خـطـاب الـفلـسـفة بـصـيـغـة الـمـؤنـث
ثقافة
2020/02/10
+A
-A
العديد من الكتب تتحدث عن موضوع المرأة والفلسفة وتعالج علاقة الفلاسفة بالمرأة ومواقفهم الحياتية أو ابراز دور بعض النساء في حياة الفلاسفة، كما ان بعض الكتابات عالجت موضوع الحب من منظور الفلاسفة وتجارب الحب التي خاضها بعض الفلاسفة ، قليلة هي الكتب التي عالجت أفكار بعض النساء-الفيلسوفات في هذا الكتاب (الفلسفة بصيغة المؤنث ) يذهب الباحث رشيد العلوي الى البحث في سيرة وفلسفة بعض النساء اللواتي دخلن عالم التفلسف وتحملن عبء التفرغ للفكر الفلسفي في مجتمعات ذكورية بامتياز
إذ جددت الرأسمالية آليات السيطرة والهيمنة الذكورية على عالم الفكر. ومنهن من تحملن ويلات الحروب والاضطهاد الفاشي والديني واللغوي والثقافي خاصة في الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى
والثانية.
ولكن مع تناسل مقاوِمات الحركة النسائية وانتزاعها لحق المساواة والحرية والإنصاف لولوج مجالات متعددة . في هذا الكتاب نحن أمام فكر فلسفي يطرح قضايا سياسية راهنة .
إديث شتاين نحو
فينومينولوجية لاهوتية
فيلسوفة لَاهوتية،(1891-1942)، تتلمذت على يد الفينومينولوجي إدموند هوسرل، وأعدت أطروحة الدكتوراه في الفلسفة، تحت عنوان (تسرب الانفعالات والعواطِف)، حاولت من خلالها تجاوز مقاربة علم النفس، نحو علم يخص الظواهر الإنسانية للكشف عن عمق الباطن الفردي، وما يفعل فيه من إحساسات تترجم في حدوسٍ عقلية
وانفعالية.
بعد صعود النازية إلى الحكم في الثلاثينيات. أُحرِقت بمعية أختها الطبيبة روز في محرقة أشفيتز الغازية العام 1942، خلال عمرها القصير اصدر لها كتب فلسفية ومعرفية عدة ركزت على قضية المرأة، والحقيقة والتربية والوضع الإنساني. كتاب (العلم والإيمان)، وكتاب (بناء الكائن البشري)، وهو البحث الذي عرِف، في ما بعد، ﺑ (الإناسة اللاهوتية). وصدر لها كتب (جوهر الحياة)، أو (الحياة في شموليتها)، و(فن التربية) و(في الشخص). و(قدر المرأة)، وكتابات
في مجال اللاهوت،
سيمون فايل: فيلسوفة
المصنع والشرط العمالي
عملت الفيلسوفة سيمون فايل (1909 - 1943) أستاذة في الفلسفة إلا أنها سرعان ما تخلت عن وظيفتها، بعد أن قررت أن تصبح عاملة في المصانع الفرنسية، بفضل أفكارها الماركسية (المعادية للستالينية)، (قررت العيش بخمسة فرنكات فرنسية في اليوم، وتودع ما تبقى من أجرتها الشهرية في صندوق التضامن مع
عمال المناجم).
وكانت سيمون تلتقي مع العاطلين والعمال في المقاهي، وتمنحهم ثقافة عامة للالتزام السياسي، صدر لها (تأملات حول أسباب القمع والحرية)، لم تعمر العذراء الحمراء سوى أربعة وثلاثين عاما، كتبت خلالها خمسة وعشرين عملا في الممارسات الفلسفية الماركسية تشهد على أنها فيلسوفة متجذّرة وشرسة وسِمت فايل بكونها الفيلسوفة الروحانية أو الفيلسوفة الماركسية ذات النفحات الصوفية، وهناك شهادة في رسالة من تروتسكي إلى فيكتور سيرج يوم 30 /تموز/ 1936، يدعوه إلى قطع العلاقة مع فايل لأنها لم تعد متحمسة للفكر الثوري، ولم تعد مناصرة لقضايا البروليتاريا .
صَبا محمود: نحو
أنثروبولوجيا الإسلام
صبا محمود (1962– 2019 ) أنثروبولوجية أميركية (باكستانية الأصل)، باحثة نقدية معاصِرة تنتمي إلى الجيل الثالث لمدرسة فرانكفورت، وتهتم بقضايا عديدة حول النظرية السياسية والأنثروبولوجيا في منطقة الشرق الأوسط تركزت أعمالها حول مجتمعات ذات غالبية مسلمة، ولها مساهمات عِدة حول الأخلاق والسياسة، العلاقة بين الدين والعلمانية، مكانة النساء ودورهِن في تلك المجتمعات.
