سألني النقيب امر البطرية الثالثة ك م 37 في اول التحاقي فيها مخابراً : أنت من البصرة؟

قلت : من الناصرية .

*وهل تعرف حسين نعمة .؟

ــ نعم هو ابن مدينتي .

* في اجازتك الدورية إن استطعت جلب صورة له وعليها توقيعه اعطيك اجازة عشرة أيام .

ــ انا لم التق به، ولكني اعرف اخاه قصاباً قرب بيتنا وسأستعين به.

 

في الاجازة الدورية ذهبت الى اخيه السيد نوري القصاب فاخبرني انه يعيش الآن في بغداد ، وفي المقهى اخبرني الروائي محسن الخفاجي ان جميع صور حسين الشخصية اجدها لدى صديق له اسمه عادل كريم كردي.

لكن الاخير ايضاً انتقل للعيش في بغداد حينها.تذكرت ان احدهم يجلس على الرصيف المقابل لبناية القائممقامية في شارع الجمهورية، كنا في طفولتنا نشتري منه صور الممثلين والمطربين واغلبهم ابطال الافلام الهندية، فلم اجده ولكن رجلاً يبيع الطوابع الرسمية في المكان قال لي: لقد كبر وترك المهنة ولديه الكثير من الصور في بيته في شارع

 عشرين.

ذهبت الى بيت الرجل، بحث كثيراً ووجد لي صورة لحسين نعمة منذ ايام اغنيته الاولى "يا نجمة". 

قلت انها تفي بالغرض تماماً، أما التوقيع، فوجدت " بوستراً" للفنان حسين على الواجهة الزجاجية لمحل تسجيلات المرحوم ابو العود ويضع فيها يده على حنكه وتحته توقيعاً كبيراً للفنان وعبارة اهداء.

قلدت التوقيع والخط وجعلته وسط الصورة، والتحقت الى وحدتي ومباشرة ذهبت الى ملجأ النقيب مزاحم لأعطيه الصورة التي اخذها مني بشغف وصار يقلبها وينظر الى وجهي ثم سألني : متأكد انه خط وتوقيع الفنان حسين نعمة. لأنني سأصادفه في يوم ما واسأله ؟

قلت وانا ارتعش : نعم سيدي انه هو.

صمت، ثم سحب امامه مجلة فنية تسمى الفنون وعلى غلافها ذات الصورة التي سرقت منها توقيع حسين نعمة .

نظر الى الصورتين وقال: نعم اعتقد انه توقيعه وخطه.. اذهب الى القلم ليعملوا لك اجازة عشرة ايام.

طوال اكثر من عامين كنت اعيش كابوساً بان النقيب مزاحم سيصادف الفنان حسين نعمة وسيسأله .ذات يوم ، انقلبت سيارة " الواز" التي كانت تقل النقيب في الطريق بين اربيل وراوندوز واصيب برأسه واظن انه فقد ذاكرته وتم تسريحه من الجيش. وحتماً عندما يلاقي حسين نعمة سوف لن يتذكر الصورة

 والتوقيع.