تيار الحريري يتوجّه لحجب الثقة عن الحكومة

الرياضة 2020/02/09
...

 بيروت/جبار عودة الخطاط 
 
 
تطورٌ يحمل دلالات إيجابية كما قرأها المراقبون لاحت في الافق السياسي اللبناني قبل يومين من جلسات منح الثقة للحكومة جاء عبر المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي يمثل الحاضنة المرجعية للطائفة السنية في لبنان والذي اجتمع برئاسة مفتي لبنان عبد اللطيف دريان بحيث عده المراقبون بمثابة  "اعتراف" أولي بحكومة الدكتور حسان دياب وإن شابه شيء من التريث والمراقبة حتى تثبت الحكومة قدرتها "على النهوض بأوضاع البلاد المتردية والخطيرة والتمسك بالدستور ومقتضيات اتفاق الطائف واستعادة ثقة اللبنانيين بالدولة"، ونوه المجلس في بيانه"بأن سيواكب هذه الالتزامات والتعهدات بدقة متناهية".
مباركة المفتي
ومعلوم أن المفتي عبد اللطيف دريان لم يلتقِ رئيس الحكومة (السني) كما جرت العادة ليكون ذلك اللقاء بمثابة المباركة (الشرعية) للرئيس وهو ما ترك الكثير من علامات الاستفهام حيال قدرة رئيس الحكومة على الاستمرار في مهامه في ضوء انعدام الكيمياء بينه وبين دار الإفتاء التي تربطها علاقة وطيدة بالحريرية السياسية وكيانها تيار المستقبل.. يذكر أن موقف تيار المستقبل حيال جلسة الثقة يوم الثلاثاء لم يتم حسمه بشكل رسمي وإن بدت إشارات بعدم منحها الثقة للحكومة كما تفيد المعطيات،  مصادر مقربة من المستقبل صرحت أن "اي قرار تتخذه الكتلة، أيا كان، خلفيته أولا وأخيرا المصلحة الوطنية وحسن سير عمل المؤسسات الدستورية، لا سيما مجلس النواب، بعيدا من الشخصانيات والشعبوية والاستثمار في التحركات لحسابات انتخابية".
 
المستقبل والحكومة
وعزت  المصادر "قرار حضور نواب المستقبل جلسة مناقشة الموازنة الى هذه العقيدة الرافضة لانتهاج مسار تعطيل عمل المؤسسات، على غرار قوى سياسية ما زال التيار الأزرق ينتقدها حتى اليوم، على خلفية عرقلة انعقاد جلسات مجلس النواب لسنوات، لاعتبارات سياسية شلت البلد"، ورجحت مصادر كتلة المستقبل "المشاركة في الجلسة وحجب الثقة عن الحكومة".
وهذا ما ذهب اليه موقع مستقبل ويب بان كتلة "المستقبل" تتجه إلى حجب الثقة عن الحكومة لأسباب عدّة أبرزها أن البيان الوزاري لا يلبّي متطلبات المرحلة واستحقاقات ما بعد 17 تشرين الأول. 
خطاب مفصلي
وفي إشارة ليست ببعيدة نوه موقع مستقبل ويب بأن "خطاب الرئيس سعد الحريري الذي يترقبه الجميع يوم 14 الجاري خلال إحياء الذكرى السنوية الـ 15 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، سيكون "خطاباً مفصلياً" مبنياً على مقاربات نقدية، سياسية وتنظيمية، تستند إلى ثوابت "الحريرية الوطنية" وقيمها، وتؤسس لرسم خريطة طريق تيار المستقبل لمواجهة التحديات المقبلة، ووضع النقاط على حروف التطورات الراهنة والأخيرة ما بعد 17 تشرين الأول، ولا سيما على صعيد "التسوية" التي كانت قائمة مع التيار العوني، والعلاقة مع باقي المكونات السياسية، والحملات التي يتعرض لها".ومن المتوقع تضمن الخطاب رسائل بالغة الحدة تجاه التيار الوطني الحر وزعيمه الرئيس اللبناني ميشال عون. 
الاستقالة شرف
على صعيد آخر توجه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر خلال القداس الالهي  يوم الأحد لمناسبة عيد مار مارون في عظته للمسؤولين السياسيين، بكلام حاد قال فيه: "أيها المسؤولون ائتمناكم على أرواحنا ومستقبلنا، تذكروا أن السلطة خدمة".وأضاف: "نريد منكم مبادرات تبث الأمل وخطابات تجمع وأفعالا تبني، نريدكم قادة مسؤولين".وتساءل المطران بولس عبد الساتر " الا يحرك ضمائركم نحيب الأم على ولدها الذي انتحر أمام ناظريها؟ ألا يستحق اللبنانيون الذين وثقوا بكم وانتخبوكم في ايار 2018 ان تصلحوا الخلل في الاداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي، وأن تعملوا ليل نهار مع الثوار الحقيقيين وأصحاب الارادة الطيبة على ايجاد ما يؤمّن لكل مواطن عيشة كريمة؟ والا فالاستقالة أشرف".