تحليل: علي النعيمي
"الصباح الرياضي" تخصص هذه الوقفة التحليلية للحديث عن لقاء الشرطة والوحدة الإماراتي وأبرز الجوانب الفنية لكتيبة الإسباني مانويل خيمينيز مدرب الوحدة الإماراتي الذي سبق له ان خاض تجارب عديدة مع أندية أشبيلية وريال سرقسطة ولاس بالماس والريان القطري وأيك أثينا، ويراهن الاسباني كثيراً على منهجية اللعب المباشر الى الامام واستغلال التحركات الحيوية للمهاجمين، أحدهما يكون محطة والاخر مطور الهجمة من الخلف وبأقل جهد ممكن .
أنظمة اللعب
من خلال متابعتنا للعديد من مباريات الوحدة الإماراتي لاحظنا انه يطبق نظام لعب 4-2-3-1 وغالبا ما يكون اللعب بارتكازين في منطقة الوسط لتأمين الواجبات الدفاعية على ان يكون احدهما بنزعة هجومية مقيدة بواجبات محدودة من دون التخلي عن المهام الدفاعية في اعتراض المنافسين وقطع كراتهم في منتصف الميدان وبالتالي سنجد الكوري الجنوبي مي ونغ لي بالرقم 29 في وسط الملعب وهو دائم التحرك والاسناد الهجومي والمشاركة واستلام الكرة في ملعب المنافس بالإضافة الى زميله الآخر في ذات المركز اللاعب خميس إسماعيل بالرقم 13 الذي يمتاز بالتسديدات من خارج الجزاء كذلك ان هذين اللاعبين يشاركان بنصف عدد الكرات لحظة بناء اللعب والتحضير من الهجمات وتظهر فعالياتها عندما يميل الفريق الى التحضير القصير واستغلال عرض الملعب ونقل الكرة من جهة الى أخرى .
أسلوب التحضير
الوحدة الإماراتي ينتهج أسلوب اللعب المباشر أي نقل الكرة إلى الأمام في ملعب المنافس من مختلف أرجاء الملعب، وشاهدنا في المواجهة الأخيرة أمام الأهلي السعودي أن الكرات المباشرة كانت تخرج من بين اقدام المدافعين والى الامام والتركيز على جهة اليمين ودائما ما يتم نقل الكرة سريعاً الى لاعبي الطرف خليل الحمادي بالرقم 77 او الى الظهير علي الكعبري الذي يشارك في الهجمات أو أحيانا الى البدلاء لاعب الطرف يحيى الغساني او الظهير خالد إبراهيم وبالعودة الى مواجهة الأهلي، كانت هذه الجهة هي الأخطر من حيث التحركات ونقل الكرة والوصول إلى مرمى المنافس لكن هذا لا يمنع المدرب خيمينيز من الإفادة من الجهة الأخرى (اليسار) إذ تبرز خطورتها بحيوية الكونغولي خوسي أمبوكو وهو لاعب سريع في الطرف ويحاول الانتقال وتغيير مركزه والمشاركة في الهجمة وتأمين خيارات وحلول لإسماعيل مطر والأرجنتيني سيبستيان تيغالي بالتنسيق مع الظهير الايسر جانع ليم بالرقم 23 .
خبرة الهجوم
ما يميز الفريق الاماراتي انه يمتلك لاعبين مميزين في الامام لديهم خبرة دولية كبيرة على غرار المهاجم إسماعيل مطر 36 عاما وهو منسق الهجمات ودائما ما يتقن دور لاعب المحطة والتراجع الى الخلف لاستلام الكرات وتوزيعها بشكل خطير اما عن طريق الكرات البينية القصيرة أو الهوائية وكذلك هو المسؤول عن الحالات الثابتة وركلات الزاوية التي عادة ما يلعبها هذا اللاعب الى المنطقة المحصورة ما بين خط "الستة" أو على العمود القريب وبالتالي يجب على مدرب الشرطة إيليتش الحذر من الركنيات لأنها كانت السبب في إدراك التعادل أمام الأهلي السعودي، كذلك لاحظنا في المباريات السابقة التفاهم الكبير ما بين المهاجم الارجنتيني سيبستيان تيغالي 34 عاما ومطر بالإضافة الى الكونغولي أمبوكو وخليل إبراهيم، وتبرز خطورة تيغالي في تمركزه الخطير خلف المدافعين وتطوير الهجمة الثانية والتسديد المباشر على الهدف من مختلف الاوضاع الصعبة والسهلة وهو بحاجة الى مراقبة وتجريده من خطورته عبر منع الكرات التي يتسلمها من إسماعيل مطر .
ضغط متقدم
يلجأ الوحدة الى الضغط المتقدم لكن لفترات لاسيما في الشوط الأول في المنطقة المحددة بين وسط الملعب والعمق الدفاعي للفريق المنافس لإجباره على فقدان الكرة، عن طريق أربعة لاعبين قادرين على ممارسة الضغط من(10 إلى 15) ثانية والإفادة من التحولات السريعة من الدفاع الى الهجوم أو العكس في الثلث الهجومي وبوتيرة واحدة.
مشكلات دفاعية
يجب تقسيم أبرز الهفوات والمشكلات الدفاعية التي رافقت أداء الفريق الإماراتي إلى شقين . الشق الأول يتضح في فقدان التوازن الدفاعي لحظة الهجوم وخسارة الكرة وتقع المسؤولية الكبرى هنا على عاتق لاعبي الوسط وأقرب لاعب عن موقع فقدان الكرة وهذه النقطة طورها كثيرا الفريق السعودي واستغلها بشكل إيجابي في المباراة السابقة، أما المعضلة الثانية فتتعلق بتمركز وطريقة وقوف رباعي الدفاع في الخلف والفجوات الواضحة بين قلبي الدفاع والظهيرين أو مع لاعبي الارتكاز ونعني هنا التمركز الخاطئ من حيث المسافة والتوازن ما بين قلبي الدفاع فارس جمعة والبرازيلي بيرس لوبيز في جهة اليمين بسبب القرارات الخاطئة لقلب الدفاع جمعة في عمل التغطية والموازنة من الخلف لزملائه في الامام وقد تسبب ببعض الهفوات في مباراة الأهلي السعودي، فضلا عن غياب العمل الجماعي من قبل لاعبي الوسط في التراجع الى الخلف لغرض الملازمة الفردية او مراقبة لاعبي المنافس وهذه نقاط يجب الإفادة منها في مواجهة اليوم.