة الشعريَّة «قتامة الصبح» للشاعر وليد حسين، وجاء في الإهداء: (إلى أحفادي الثمانية وكذلك الذي سيرى معهم النور مرتبكاً بعد شهور.. أقول لكم وآثار السنين تطرّز وجهي كالطاعون: أحّبوا العراق/ أحّبوا العراق، لأنَّ حبّ الأوطان هو الإيمان كلّه، وتوضأوا بماء دجلة والفرات، فالصلاة على النبي وآله وصحبه النجباء عراقية بامتياز).
وتضمن الإصدار أكثر من (30) قصيدة من عناوينها: (لي رعشة البوح، قد آمنة بالنصر، أعرني بعض سمع، لست بخير، كلمات مسبية، أنثى تمد نهارات، رأس السنة، ذلك المحشو ظلا، قيامة الليل، يا لغصتك التي، الليل ذاكرة الأنين، في سوق السمك، وغيرها).
ويبدأ الكتاب بمقالة تقديميَّة للدكتورة أمل سلمان حسان، تقول في بعضٍ منها: (تنوعت قصائد هذه المجموعة وتشكلت وتفاوتت في موضوعاتها ودرجة الإبداع فيها، غير أنها بشكل عام جاءت على مستوى عالٍ من السبك اللفظي والحبك الدلالي بما تضمنته من صور شعريَّة بلاغيَّة مغايرة للمألوف وأخيلة خصبة وأسلوب رشيق ولغة متقنة تذكرك بفطاحل الشعراء العراقيين..).
كما وذكرت الدكتورة أيضاً المطالع 
الشعريَّة في المجموعة ووصفتها بالشهيَّة 
وهو ما يجعل منها ظلالاً تلقي بفيئها على مجمل متن القصيدة، فتحس وأنت تقرأها بنفثات روحه وفكره وذاكرته بشكل يبعدها عن التقليد والمحاكاة فتتنوع وتتعدد 
أشكالها.
ففي قصيدة بعنوان «لفقد مئذنة» يقول الشاعر في بعضٍ منها: (ما كنت تذكرة قد أرهق النكرا/ لي ضفتان هما/ من باحة الذكرى/ ما زال يخدعني/ منذ انحنى غضباً/ يشتد متقدا/ قد يسلك الوغرا/ وكاد يحملني../ لله ما فعلت/ تلك المودة لما غادر الجسرا/ وبات يمضغ جرحا/ لو رأى ندباً/ وما ثملنا بكأس أوجب الفطرا..).
أما في قصيدة «وفي فمي عطش» فيقول الشاعر: (وكتبت نزف الماء/ في زمن التصحّر والتماعات المدينة بالطلاء/ ما كان برقاً قد يمور/ لعلّها سحب تولت نحو خابية الخواء/ ليحل جوع شاحب وطلاسم البلد الغني/ 
ودون أغطية الشتاء/ فالريح تتحملني إلى حتف/ لأرقد في ثقوب ربما أبقت لنا بعض العزاء..).
وفي قصيدة «قتامة الموت»، يقول حسين في بعض منها: (هل أسعفتك بوارق وسحابة/ للآن تشعرنا بأنك ثابت/ فإذا بخلقك منذ طين يصطلي/ همماً أفاضت لو سقته دراية/ ولئن شذت عند ارتجالك واحة/ غناء قد طفقت لأنك قامة/ تبتاع من هالات بوحك مهلة/ ومحطة.. ولعل عيشك ساعة..).
ويقول الشاعر وليد حسين كذلك في قصيدة بعنوان «ولئن عفوت عن الحوادث»: (لم تكترث أبداً وحولك جائع/ يستلهم الموتى يئن صارع/ ويبيت أدنى الليل يبلغ شأوه/ من دون شك أرهقته شرائع/ ما بال قلبي قد تقمصه العفا/ وإلى جوارك شيعته مدامع/ ويقيم في شسع تخلله الأسى/ حتى تمرد في اغتيالك شارع/ وتجشم الأمصار لما ابصرت/ عيناك درباً.. 
هل يقودك ضائع/ من مات فيك/ قد ارتوى عطشاً تفجر ما تردد/ في انتشالك نابع/ يستهجن الأيام لولا بعض عمر/ في احتواء ضيعته مخادع/ ما عاد لي ربّ إذا جنّ الهوى/ قد كنت تخفيه وليلك ساطع/ ولئن عفوت عن الحوادث/ رحت تنأى/ لم تغب عن ناظريك مصارع..).
جاء الكتاب في (152) صفحة من القطع المتوسط.