خاسرون ورابحون في أوسكار 92

الصفحة الاخيرة 2020/02/11
...

علي حمود الحسن
ليس كل التوقعات تصدق، هذا الانطباع الذي راودني وانا أتابع بشغف ولهفة، لحظة إعلان جوائز الأوسكار بدورتها الـ 92، على مسرح الدولبي في لوس انجلوس، فجر الاثنين الماضي، التي جاءت على غير هوى نصف ترشيحاتي، فعلى الرغم من إعجابي بأسلوب ورؤية المخرج الكوري الجنوبي يونغ جون هو صاحب فيلم "طفيلي" الذي فاز بأربع جوائز اوسكار، هي: أفضل مخرج وفيلم(دولي) ناطق بغير الانكليزية وسيناريو أصلي، فضلاً عن جائزة أفضل فيلم، لكني لم ارشحه الا لجائزة أفضل مخرج وسيناريو.
وقد صدق حدسي ولم ينل الفيلم الملحمي" 1917"، سوى الجوائز التي تخص التصوير و ميكساج الصوت والمؤثرات البصرية، لا سيما بوجود مدير التصوير روجر ديكنز، الذي  صور معظم مشاهد الفيلم بلقطات متتابعة توحي بكونها لقطة
طويلة .
وكان فوز خواكين فينكس متوقعاً في " الجوكر" ولا يختلف عليه اثنان، فهذا الممثل المرهف والناقم في الوقت ذاته، قدم اداءً كلاسيكياً لا يضاهى من خلال مستويات ادائية تنوعت بالجسد والايماءة وملامح الوجه، لتظهر انكساراً وعصاباً واغتراباً لمهرج فاشل سحقه مجتمع رأسمالي قاسٍ، وبدا لي حصول الممثلة الأميركية لورا ديرن على جائزة أفضل ممثلة مساعدة في فيلم "قصة زواج" باهتاً، ولم تكن مقنعة واداؤها اقرب الى التكلف، في تجسيد شخصية المحامية القوية، التي تدافع عن قضايا المرأة وتنتصر لها وتتشفى من الرجال. 
ولم يشفع لفيلم تارنتينو "حدث ذات مرة في هوليوود" حصول براد بيت على جائزة أفضل مساعد، الذي بدى أقرب للمجاملة منه الى الاستحقاق، فالفيلم فقد روحية تارنتينو المعهودة، وثمة حسرة زفرتها بعد خروج "سكورسيزي" وفريق عمله المخضرم" خالي الوفاض"، على الرغم من الجهود والمجالدة التي ابداها اساطين السينما: دي نيرو وآل باتشينو وجو بيشي وتوظيف المخرج للتقنيات الرقمية من اجل اظهار ممثليه في اعمار
مختلفة.
وفازت الأميركية رينيه زيلويغر بجائزة افضل ممثلة باستحقاق عن دورها في فيلم السيرة الذاتية "جودي" اذ تناولت السيرة التراجيدية لنجمة هوليوود الممثلة والمغنية جودي غارلاند، و تماهت مع هذه الممثلة متعددة المواهب والتي ادمنت المخدرات واحتكرتها هوليوود ضمن معاييرها
الصارمة.
للأسف لم اطلع على معظم أفلام الرسوم المتحركة ولا على الأفلام الوثائقية، لكني تمتعت كثيراً بالفيلم الكوميدي "جوجو الارنب" الذي يتحدث عن طفل الماني نازي يكتشف ان أمه تخبئ فتاة يهودية، يتعاطف معها لكنه لا يسمع سوى صوت قرينه الفوهرر، الفيلم شيق واحداثه محبوكة على الرغم من محموله الدعائي، وجاء فوزه بأفضل سيناريو مقتبس موفقاً.
وكما في الدورة السابقة لا وجود لمقدم الحفل، لكن اتجاها ربما يكون انقلابيا يلوح في معايير الاوسكار 
الكلاسيكية.