سوق الحويش .. عبق الحضارة وأصالة الماضي

الصفحة الاخيرة 2020/02/08
...

النجف الاشرف / واع
سوق الحويش يعد من أهم المعالم التراثية في محافظة النجف الأشرف، وواجهة ثقافية للمدينة القديمة يرفد رواده بمختلف أنواع الكتب، هذا المعلم يحمل إرثاً ثقافياً يزيد عن 700 عام، أصابه الإهمال وعزف رواده عنه، بعدما سيطرت التكنولوجيا على جميع مفاصل حياتنا.
وخلال تجوالنا في السوق ونحن نستنشق عتق أروقته الممزوجة برائحة الكتب المركونة التي ملأتها الأتربة، التقينا بأحد رواد هذا الزقاق حيدر الموسوي، الذي علل قلة رواده المثقفين، إلى"الجيل الجديد الذي يفضل قراءة الكتب الالكترونية عن طريق النسخ الموجود على الانترنت، وبالتالي فقد متعة قراءة الكتاب الورقي".
وأكد انه "مع وجود هذا الجيل الجديد ووجود التحديات الكبيرة، مازال هنالك الجيل القديم وأصحاب المكتبات الذين يصرون على وجود سوق الحويش والحفاظ عليه من الاندثار".
وبينما أوضح الأستاذ والأكاديمي في جامعة الكوفة الدكتور هشام السياب، أن"الذين يرتادون هذا الزقاق سيتفاجؤون بما سيجدونه في هذا السوق، حيث انه في قلب عاصمة التشيع في مدينة النجف وبجوار الحوزة العلمية، ومع ذلك ستجد جميع ألوان وأنواع الكتب الماركسية والسلفية والعلمية والسياسية والتاريخية"، مبيناً أن"السوق تتميز بتنوع الكتب، اذ لا تروج لفكر او اتجاه محدد".
في حين أشار أحد أصحاب المكاتب المتواجدة في السوق الحاج محمد جبرين الذي ناهز عمره السبعين عاماً الى أن"سوق الحويش يعني (البيت الصغير)، الذي يعد مكاناً تراثياً قديماً، حيث ارتادته شخصيات مختلفة من المجتمع العراقي ومن السياح الأجانب"، موضحاً أن"أبرز تلك الشخصيات محمد مهدي الجواهري وأحمد الصافي النجفي ومحمد سعيد الحبوبي وغيرهم كثيرون ويعد قيمة ثقافية كبيرة يتمتع بها العراق".