شاكر لعيبي
الصورة المنشورة من تصوير أو إنتاج (حوري) في بغداد وتمثل الشارع العام، أو الشارع الجديد والمقصود شارع الرشيد، وعليها أن تكون ملتقطة، وفق طراز السيارات، عام 1920 أو أواخره، وفيها نشاهد استعراضاً عسكرياً، والكثير من العراقيين، وبعض ألواح أسماء المحال التجارية.
لكننا نلاحظ، إذا تأملنا الصورة جيداً، نرى لافتة تشير إلى سينما الوطني على عمود الكهرباء في المستوى الأول، وفي يقيني، هذه الصورة، هي الأولى لسينما "الوطني" وموضعها وسط الشارع، فمنذ العشرينيات كانت "الوطني" في ذلك الموقع وما زالت في مكانها حتى الآن في منطقة سـيد سـلطان علي أمام أورزدي باك (شـركة المخازن العراقية).
وتعد "الوطني" من أقدم الدور في بغداد وقد بدأت بعرض الأفلام الناطقة منذ بداية الثلاثينيات وكانت إعلاناتها تقول:
"السـينما الوطني الناطق"
وهذه الدار لم تكن من الدور الكبيرة في البناء فعدد مقصوراتها لم يكن يتعدى الاثنتي عشـرة مقصورة مع الكاليري (70 فلسـاً) في الطابق الأعلى وفوقه يوجد صفان من الكراسـي نصل إليها بواسـطة سُـلّم جانبي، وكانت هذه الكراسـي هي مقاعد (التسـعين فلسـاً) وفي الطابق الأسـفل يوجد الكاليري أيضاً وأمامه الركن المشـهور في جميع دور السـينما (أبو الأربعين) وجمهوره من الشـباب المراهق والأطفال وكثير من العمال والحرفيين.
ويرى المشـاهد بوضوح الزخارف الجميلة داخل قاعة العرض، خصوصاً أماكن الإضاءة على الجدران بشـكلها المخروطي الجميل، وقد بقيت هذه السينما من دور الدرجة الأولى وتحولت في نهاية الأربعينيات إلى عرض الأفلام العربية ثم تدهورت أحوالها في بداية الخمسـينيات بعد أن أصبحت منطقة الباب الشـرقي والأورفلي هما منطقتا دور السـينما الجيدة والملاهي. وبدأت السـينما بعرض المسـلسـلات المشـهورة بـ (15 فصلاً الأولى والأخيرة) قبل: "مملكة تحت البحر" و "فلاش كوردون"، و "ابن الحداد" وغيرها "(انظر كمال لطيف سالم: ذكريات عن سينمات بغداد ايام زمان.. ذاكرة عراقية، الأحد
21 - 05 - 2017).