كيفَ يقضي ملايين الصينيين المحجورين وقتهم؟

الصفحة الاخيرة 2020/01/31
...

مايكل ستاندارت
ترجمة: ليندا أدور
عالقين داخل منازلهم لأكثر من أسبوع، اتجه سكان مدينة ووهان الصينية لقضاء أوقاتهم تارة برقصة الأسد، وأخرى بلعبة رمي الحلقات داخل المنزل وغيرها من الفعاليات. 
فسواء كانوا محتجزين ضمن مناطق تخضع للحجر الصحي بمدينة هوبي، أو ممن لجؤوا الى عزل أنفسهم في المنزل، بهدف تقليل فرص الإصابة بفيروس كورونا، ابتدع الصينيون طرقاً عدة لإبعاد الملل عنهم. 
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الصين بطرق مبتكرة ليحتفظوا بمعنوياتهم عالية، بدءاً من رقصات الأسد المرتجلة، باستخدام المقاعد البلاستيكية للرأس والبطانيات بدل الأزياء، الى "منافسات الترديد والغناء" بين سكان ناطحات السحاب الشاهقة وصولاً الى لعبة رمي الحلقات الداخلية وصيد الأسماك من أحواض
السمك.
يقول وانغ جيانبينغ، (42 عاما)، الذي قضى عطلة رأس السنة الجديدة بقرية هوبي التي تبعد كيلومتراً واحداً عن الحدود مع مدينة يوييانغ، بمقاطعة هونان، بأنه وأسرته، يقضون جل وقتهم في الفراش، بعد إغلاق الحدود، غير مسموح للسيارات أو الدراجات النارية المرور، ليس بإمكانهم الذهاب الى أماكن بعيدة. يقول وانغ: "إنْ خرجنا فلن نذهب الى أبعد من أنْ نتحدث مع الجيران القريبين، نستذكر مواقف مضحكة من الطفولة">
مضيفاً: "قبل أنْ تأخذ الأمور منحى جدياً وخطيراً، كان الكثير يجلسون معاً ويلعبون "المهاجونغ"، لكنْ الآن، لم يعد أحد يفعل 
ذلك".
بالنسبة للملايين من المحتجزين، المشكلة الكبرى لديهم هي كيفية المحافظة على دفئهم، فالقلة القليلة من المنازل بهوبي، أو بجنوب الصين، عامة، ممن يمتلكون نظام التدفئة 
المركزية.
لذا نجد الأسر تتجمع حول المدافئ الغازية والكهربائية، التي غالباً ما يضعونها تحت طاولة مدثرة، لتدفئة أكفهم وأقدامهم عندما يتناولون الطعام أو تبادل الأحاديث أو لعب الورق، أو يهرعون الى أسرّة مكدسة بالأغطية أو بطانية كهربائية، إذ تصل درجات الحرارة العظمى خلال النهار الى 10 درجات وتنخفض ليلاً الى ما دون الصفر المئوي.
واحدة من المشكلات التي باتت تواجه العديد من الآباء مع أطفالهم هي شرح سبب الحاجة الى بقائهم داخل المنزل ووضع الكمامات وغسل الأيدي باستمرار.
وقد حصلت حكاية موجهة للأطفال حملت عنوان: "لم لا يمكنني الخروج؟"، تقدم النصح للأبوين لكيفيَّة شرح السبب ومخاطر الفيروس، من دون بث الرعب في نفوسهم، على أكثر من 800 ألف مشاهدة بغضون يومين منذ نشرها على موقع التواصل الاجتماعي،
ويبو.
 
* صحيفة الغارديان البريطانيَّة