كاظم الطائي
لم يكن الجيل الحالي من الملاكمين المتقدمين من الطراز الذي بلغته هذه الفعالية في عصرها الذهبي في العقود المنصرمة حينما اشتد اوار المنافسات في الوزن الواحد بين العديد من الابطال المحليين وحظيت نزالاتها بمتابعة جماهيرية مستفيضة وسلط الاعلام على نتائجها ومنحها الاثارة والتشويق وعادة ما تجد اماكن اللقاءات مزهوة باهازيج وتشجيع المتفرجين وفي المقدمة منهم اسر الرياضيين .
معلومة لا يعرفها جيل اليوم تشير الى ان لعبة الملاكمة ادخلتها وزارة المعارف ( التربية حاليا) في انشطة المدارس مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي وشكلت لجنة للاشراف عليها من خبراء بينهم حفظي عزيز حسب ما اشارت له العديد من المصادر التاريخية ومنها ما استعرضه الصحفي الرياضي الرائد ضياء المنشئ في كتابه عن اللجنة الاولمبية الوطنية وتفاصيل مثيرة عن الفن النبيل .
اول مشاركة عراقية في الاولمبياد بلعبة الملاكمة كانت في العام 1960 في روما عبر الملاكمين خالد حسن الكرخي وطه عبد الكريم وغابت قفازاتنا عن نسخ 1948 في لندن و1964 و 1968 و1972 وكذلك الحال في العام 1976 بالرغم من ادراج اسم الملاكم الراحل فاروق جنجون ممثلا للعبة في دورة مونتريال بكندا الا ان العراق انسحب منها تضامنا مع الرياضيين الافارقة .
في اولمبياد موسكو في العام 1980 تسنى لملاكمينا فاروق جنجون وعبد الزهرة جواد وفريد سلمان وسمير قاسم واسماعيل خليل وسعدي جبار وصلاح جاسم المشاركة الاوسع في تاريخ الدورات الاولمبية لكنهم خرجوا من الادوار الاولى وتميز عنهم جنجون الذي حقق افضل انجاز لقفازاتنا لغاية اليوم وحل خامسا وعد احسن ملاكم خاسر في البطولة بعد ان خاض نزالا عنيفا مع الكوبي خوزيه اكويلار الثالث في الاولمبياد في ربع النهائي بوزن 63 كغم ونصف الكيلو .
شهدت دورة لوس انجلوس في العام 1984 مشاركة ثلاثة من ملاكمينا في المنافسات هم اسماعيل خليل وعباس خلف وسمير قاسم وكان الافضل بطلنا خليل بوزن 81 كغم الذي خسر بصعوبة امام الاميركي وليم هوليفيلد الفائز بذهبية الدورة المذكورة واصبح بعدها بطلا للعالم للمحترفين بوزن فوق الثقيل .
سعدون مطشر وعامر جواد ومصطفى مهدي مثلوا العراق في اولمبياد سيئول 1988 وحقق الاول فوزا واحدا وخرج الاثنان من الادوار التمهيدية وفي برشلونة 1992 لم يتمكن احمد غانم وفراس ناجي من بلوغ الدور الثاني وابعدت اللجنة المنظمة اسماعيل خليل لكبر سنه ولم يشارك بلدنا في دورتي 1996 و2000 بفعالية الملاكمة لكن اولمبياد اثينا في العام 2004 قد شهد حضور ملاكم عراقي واحد فمن هو ياترى ؟ وما هي نتائجه ؟ وما ذا عن رحلة القفازات العراقية في النسخ اللاحقة ا؟ نتظرونا في حلقات مقبلة عن هذه الرياضة ان شاء الله .