البطولة ترتقي بواقع كرتنا و تدحض فكرة {منتخب الرديف»

الرياضة 2020/02/03
...

قراءة / علي النعيمي
 
 
 
استحداث اتحاد غرب آسيا لكرة القدم لبطولة المنتخبات الأولمبية التي تقام في العام الحالي 2020 وبمشاركة 8 اتحادات، نراها خطوة في الاتجاه الصحيح و ستسهم في تطوير الحالة الفنية للمنتخبات تحت 23 عاماً وتعود بالفائدة الكبيرة على كرتنا العراقية بالأخص كونها  تعاني من قلة المشاركات في هذه الفئة فضلا عن غياب المسابقات الخاصة بهذه الاعمار ضمن أجندات اتحادنا الكروي، كما تضع الاطقم التدريبية تحت مسؤولية التحضير والتأهب التام لهكذا تجمعات كون ان تلك الفرق تعد النواة الحقيقية للمنتخبات الوطنية الاولى لاسيما بعد ان أقرت رسميا يوم السبت الماضي في العاصمة الأردنية عمان وتم تحديد الشروط الاولى منها ان تكون مخصصة للفئة العمرية لمواليد 1999 فما فوق مع ضرورة الإفادة من أيام أو أسبوع الفيفا للفترة المحددة من الاول ولغاية الثامن من أيلول المقبل والخامس لغاية الثالث عشر من تشرين الأول المقبل ومن التاسع ولغاية السابع عشر من تشرين الثاني على أن تختتم المنافسات في التجمع الأخير الذي يبدأ من الثاني والعشرين ولغاية الثلاثين من اذار من العام 2021 و تم توزيع المنتخبات المشاركة بين مجموعتين، بحيث تقام منافسات كل مجموعة بنظام الدوري من دور واحد، ليتأهل أول وثان المجموعتين للدور الثاني ، علما ان هناك بطولة تنشيطية مخصصة لهذه الشريحة من اللاعبين وهي دورة الألعاب الخليجية الأولمبية التي ستقام في الكويت  في نيسان المقبل .
 
مساحة زمنية كافية للإعداد
ان هكذا بطولات مهمة جداً وسبق لقطر تنظيم نسختها الأولى في العام 2015 وشارك في يومها 10 منتخبات سوف تمنح المدربين المشرفين على المنتخبات الأولمبية مساحة زمنية مثالية للكشف والبحث عن المواهب وإعداد الخامات الواعدة قبل المشاركة رسمياً في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات تحت 23 والمقرر انطلاقها خلال شهر تموز 2021 حسب أجندة الاتحاد الآسيوي، وفي حال اعتمادها رسمياً من قبل الاتحادين الاسيوي والدولي فأن بمقدور تلك المنتخبات دعوة الجميع وفقاً للتعليمات الفيفوية التي تجبر الأندية على تسريح لاعبيها في الأيام التي يحددها الاتحاد الدولي وهذا ما يتيح المجال للجهاز التدريبي في اختيار وتجريب المزيد من اللاعبين من حيث النوعية من اجل تفادي الأخطاء السابقة التي شابت تحضيرات كتيبة شهد قبل بطولة تايلاند للمنتخبات الأولمبية اذا عانى منتخبنا الأولمبي من نوعية اللاعبين وابتعادهم عن أجواء اللعب في الدوري المحلي  وصعوبة إكمال أوراق المغتربين وان الأعمدة الأساسية للمنتخب الأولمبي هم بدلاء في أنديتهم وخارج حسابات مدربيهم الذين يشرفون على تدريبهم وتطويرهم ومعالجة هفواتهم في الاندية بالإضافة الى أمور أخرى تتعلق بالتأسيس والتكنيك الفردي والقدرة على اتخاذ القرار والتوقع الصحيح بالإضافة  الى تكرار المشاكل في المنظومة الدفاعية التي لا تختزل برباعي الدفاع والحارس فحسب انما بفلسفة جميع اللاعبين بدءاً من المهاجم انتهاء بحارس المرمى وردود أفعالهم التلقائية بعد فقدان الكرة في مختلف أرجاء الملعب.
 
الارتقاء بالجوانب الخططية والفنية
بل ان بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية مع تعدد مبارياتها وتجمعاتها وفق طابع استحقاقي قائم على النتائج ولا سيما في بلد مثل العراق لا توجد فيه دوريات للرديف والفئات العمرية سوف يعين المدربين كبيرا على مساعدة اللاعبين والارتقاء بهم بشأن العملية التدريبية وترسيخ بعض الأمور الخططية المتعلقة بالتكوين والتطبيق على غرار التحضير الذهني للتصرف والمعالجة من حيث سرعة قطع الكرة وتطوير حالة الضغط والتغطية الدفاعية المصاحبة لحالات قطع مسار الكرة أو إيقاف مرور حامل الكرة من الفريق المنافس، علاوة على عمل البلوك الدفاعي او الكتلة الدفاعية المتحركة بانسيابية عالية باتجاه الكرة والتي تؤمن الحل السريع ومن ثم قدرة المدافعين على حسم حالات الواحد ضد الواحد الدفاعية لحظة التخطي أو المراقبة والملازمة الفردية في الركلات الثابتة وتفعيل دفاع المراكز وتقوية الإسناد المتبادل في الثلث الدفاعي و في منتصف الملعب والتعويض من الخلف او من الأمام وتطوير حالة التغطية العكسية الدفاعية وتقليل المساحات.
 
منتخب الرديف فكرة بالية
أخيرا نقول أن هكذا بطولات مأخوذة من تجارب ناجحة طبقت في الاتحاد الأوروبي سوف تقضي على فكرة "منتخب الرديف" و تدحض تلك الخطوة فنيا، كونها قديمة وغير مجدية وان هامش التجريب سيكون كبير و بأعمار صغيرة من اللاعبين بل ان الدول المتقدمة في مجال كرة القدم قد غادرت فكرة الرديف منذ عقود وطبقت عوضاً عنها بما يُعرف اليوم بتعدد المنتخبات العمرية وعمل مسابقات قارية بشكل دوري للإفادة من المواهب وتوسيع القاعدة الكروية والانفتاح على الخامات الواعدة عبر التدرج السليم و للحد من آفة التزوير، وذلك عندما بدأت اتحادات البلدان في أوروبا بتشكيل منتخبات عمرية ابتداءً من أعمار (15- ولغاية 21) وكل فئة لها دوريها الخاص ومنتخبها المعد دولياً يتم ترحيلهم بشكل تصاعدي بعد إعدادهم وتهيئتهم بشكل علمي مدروس و بفكر احترافي، فلم نعد نسمع بأن رديف هولندا تغلب على رديف النمسا ولا يوجد أي آثر لرديف ألمانيا اليوم إلا في أدمغة ومخيلة لجنتي المنتخبات والفنية السابقتين اللتين تستنبطان رؤاهم الخططية من العقد السبعيني وفلسفة كرة القدم خلال حقبة الاتحاد السوفيتي السابق !!.