صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية وضمن سلسلة دراسات كتاب بعنوان "عزيز شريف" للمؤلف وسام هادي عكار التميمي، يُعنى بدور عزيز شريف الفكري والسياسي في العراق حتى العام 1958. وقسّمت الدراسة إلى ثلاثة فصول من موضوعاتها "نشأت وبواكير نشاطه السياسي، نشاطه الفكري والسياسي، عزيز شريف والحياة السياسية في العراق".
ويُبيّن الباحث في مقدمة الكتاب أنّ هذه الدراسة "تأتي في سياق سلسلة الدراسات التاريخية التي تناولت شخصيات عراقية اسهمت من خلال آرائها ومواقفها في صناعة احداث تاريخية، وان قراءة وتحليل ما قامت به مثل هذه الشخصيات ضروري، لاسيما إذا ارتبط الحدث التاريخي بشخصية ما، وهذا يفنّد مقولة إهمال دور الفرد تحت ذريعة ابراز دور الجماهير. ومن بين هذه الشخصيات عزيز شريف ذلك السياسي المعروف الذي سار في ركاب السياسيين والوطنيين الذين شاركوا شعبهم في معاناته ودافعوا عن حقوقه بالقول والفعل".
وفي خاتمة الدراسة يلخص الباحث مسيرة عزيز شريف في مجموعة من النتائج منها، "انحدر عزيز شريف من أسرة دينيّة محترمة في عنة، الأمر الذي انعكس على شخصيته، فالتصق بالالتزام والمثابرة في عمله وفي علاقاته، ولكن الوازع الديني لم يقيّد افكار عزيز شريف، واصبح منطلقا للأفكار والتيارات السياسية السائدة آنذاك".
كما وقد تأثر عزيز شريف بالتيار القومي وأعجب ببعض الشخصيات الوطنية أمثال جعفر أبو التمن وسليمان الفيضي، وعبر عن ذلك من خلال مشاركته في التظاهرات المناهضة للصهيونية وللمعاهدة العراقية- البريطانية لعام 1930 فكانت التظاهرات تلك البذرة السياسية الصحيحة في حياته، التي أثرت في صقل شخصيته وتوجيهها الوجهة الوطنية الصحيحة، ويبدو أنّ التيار القومي لم يكن يلبي طموح وافكار عزيز شريف، فاتّجه نحو التيار الماركسي كتعبير عن ازمة فكريّة لم يجد في الايديولوجية القومية حلّا لها فكان أنموذجا للماركسية الوسطية، متأثرا بالفكر الفابي الذي يقبل الرأي الآخر، وعدم المجازفة بالعمل السياسي، فحمل عزيز شريف فكرا سياسيا تقدميا وعدّ الديمقراطية والاصلاح الاجتماعي اساساً لأي اصلاح سياسي بحيث يقوم على العناية الوافية لمصالح الشعب ونشر الوعي السياسي بطريقة عصريّة بينهم والسعي للتعددية الحزبية والحياة البرلمانية النزيهة، وهذه الأفكار قد جسّدها عند الانضمام إلى تكتل سياسي ويضم مجموعة من الشباب الذين لم ينتموا الى فكر سياسي واحد". جاء الكتاب بـ "352" صفحة من القطع
الكبير.