ترجمة: أحمد فاضل
تستكشف السيرة الذاتيَّة التي كتبها الناقد السينمائي ريتشارد برودي لمجلة "نيويوركر" الأميركيَّة المعروفة، حياة وعمل وأوقات أحد المخرجين الأكثر نفوذاً في عصرنا، هو المخرج الفرنسي الشهير جان لوك غودار، الذي قام بتغيير الكثير من الأساليب النمطيَّة التي عرفتها السينما على عكس الأفلام السابقة، ينتقل عمل غودار في صنع أفلامه من الخيال إلى الوثائقي، وينصب اهتمامه بوضع الصورة السينمائيَّة في زاوية غير متوقعة.
ففي "كل شيء هي السينما" جمع الناقد ريتشارد برودي مئات المقابلات لإزالة الغموض عن المخرج بداياته وعمله، وابتكاراته وأساليبه الفنيَّة، ويتتبع برودي العديد من الكتابات النقديَّة المبكرة عنه، من خلال نجاحه الشعبي مع فيلمه الطويل "اللاهث" الذي شهد انطلاقة بيلموندو كممثل وذلك في العام 1960، إلى الرؤية الكبرى لسنواته اللاحقة، إنه يصور بوضوح أسرة غودار المحافظة الثريَّة، وسياسته المرنة، ومعاملاته الصاخبة مع النساء وزملائه في صناعة الأفلام من الموجة الجديدة.
"كل شيء هي السينما" كتابٌ يؤكد عظمة غودار ويظهر بشكل حاسم أنَّ أفلامه تركت بصماتها على الشاشات السينمائيَّة في كل مكان، هذه السيرة النقديَّة الشاملة والرائعة لأحد صانعي الأفلام البارزين في الموجة الفرنسيَّة الجديدة تدرس الأحداث والإنجازات المهمة له كمبتكرٍ سينمائي، جمع كذلك بين الفن والسياسة والموسيقى والقيم الشخصيَّة والأعراف الاجتماعيَّة، ويكشف المؤلف عن سينمائي عبقري مبدع قدم نجاحات مبكرة مع أفلامه المثيرة للجدل، ويقارن غودار بحسب برودي أهميته بمكانة بيكاسو في فنه، إذ كشف الكثير من أسلوبياته المحيرة في الإخراج، وذلك من خلال عشرات المقابلات مع الأسرة والزملاء والطواقم التي اشتركت معه في عمله، كما احتوى الكتاب على حساب ممتع وكشف لمخرج غامض لنْ يسمح له إبداعه الفردي بتقديم تنازلات تجاريَّة.
وقال بيتر بيسكيند مؤلف كتاب: "الآلهة والوحوش: ثلاثون عاماً من الكتابة في السينما والثقافة" عن سيرة غودار لريتشارد برودي: "يمكن القول إنه من أهم المخرجين والأكثر غموضاً وإثارة في النصف الثاني من القرن العشرين، وتعملُ هذه السيرة على نسج التاريخ الفكري والملامح الشخصيَّة، فضلاً عن قراءة موثوقة للأفلام التي اضطلع بإخراجها، ويجب قراءتها لأي شخص مهتم بالسينما". كما كتب عنه جوناثان ليثيم مؤلف كتاب "قلعة العزلة" قائلاً: "الكتاب مليء بالتحليل الواضح والسياق الإنساني، ريتشارد برودي قام بعمل بطولي انتشل غودار من نسيان جيل جديد له
ولأعماله".
أما الكاتب برنارد هنري ليفي، فقد كتب عن الكتاب يقول: "(كل شيء هي السينما) كتاب ليس سيرة ذاتيَّة فقط إنه رواية، ورواية عظيمة، يكتشف فيه قصة رجل كافح حتى أصبح صانع أفلام هائلة".
عن/ مجلة نيويورك الأميركيَّة