بغداد/ مآب عامر
صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية، وضمن سلسلة النقد، كتاب "الشّعر الستيني في الخطاب النقدي العراقي الحديث" للدكتورة بيداء عبد الصاحب عنبر الطائي، وهو عبارة عن دراسة موسعة عن الكتابات النقدية المهمة، بمناهجها المختلفة، سواء تلك المستقلة في كتب معروفة
، أو تلك المنشورة في الدوريات من صحف ومجلات تتناول الشعر الستيني بالدراسة، فكان أنِ اهتم الكتاب بتلك الخطابات النقدية وطريقة تناولها الشّعرَ الستيني، برؤاه الشعرية، وأساليب بنائه المختلفة
، ومن عنوانات مقالاته: (في مفهوم الخطاب والخطاب النقدي، الشعر الستيني جيلاً شعرياً، حوار الأجيال
الشعرية).وحمل الإهداء نصاً بتوقيع المؤلفة، تقول فيه: (أتى أيلول أمّاه/ وجاء الحزن يحمل لي هداياه/ ويترك عند نافذتي/ مدامعه وشكواه/ أتى أيلول .. أين أنتِ؟ / أين أبي وعيناه؟ / أين حرير نظرته، وأين عبير قهوته/ سقى الرحمن مثواه / أين رحاب منزلنا الكبير/ وأين
نعماه؟).
كما تضمن الإصدار ثلاثة فصول جاءت بعدد من المباحث، ففي الفصل الأول الذي كان بعنوان "تجليات الحداثة الأولى" تحدثت الدكتورة في المبحث الأول عن الأجيال الشعرية وخطاب الحداثة، بينما اهتم المبحث الثاني بمرجعيات الشعر الستيني، أمّا المبحث الثالث فتناول المقدمات والبيان الشعري، وتقول مؤلفة الكتاب في بعض منه: ( يمكن القول إن العقد الستيني من القرن العشرين هو الحاضنة الزمنية أو الحد التاريخي لظهور مرحلة شعرية جديدة هي المرحلة الستينية، أو الحركة الشعرية الستينية التي جاءت وسط خضم من التحولات السياسية المحتدمة بالمجتمع العراقي، وما أعقبها من تغيير في الأنساق الاجتماعية والفكرية، فكان الشاعر الستيني هو ناتج هذه التحولات).
في حين جاء الفصل الثاني بعنوان "تحولات الشعر الستيني في النقد العراقي" اهتم المبحث الأول منه بالتحولات التشكيلية والبنائية، بينما ركز المبحث الثاني على التحولات الدلالية، وتناولت الدكتورة في المبحث الثالث التحولات الإيقاعية.
وتناول الفصل الثالث "المنهجيات النقدية والشعر الستيني" في مبحثه الأول الذي جاء بعنوان
الملامح والموجهات، في ما اهتمت الدكتورة في المبحث الثاني بالمنهجيات السياقية، وركز المبحث الثالث على المنهجيات النصيّة، وتقول مؤلفة الكتاب في بعض منه: (يشمل الاتجاه النصي جميع المناهج النقدية التي "تدرس النصوص الأدبية بذاتها وتسعى إلى الكشف عن العلاقات التي تتحكم بها، من غير أن تعير أهمية كبيرة لسياقاتها الخارجية"، وتنطلق المناهج البنائية المنضوية تحت هذا المحمول من حقيقة مفادها أن النص هو بنية متكاملة مغلقة يقوم على التعالق في أنساقها أو عناصرها ولا قيمة للجزء إلّا من خلال
الكل.
ونجد أن الخطاب النقدي الموجّه إلى شعر الستينيات قد أفاد من معطيات النظرة المنهجية النصية التي تفرعت إلى البنائية والأسلوبية وما بعد البنائية، ألّا أن هذا الانفتاح المنهجي لم يمنع أيضا من تداخل المقاربات المنهجية داخل قراءات النقاد لنصوص الستينيين). جاء الكتاب في "208" صفحة من القطع
الكبير.