أنجزت بحثها الميداني الأول (سياسة التقوى: الإحياء الإسلامي والشخصية النسوية) في العام 1977 ونشرت مجموعة من المؤلفات (هل النقد علماني؟) بمعية طلال أسد، وجوديث بتلر، وويندي براون، وهو بمثابة مؤلف نقدي يعيد النظر في الجدل ما بين الرؤية العلمانية والرؤية الدينية للعالم، ثم كتابها (سياسات الحرية الدينية 2015، وبعدها كتابها المثير (الاختلاف الديني في عصر العلمنة.. تقرير بشأن الأقليات الدينية) 2015، الذي ناقشت فيه التعدد والتنوع الذي ميز منطقة الشرق الأوسط وبلدان
آسيا الجنوبية.
نادية دو موند، الوعي بالذات
خطوة أولى لتحرير النساء
نادية دو موند واحدة من أبرز نساء الفكر الماركسي التروتسكي الأكثر دفاعا عن الحركات النسوية ، دشنت نضالها السياسي فكريا وعمليا.تستند في اعمالها الفكرية على جهود إنجلز في كتابه (أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة) والذي تعيد النظر في بعض حججِه التي استقاها من الدراسات الأنثروبولوجية المعاصرة له. وهي ترى ان النظام الأبوي يوجد دوما في علاقة مع مختلف أشكال إعادة الإنتاج الاجتماعي
والاقتصادي.
وتبين اننا نشهد حاليا تأنيثا حقيقيا لعالم الشغل، وهذا يعود إلى الزيادة القوية في عدد النساء النشيطات في الاقتصاد في العقود الأخيرة وفي كل العالم الرأسمالي المعولم، وإلى استعمال ما يسمونه تأنيث الشركات القدرة على ربط العلاقات والتواصل، الاهتمام
والعناية بالليونة .
جوديث بتلر فيلسوفة
النوع والهوية
تعد الفيلسوفة جوديث بتلر ، أبرز زعماء النظرية النقدية المعاصرة واهتمت بالفلسفة السياسية والاجتماعية ونظرية الدراسات الثقافية والجِنسانية والنوع الاجتماعي والهوية. ، ونشرت كتابها الاول تحت عنوان (ذوات راغِبة: تأملات هيغيلية حول فرنسا القرن العشرين)، وطورت فيها فهما جديدا للعلاقة بين الرغبة والاعتراف ، حصلت العام 2006 على كرسي حنة آرنت للفلسفة في كلية الدراسات الأوروبية العليا بسويسرا. اصدرت كتاب (فلسفة الإنسان السياسية) الذي عالجت فيه سياسات تشكل الذات، ومفارقة العنف نحو مجتمع ما بعد العلمانية.
نانسي فريزر.. الحاجة
إلى فضاء عمومي
نانسي فريزر فيلسوفة أميركية معاصرة (1947–…)تهتم بموضوعات الفلسفة السياسية التي شغلت الجيل الثالث للنظرية النقدية (مدرسة فرانكفورت)، من أمثال أكسيل هونيث وجوديث بتلر وسيلا بن حبيب، وهابرماس ويشكل موضوع العدالة والحق والنظرية النسوية وحول الفضاء العمومي، محور كتاباتها العديدة حيث قامت بمراجعات أساسية. هي ثلاثة مجالات تحكم تفكير نانسي فريزر السياسي والفلسفي: المجال الأول: يتعلق بالمجال السياسي حيث تنظر وتعيد النظر في مفهوم الفضاء العمومي كما نحته هابرماس لتؤسس أطروحتها الأساس حول الحاجة إلى تجاوز التصور الويستفالي الذي حكم هابرماس في نظريته، مقرة بوجود فضاءٍ عمومي كوني يتجاوز الحدود السيادية الكلاسيكية، وهو فضاء تلعب فيه فئات وحركات اجتماعية جديدة أدوارا مهمة.
المجال الثاني.. يتعلق بالمجال الثقافي، إذ تعيد النظر في مفهوم الاعتراف مع ظهور الأشكال الجديدة للتفاوتات بين الناس في الرأسمالية المعاصرة ظهور التعدد الثقافي ونشاط النسوية الجديدة، وتدفق الهجرة ومشكلات الاستبعاد الاجتماعي. المجال الثالث.. ويتعلق بالمجال الاقتصادي إذ تعيد النظر في مفهوم إعادة التوزيع ذلك أن تصور العدالة الكلاسيكي ينبني على تصورٍ معين لتوزيع الثروة، وهو التصور الذي يحاول أن يعيد النظر في النظريتين الأساسيتين حول العدالة التصور الماركسي والتصور الليبرالي السياسي.