كاظم الطائي
قبل المشاركة في اولمبياد اثينا 2004 استدعى اتحاد الملاكمة العراقي العديد من الملاكمين للانخراط في معسكر تدريبي أقيم في النادي البلدي في الحلة باشراف المدرب الاميركي وات كنسن ومساعده توفيق منصور بحضور التشكيلة الكاملة لمنتخبنا الوطني باللعبة استعدادا للدورة الاولمبية والانشطة الدولية الاخرى .
لبت ( الصباح ) دعوة ارسلها الاتحاد المعني لتغطية جانب من معسكر الملاكمين في الحلة وتم تخصيص سيارة من الصحيفة قادها الراحل حسين خريبط للقيام بهذا الواجب واصطحبت المصور عبد الزهرة الهلالي معي لتصوير لقطات من تدريبات المنتخب ولقاءات مع الملاك الفني وادارة الاتحاد .
المدرب الاميركي ابلغني انه يحرص على مشاركة فاعلة لقفازات العراق في الاولمبياد وسيختار افضل الملاكمين لهذه المهمة مستفيدا من تجربته الميدانية في عالم الفن النبيل في بلاده ساعيا الى دعم اكبر من صديقه الحاكم المدني في حينها بول بريمر كما نقل لي ذلك عبر تشجيع اللعبة وابطالها وزج الابرز منهم في جولات خارجية قبل الدخول في نزالات اثينا .
التقيت خلال جولتي العديد من الملاكمين الذين ابدوا مقدرة فنية جيدة في التدريبات المكثفة وشهدت نزالات بينهم في مختلف الاوزان وعبر المعنيون في اتحاد اللعبة ومنهم الملاكم السابق اسماعيل خليل عن تفاؤلهم بما سيفرزه المعسكر من ايجابيات تخدم مسار الاستعداد المقبل .
في اخر المطاف لم يشارك العراق الا بملاكم واحد حسب معطيات التاهل هو نجاح صلاح الذي لم يصل الى ادوار متقدمة وكانت افضل اطلالة لرياضتنا في تاريخها الاولمبي عبر فريق الكرة بقيادة الكابتن عدنان حمد اذ وصل للمربع الذهبي وحل رابعا بعد خسارته امام ايطاليا بهدف دون رد وكان قاب قوسين او ادنى من نيل وسام ثان لبلدنا مضافا لما حققه الرباع الراحل عبد الواحد عزيز في روما في العام 1960 .
لم تحظ ملاكمتنا بدور اعلى عددا ونوعا في النسخ اللاحقة في بكين ولندن وريودي جانيرو البرازيلية وحضرت البطاقات المجانية في تحديد رياضيينا واكتفت قفازاتنا بمراكز بعيدة عن الاوسمة مثلها في كل مرة ملاكم واحد وتابعت من قلب الحدث في العام 2012 تجربة احمد عبد الكريم في لندن بحدودها الدنيا واكتفى وحيد عبد الرضا بمشاركة لم يحقق بها طموحاته الفردية وحلم بلده بالتتويج في البرازيل .
طوكيو تترقب في الصيف المقبل رياضيي المعمورة من مختلف البلدان للبدء بمنافسات جديدة بينها الملاكمة وحتى اليوم لم تسفر النتائج السابقة عن اسم مرشح عن هذه الفعالية في العراق لبلوغ تخوم اليابان فهل ستفلح قبضاتنا من التأهل الرسمي من دون الاعتماد على البطاقات المجانية ؟.