يوما بعد يوم يزداد الموقف تعقيداً وضبابية في المشهد الكروي بسبب الجهلين الإداري والقانوني للمكتب التنفيذي لاتحاد الكرة السابق كونه لم يحط علما او يخبر الاتحاد الدولي بشكل مسهب عن الأسباب الحقيقية والدوافع التي قادته الى تقديم استقالته في اجتماعه الأخير ومن ضمنها أمين السر فضلا عن عدم تعيين أي شخص كي يكون حلقة الوصل ما بين الفيفا وأعضاء الهيئة العامة،
هذا المشهد يذكرنا في العام 2011 عندما جمد الاتحاد الدولي بكرة القدم عضوية البوسنة والهرسك لأسباب عرقية بسبب تلاعب بعض الشخصيات المؤثرة في المكتب التنفيذي ورفضها لأحداث التعديلات الرامية إلى استبدال الرئاسة الثلاثية للاتحاد والقائمة على أساس عرقي برئيس واحد بخلاف ما كانت مقسمة ما بين (المسلمين ، الصرب ، الكروات). وبسبب عدم وجود لجنة الطوارئ في نظامهم الداخلي (على غرار الاتحاد العراقي لا توجد أي لجنة فعلية مشكلة سابقاً بحسب النظام الداخلي ) ، فقد شكلت لجنة الطوارئ في الفيفا لجنة سداسية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبعد التشاور مع شخصية رياضية لإعادة كتابة نظامهم الداخلي ورسم خارطة طريق جديدة من أجل إعادة الاتحاد البوسني الى الاتحادين القاري والدولي .
معنى ذلك، اننا مقبلون على ذات السيناريو الذي وضع اتحادنا نفسه فيه أي أن الحل والربط في الأيام المقبلة سيكون بيد لجنة طوارئ الفيفا التي سترسل لجنة الى العراق وبالتنسيق مع الاتحاد الآسيوي لتشكيل هيئة مؤقتة تحل محل اللجنة الانتخابية وتقوم باختيار شخصيات رياضية مستقلة تتمتع بسمعة جيدة وتحظى بمحبة الجماهير وبرضا الهيئة العامة شريطة عدم ترشحها في المستقبل الى الانتخابات المقبلة الرامية الى تشكيل المكتب التنفيذي الجديد على ان تقدم تقارير مفصلة تثبت فيه نزاهتها والكشف عن ذممها المالية الى الاتحاد الدولي المرجعية الأولى لجميع الاتحادات العالمية، وستبرز مشكلة أخرى كون لجان الفيفا ستدقق بشدة مع الأشخاص المرشحين لشغل الهيئة المؤقتة بسبب ان الفيفا وعبر مجساته الخاصة علم بوجود قضايا تزوير وفساد وان هناك بعض الدعاوى المرفوعة ضد الرئيس السابق ونائبه وبالتالي فان إجراءاته ستكون مشددة خوفا من تواجد أي شخصية متورطة بقضايا فساد او تحوم حولها شبهات التزوير وملفات جنائية لدى القضاء العراقي .. بعبارة أخرى أن الفيفا هو الذي سيرتب أوضاع بيتنا الكروي خلال الفترة المقبلة وبحسب ما تراه لجنة طوارئ الفيفا مناسبا مع الحالة العراقية .
دعاة التغيير
بالعودة الى موضوع اتحاد البوسنة والهرسك خلال فترة التجميد والايقاف، برزت شخصيات إدارية في ذلك البلد الصغير نادت بالتغيير والإصلاح واستطاعت في خضم تلك المدة إقناع الأندية بضرورة الانفتاح على شركات المال والصيرفة والبنوك للاستثمار الجزئي وربط مواهبهم الكروية بالأكاديميات الأوروبية عبر ورش العمل والاجتماعات، لدرجة ان البوسنة تمتلك اليوم قاعدة كبيرة من المواهب في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 3 ملايين ولديهم 365 لاعبا محترفا نصفهم خارج البلد وهو رقم مساو لعدد لاعبي الدنمارك المحترفين وان معظم أنديتهم فرضت 2 بالمئة ضريبة عند كل تعاقد مستقبلي للاعبيها في العالم .. في حين أن عدد لاعبينا المحترفين 650 من أصل 35 مليونا!! لذا نقولها بمرارة وحسرة حتى هذه اللحظة لم تبادر أي شخصية جديدة تروم الترشح للعمل مع الاتحاد الجديد في المستقبل الى تقديم برامجها ورؤاها المستقبلية غير المألوفة إلى الوسط الرياضي ولم تستغل حتى ظهورها المتكرر و لساعات في التلفاز، وعندما تتوقف عند أحاديث البعض منهم بشأن برامجهم التطويرية قد تسمع منهم انهم يمتلكون ( برامج وخططا جهنمية مخزونة في (ميمورى) او ذاكرة ذات سعة كبيرة من التطبيقات من شأنها ان تنتشل واقعنا من التخلف).
ورش عمل تعريفية
متى نشاهد إحدى تلك الشخصيات الجديدة وهي تقوم بعمل ورش تطويرية مستغلة الفراغ الإداري في اتحاد الكرة اسوة بما حدث في البوسنة لجذب وتثقيف الهيئات العامة والنهوض بواقع الأندية؟ على غرار جلب البنوك المحلية وشركات الأموال والتثقيف لفكرة الاستثمار وتحويل النادي إلى شركة ريعية وطرح أسهم اكتتابها في أسواق المال العراقي لأن لجنة التراخيص الاسيوية ستحرمنا من المشاركات القارية الموسم المقبل ولسبب ثان يتعلق بملكية الحكومة للأندية او شخصية فنية تعنى بتطوير الواقع الفني في العراق تقوم بجلب شركة تحليل عالمية وتعريف الأندية العراقية بعمل تلك المنصة العملاقة من اجل التعاقد معها وتزويد المتدربين بمعلومات تتعلق بالتحليل الفني وقياس الأداء الفردي بالأرقام والفيديو لمعرفة أنماط اللعب والستراتيجيات التكتيكية المتبعة بالإضافة الى قواعد البيانات الرقمية المذهلة المتعلقة بالأداء ونتائج المباريات والمعلومات الكبيرة عن المدربين والفرق واللاعبين في كرة القدم مقابل اشتراك سنوي.
رجاء قدموا أنفسكم برداء آخر.. لقد سئمنا العمل القديم ولا نتوقع من جماعة القديم أي جديد يذكر غير التحالفات المصيرية على حساب النهوض بواقع الكرة ... ونخشى ما نخشاه أن يكون لسان حال الإصلاح المزعوم بعد الانتخابات كلسان السابقين من حيث التبرير والتفنيد.. وترديد تلك العبارة البائسة «انتم تعيشون في أوروبا وتنعمون بحياة أخرى تختلف عن واقع العراق ومن الصعوبة بمكان تنفيذ جميع الخطط والبرامج الموجودة في الميموري والهارد دسك الخارجي خلال هذه الفترة!!!» وبانتظار يد الفيفا علها تسهم في تصحيح المسار في المستقبل القريب .