سطور تعارف !

العراق 2020/02/17
...

زيد الحلي 
كيف يمكن التماهي بين نقيضين، وجعلهما عنوانا لعمود صحفي؟ رغم ان التماهي كما هو معروف، يعني التمازج أو الترابط أو الانصهار بين شيئين وجعلهما واحدا. فهل ينصهر الهمس مع الصراخ؟ هذا ما سنحاول تقديمه في سطور تسعى الى رش عطر الحروف الهامسة على المنجز المجتمعي الذي يوفر الخير للمواطنين، مثلما توجه حروف الصراخ بقوة الى الكسالى النائمين على سجادة الرخاء الذاتي، من دون ان يحسوا بمعاناة 
الناس..
عمود  "همس وصراخ" الذي يطل على صفحات  (الصباح) لن يتخصص بشيء محدد، بل هو فضاء يتسع لكل مناحي الحياة، نحاول من خلاله زيارة  محطات الوجد الانساني، بقلب متفتح، وعيون ترى، وأيد تلمس.. انه أشبه بحديقة صحفية نأمل  ان تكون مريحة في تناسقها وفوّاحة في عطرها وندية في عنفوانها. انني ادرك ان  العمود الصحفي، مجال مفتوح للتأويل، وبحره عميق الاسرار، ومسالكه وعرة، لكنه يبقى عالما جميلا، نقيا، ان وظّفه كاتبه بعيدا عن (القصدية) والجري وراء تحقيق مطامح ذاتية، إذ اجد بين مدة واخرى ان هناك من يشتق الظاهر من الجوهري، متنقلا من افعال البشر الى عقولهم، ومن لغته الى مصالحه الضيقة، ومن الشظايا الى الغبار. وهذا عين الخطأ .
لا شك، أن الصحافة لم تعد آلات طباعة، وقصاصات ورق، وليست حروفاً او خطوطاً وألواناً على ورق، إنما هي في الاساس والاصل: الصدق والدقة والحرية ، ففي هذا الثالوث تحيا الصحافة، ومن دونها تصبح بكماء، خرساء لا تشع ولا تضيء.. بينما على الصحفي غربلة الحقائق التي يلتقطها لعموده، ثم يقوم بتحليلها، لتلمس خطوطها بأمانة وثقة، وربط المقدمات بالنتائج بخيط دقيق يكاد لا يستبين، مؤلفا ما بين اطراف موضوعه الذي ينوي كتابته، متدرجا من التفصيل الى التركيز ومن التركيب الى التحليل.. 
وهذا ما سأعتمده في (همس وصراخ)  ربما اطلت بعض الشيء، وانا اتحدث عن عمودي الذي سيرى النور ان شاء الله  في "الصباح"  الاسبوع المقبل، لكني وددت فتح شبابيك رؤاي، كي يطلع القراء الكرام، واستميحهم العذر مسبقا، اذا وجدوا ان  فسحة (الهمس) اكبر من  (الصراخ) في عمود اسبوع معين، ثم يلاحظون العكس في اسبوع لاحق، فينعتوني
 بالمزاجية.