اكتشافات أثرية تستكمل الجزء المفقود من تاريخ بابل

العراق 2020/02/15
...

بابل / جنان الأسدي
 
وثقت جامعة بابل مقتنيات أثرية بموقع تل الديلم في مدينة دلبات التاريخية، أسهمت ولأول مرة بالكشف عن الجزء المفقود من تاريخ مدينة بابل التاريخية.
وقالَ معاونُ عميد الكلية للشؤون العلمية، الدكتور كاظم جبر سلمان في تصريح لـ”الصباح” إن فرق التنقيب في قسم الاثار التابع الى كلية الاداب، وضمن المرحلة الثالثة من اعمال التنقيب في موقع تل الديلم، تمكنت من الكشف عن احد المداخل الرئيسة لمدينة دلبات الاثرية، والعثور على مجموعة من القطع الأثرية بعد عام كامل من التنقيب في الموقع الاثري الذي أسهم بإزالة الغموض عن الجزء المفقود من تاريخ المدينة الاثرية.
وبين أن نتائج الموسم التنقيبي الحالي كانت الافضل من بين المواسم السابقة، اذ عثرت البعثة ولاول مرة على مجموعة من النصوص المسمارية باللغة السومرية منقوشة على مجموعة من الآجرات (الطابوق) ضمن الجدار المحيط بالمعبد، منوها بأن هذه الاكتشافات تعد غاية في الاهمية لتوثيقها حقائق علمية، في مقدمتها الحصول لأول مرة على دليل مادي ملموس يثبت أن هذا الموقع هو بالفعل بقايا مدينة دلبات الاثرية.
 ولفت سلمان الى أن المعبد المكتشف في تنقيبات هذا الموسم هو معبد الإله “اوراش” ويعد الاله الرئيس للمدينة، وان من شيده هو الملك (كريكالزو) احد ملوك السلالة الكيشية التي حكمت في بابل عند منتصف الالف الثاني قبل الميلاد، مشيرا الى ان الادلة السابقة بشأن هذا الموضوع كانت محط شك لدى الاثاريين، كونها اخذت من نصوص لم يتم العثور عليها في هذا الموقع عن طريق تنقيبات اثرية، بل جلبت من قبل اهالي المنطقة لتقع بين ايدي الاثاري (هرمز رسام) خلال القرن التاسع عشر الميلادي وعلى اثرها قام بأول تنقيبات اثرية غير علمية في الموقع.
واكد أن البعثة التنقيبية في جامعة بابل وثقت قطعا اثرية عديدة، من بينها ألواح فخارية وكسر من قطع ذهبية واشكال نحاسية واختام اسطوانية وفخاريات، والعديد من المقتنيات الاثرية، مضيفا ان ابـرز المعوقات التي تواجه عمليات التنقيب تمثلت بقلة الـتـخـصـيـصـات المـالـيـة مـمـا تـسـبـب فــي تأخير سير الاعمال.
ونوه سلمان بأن وزارتي التعليم العالي والثقافة والسياحة والاثار ابدتا استعدادهما لتقديم الدعم اللازم لمشروع التنقيبات الاثرية في هذا الموقع الاثري الذي وصفة بالمهم، لكونه اسهم في الكشف عن حقيقة تاريخية مهمة في تاريخ مدينة بابل الاثرية كانت مفقودة، مشيرا الى أن مساحة تل الديلم تبلغ نحو(170) دونما تقريبا جنوب مدينة الحلة، ناحية الكفل، مقاطعة ابو سميج، إذ يعرف هذا الموقع محليا باسم (تل الديلم)، الذي هو بقايا مدينة عراقية قديمة عرفت باسم (دلبات)، ويعود تاريخها إلى العصر البابلي الوسيط وصولا إلى عصر فجر السلالات، مشيرا الى ان دائرة الآثار والتراث / مديرية التحريات والتنقيبات منحت إجازة التنقيب لقسم الآثار بجامعة بابل، بتخصيص هذا الموقع لغرض إجراء التنقيبات الاثرية لتدريب الطلبة على العمل الميداني.
يشار الى ان منظمة الامم المتحدة للثقافة والعلوم (يونسكو) كانت قد اعلنت بالإجماع في الخامس من شهر تموز العام  2019، إدراج مدينة بابل العراقية ضمن مواقع التراث العالمي، بيد انها اشترطت ان يتم التزام العراق بشروط المنظمة وإزالة المخالفات، وتم امهاله حتى شهر شباط من العام الحالي.
ورصد العراق مبلغ 250 مليون دولار لإزالة التغييرات، وأبرزها أنبوب النفط  وقصر الطاغية صدام الذي شيده قرب الاثار اضافة الى الزحف العمراني والمستنقعات.
وقد خصصت اللجنة المالية في مجلس النواب حينها، مبلغ  60 مليار دينار، واكدت أن المبلغ خلال الاعوام الخمسة المقبلة، سيكون 200 مليار
دينار.