سلميَّة التظاهرات في اتّحاد أدباء كربلاء

ثقافة 2020/02/05
...

كربلاء/ صلاح حسن السيلاوي 
 
قدم المؤرخ والروائي حسن عبيد عيسى محاضرة بعنوان (مظاهراتنا السلميّة) عبر أمسية أدارها الروائي أحمد الجنديل وحضرها جمهور الأدب والثقافة في المدينة.
طرح خلالها عبيد تساؤلات عديدة كان منها تساؤله عن مدى ثوريّة العراقي، ثم أجاب عن ذلك التساؤل بأنّه لم يجد العراقي ثائرا بقدر ما وجده مظلوما ومضطهدا باستمرار، مشيرا إلى تاريخ الاحتلالات التي مرّ بها المجتمع العراقي ومنها الفترة المغوليّة وما أعقبها من احتلالات أجنبية لم تنتهِ إلّا قرابة منتصف القرن العشرين، وكانت مزدحمة بحكام بمنتهى النذالة والقسوة.
وتحدث المحاضر عمّا سمّاه "السلبية" التي كانت تطبع سلوك العراقي وتمنعه من أخذ حقه ومحاسبة حاكميه. وعند حديثه عن الثورات العراقية مرّ عبيد بثورة العشرين التي عدها نتيجة لفتوى دينية وليست خيارا شعبيا خالصا، في ما لم تستمر انتفاضتهم اللاحقة في العام 1948 سوى بضعة أيام.
وعن الانتفاضة الحالية تكلم عبيد قائلا: اليوم صنع شبان انتفاضة تشرين بيئةً عراقية جديدة تدعو الى الفخر أخرجت العراقي من سلبيته وخضوعه. 
وإذا ما استعرضنا الحركات المماثلة في العالم تلك التي غيّرت واقع مجتمع عريق وأسست لواقع جديد فسنقف عند الحركة الطلابية الفرنسية التي وقعت أحداثها في مايو أيار من العام 1968، فهي بدأت بإضراب عمّالي تجاوب معه الطلاب فاحتلوا جامعة السوربون ما تسبّب بخوف واحد من أعظم قادة أوروبا عبر التاريخ ألا وهو الجنرال شارل ديغول الذي أستطيع أن أقول عنه حقا وفعلا (ديغول اسمك هز أمريكا). هذا القائد العظيم لم يتمكن من حمل قائد شرطة باريس على مواجهة الطلاب فهو اعتذر عن مجابهة الطلاب لأسباب أخلاقية، وأخيرا، وبعد بضعة أيام قدم استقالته، وأجريت انتخابات للجمعية الوطنية (البرلمان) في الشهر التالي أي في حزيران.
وأضاف، كذلك: تلك التظاهرات احتضنها المثقفون ممّن تعرفون أسماءهم ومنهم سارتر وديبوفوار ودولوز وغودار، ثم صاغ بلانشو بيانا وقّعه 121 مثقفاً سُمّي بيان الـ 121، وكان ذلك الاسهام الحاسم الذي سرّع بسقوط القائد الأقوى، فلماذا لا يتكرر الأمر عندنا ويسقط الفاسدون ومتعلقاتهم، وها نحن في الشهر الرابع من ثورتنا؟ 
أحيي كلّ شاب وضع مصلحة الوطن هدفا له، وأخص طلاب الكليات الطبية، فتعيين هؤلاء مضمون كونه مركزيا، إلّا أنهم يتظاهرون ويسعفون. وقد أسهم عدد من المثقفين بالمداخلة والحوار وطرح عدد من الآراء ومنهم الحقوقي حميد الهلالي والأديب علي لفته سعيد والقاص حمودي الكناني والشاعر الدكتور علاوي كاظم كشيش والشاعر الدكتور
 محمد عبد فيحان.