كورونا المستديرة

الرياضة 2020/01/28
...

كاظم الطائي

باتت خارطة المنافسات الرياضية الدولية مهددة بتغيرات كثيرة في ميادينها تارة بشعار الامراض الفتاكة التي تهدد حياة البشر وتارة بسبب العقوبات المفروضة على بعض البلدان وانعكاساتها على سطح الترتيب الدولي وموقعها من اعراب التصفيات المزدوجة في القارة الاسيوية وغيرها من بلاد المعمورة .
مرض كورونا يطبق على مساحات شاسعة في ارجاء القارة الصفراء وشبح انتشاره يخيم على اجواء العديد من البلدان في جنوب وشرق اسيا وتحذيرات مشددة من انتشار مخاطره في اماكن خارج مديات انطلق منها وستكون الرحلات الجوية والبرية لمواقع محددة تحت اشراف طبي واسع وتترقب الاوساط الرياضية ان تصدر قرارات عاجلة لمنع اجراء مباريات رسمية او ودية في دول ينتشر فيها الوباء القاتل .
في اذار سيقابل منتخبنا الوطني نظيره فريق هونغ كونغ ضمن التصفيات المونديالية وامم اسيا واذا بقيت الظروف الحالية على اجوائها الحذرة فإن ملاعب جديدة ستكون بديلة عن اماكن سابقة اتفق عليها من قبل وسيعاد النظر بما تبقى من لقاءات حاسمة ستشمل كرتنا منها مباراتنا امام هونغ كونغ وايران التي فرض عليها الفيفا عقوبة نقل مباريات فرقها الوطنية والاندية خارج ارضها .
براكين هائجة وعقوبات مشرعة لاسباب شتى وحروب عامرة ودس السياسة انفها في افق المنافسات وزلازل رهيبة وامراض فتاكة لم ينقطع مسلسلها على شاكلة انفلونزا الطيور والخنازير والحمى القلاعية ونقص المناعة وكورونا وغيرها لا يمكن لها ان تكون بعيدة عن سوح الرياضة التي تسعى بكل دساتيرها وشعاراتها الى ابعادها من تحديات تحدق بها لكنها تسقط بقاضية ليست بالحسبان كما في كل مرة .
في اولمبياد موسكو في العام 1980 امتنعت العديد من بلدان المعسكر الغربي من المشاركة في تلك الدورة لدوافع سياسية ورب ضارة نافعة، فقد مهد انسحاب بعض الدول العربية من بلوغ منتخبنا نهائيات الاولمبياد بكرة القدم وهي المرة الاولى التي يصل فيها فريقنا مثل تلك المناسبات مستفيدا من اعتذار الازرق الكويتي الفائز علينا في ملعب الشعب بثلاثية مقابل هدفين في التصفيات .
وقابل المعسكر الاشتراكي الاولمبياد اللاحق في لوس انجلوس في العام 1984 بالمثل وحصلت انسحابات حضرت فيها السياسة مجددا وهكذا الحال في نسخ اخرى مع تبادل ادوار المشكلات والموانع لكن تحديات الاوبئة وامراض خارج نطاق السيطرة ستكون التحدي الاكبر في قادم السنوات .
ليست المباريات والبطولات واللقاءات الدولية بكرة القدم وبقية الفعاليات معرضة لنقل مواجهاتها الى اماكن اخرى، بل ان السياحة والاقتصاد والتجارة ستكون على طاولة البحث والمعالجات الانية والمستقبلية فماهي حلول اهل الرياضة ياترى ؟