{حنين حار} .. جدل الحب والحرب

الصفحة الاخيرة 2020/02/18
...

بغداد / كاظم لازم / زينب صاحب
وسط حضور جماهيري كبير غصت به  خشبة مسرح الرافدين مساء امس الاول عرضت مسرحية "حنين حار" تأليف واخراج جواد الاسدي، وجسد شخصيات العرض الفنانون"مناضل داود ، آلاء نجم وامين مقداد".
دارت حكاية المسرحية عن بيت صغير يعيش فيه فنان تشكيلي وزوجته المطربة التي اعتزلت الفن ليعيش الاثنان ظروفاً اجتماعية صعبة خلال الاوضاع والازمات التي القت بظلالها على حياتهم التي تمخضت عن صراع بعد فشل الفنانة المرأة في عملية انجاب طفل خوفاً منها أن يموت في مراحل شبابه بسبب الظروف التي يمر بها البلد ، مشاهد المسرحية اجاد فيها مجسدو العرض ببراعة تامة في ايصال شفراته الدرامية عبر تلوين الحوار وصولاً الى المفارقة من خلال السرد الحكائي ليصل الفنان التشكيلي الى مراحل حلمه الافتراضي الذي يصله متنقلاً في شوارع بغداد منها "الرشيد، الخلاني وصولاً الى ساحة التحرير.
الفنان مناضل داود قال لـ"الصباح، "اوجز العرض من خلال الفنان التشكيلي وزوجته الفنانة وابن اختها العازف الموسيقي رحلة العراق السياسية والاجتماعية عبر سنوات بعيدة بدءاً من تأسيس الدولة العراقية مروراً بمراحل النظام السابق، وصولاً الى ما يعيشه العراق اليوم من احداث وازمات  حصلت من خلال سرديات العرض التي كانت بمثابة المرآة العاكسة لهموم يومية عاشتها شرائح عديدة من المجتمع، فقد كان هناك تلوين في الاداء، مركب وصعب في ايصال روح الشخصيات والتي تفاعل معها الجمهور كثيراً "
الفنانة آلاء نجم قالت"جسدت شخصية الفنانة الموسيقية(شفيقة)المولودة في الموصل والتي يعني اسمها التصدع الذي عاشته في مشوار حياتها بعد أن فقدت ابنها والذي القى بظلاله على الاسرة، فلقد كانت لاسم المسرحية دواع في أن يكون الحب حاراً للزوج وللحياة ورغم المشكلات والمعوقات التي عاشاها بسبب الظروف التي مرا بها".
وتابعت نجم "رغم مشاركتي في العديد من العروض المسرحية الا اني شعرت ان شخصية شفيقة لها طعم ومذاق مختلف، فلم تكن سهلة، لا سيما في حالة الاجهاض الصوري التي مرت بها".
الاكاديمي الدكتور عقيل مهدي قال "تميز الاسدي عبر عروضه والتي قدمها عبر سنوات ماضية بالحفاظ على جمالية عناصر المشهد المسرحي من خلال السينوغرافيا والفضاء الاخراجي، وصولاً الى حركة المجسدين وطريقة ايصالهم الحوار يضاف اليها ادخال عنصر الموسيقى كعامل مؤثر فرغم تنقلات المشاهد وازمنتها المختلفة من خلال رؤيته  لحداثة المسرح ومع هذا فقد اوصلت المسرحية مفردات الوجع العراقي عقب حقب زمنية بعيدة".
اما التدريسي في كلية الفنون الجميلة الدكتور مظفر الطيب فقد اختلف رأيه حيث قال"اعتمد الاسدي في الكثير من اعماله على ايصال المكان العراقي بوجعه الى السطح والواقع  ولا سيما مسرحياته "نساء في العرب ، "حمام بغدادي" ،"مجزرة ماك بث"، ولكن مع الاسف في هذا العرض لم تسعفه ادواته، فالمسرح لم يعد كما كان في الماضي بعد ان تطورت ادواته وعناصره فقد اعتمد على الحوارات الطويلة والتي استغرقت زمناً طويلاً كما تكررت عبارات كثيرة فيها، اضافة الى انها خلت من (الحدوتة) وهذا ما افقدها عنصر التشويق والتفاعل، وقد كرر المجسدون كثيراً من الافعال والحوارات لتتحول بعض المشاهد الى الملل رغم براعة المجسدين وخبرتهم بالمسرح وقد اطلقت عليها ليلة سقوط الكبار بسبب ان تاريخ ورحلة جواد الاسدي كبيرة ومؤثرة"