السيجار في نيكاراغوا.. قصص أسريّة

الصفحة الاخيرة 2020/01/29
...

نيكاراغوا / أ ف ب
  في إيستيلي شمال غرب نيكاراغوا، تركز ماركات السيجار المختلفة على القصص الاسرية مشيدة بقيم "العمل والشغف" التي اسهمت في نجاح السيجار المحلي وسمعته.
وينتشر في إيستيلي نحو خمسين مصنعاً صغيراً وكبيراً للسيجار، ما اسهم في جعل نيكاراغوا العام 2018 أكبر مصدر للسيجار في العالم متقدمة على جمهورية الدومينيكان مع صادرات فاقت قيمتها 255 مليون دولار.
ويعود الجزء الأكبر من هذا النجاح الذي تحقق في أقل من نصف قرن إلى تصميم بعض الآباء المؤسسين وعملهم الدؤوب. وقد تسلم ابناؤهم وبناتهم الدفة الآن.
وأوضح خورخي بادرون خلال مهرجان السيجار في نيكاراغوا الذي أقيم من 21 كانون الثاني إلى 25 منه "إنها مؤسسة اسرية... أنا أديرها رسمياً لكننا كثر من أشقاء وأبناء عم نتولى المسؤوليات عند مستويات مختلفة".
وأضاف "نعمل في هذه المؤسسة مذ كنا أطفالاً وقد سهل ذلك الكثير من الأمور لضمان الاستمرارية بعد وفاة والدي في كانون الأول 2017".
في مصنع "ماي فاذر سيغارز" (سيجار والدي) تتكرر القصة ذاتها. وتقول جاني غارسيا بلهجة قاطعة "نحن اسرة ولا مناصب في الشركة" في حين يقوم عميد المؤسسة "دون بيبين" بزيارة تعريفية في المصنع الذي يأخذ شكل حصن صغير ترتفع فيه الأعلام على جانب طريق رئيس يمر عبر إيستيلي.
"دون بيبين" خبير في لف السيجار من مدينة سانتا كلارا في وسط كوبا التي كانت تدر العملات الصعبة على نظام كاسترو بفضل بيع السيجار. وقد غادر كوبا العام 2001 لتأسيس امبراطوريته الخاصة في ميامي وإيستيلي.
وهو بات اليوم في السبعين وقد أشرك معه ابنه خايميه وابنته جاني وزوجها بيت جونسون ليشكلوا بذلك عائلة متحدة لا تفصح عن الكثير من المعلومات.
وعلى غرار "دون بيبين" وأورلاندو بادرون، اتى الكثير من مؤسسي شركات السيجار الاسرية في إيستيلي من كوبا حاملين معهم المؤهلات والخبرة وبعض بذور السيجار من بلدهم الأم.
ويقول كريستوف لوروا مؤسس ماركة "هوراسيو" الفرنسية الوحيدة في نيكاراغوا "لقد بدأنا جميعا بهذه الطريقة مع طاولة أو طاولتين لصنع السيجار وأحيانا في غرفة فندق".
وقد أسس منفيان كوبيان آخران هما سيمون كاماتشو وخوان فرانسيسكو بيرميخو العام 1968 أقدم مصانع السيجار في إيستيلي ويحمل اسم "خويا دي نيكاراغوا".
في إيستيلي، تشكل القصص الاسرية هذه سلاحاً تسويقياً. فقليلة هي المصانع التي لا تتغنى بوالد او جد مؤسس متخيل أكثر منه واقعي.
وتمرر قيم التضامن الاسري إلى العاملين في المؤسسة أيضاً الذين ينبغي المحافظة على ولائهم. وغالباً ما يشدد أصحاب المصانع على أنهم يهتمون جداً بالعاملين لديهم. ويتقاضى آلاف العاملين في هذه المصانع 315 إلى 350 دولاراً في الشهر مع بدل نقل ودور حضانة ومدارس للأطفال، فضلاً عن مقاصف للطعام وحتى عيادات طبية.