الموصل /شروق ماهر
تشتهر الموصل بالعديد من الاكلات الشعبية منذ القدم، ومنها " البرمة" التي تعدها ربات البيوت في الشتاء كفطور صباحي على الاغلب، اذ تعد مصدراً للطاقة .
تعود تسمية "البرمة" الى الوعاء التي تطبخ فيه ويصنع من الفخار، وكان يوضع في التنور على نار هادئة حتى الصباح، وكانت تجتمع عليها الاسرة في أيام الجمع والعطل في الشتاء.
وعن موادها الاولية تحدثنا ام سالم قائلة " تتألف من العدس واللوبيا الجافة والماش والحنطة واللحم والبهارات"، واضافت " كنا سابقاً نطبخها على الحطب ويستغرق نضوجها ساعات طويلة جداً، اما الان فنضعها في وعاء الضغط لتنضج خلال ساعتين فقط "، موضحة " اعتدنا على طبخ البرمة في الشتاء وتوارثنا ذلك اباً عن جد".
وجد العامل محمد احمد في تناول البرمة عوناً له في عمله اليومي اذ قال لـ"الصباح " عملي متعب جداً وهو يبدأ منذ الخامسة فجراً، لذلك غالباً ما ابحث عن اكلة دسمة تمدني بالطاقة لاتجاوز نهاري، فغالباً ما اتوجه لتناول "البرمة" او "الباجة" فبهاتين الاكلتين اتمكن من مقاومة الجوع خلال ساعات النهار بسبب الجهد الذي اقدمه".
لا يقتصر تقديم " البرمة " في البيوت الموصلية وانما اشتهر العديد من المطاعم هناك بتقديمها منذ الصباح الباكر فأغلب المقبلين على " البرمة " هم من تجار السوق والعمال والموظفين والحمالين، ومن مختلف الفئات والشرائح، ويفضلون هذه الأكلة لأنها دسمة تعطيهم الطاقة والنشاط طيلة اليوم.
ما تعرضت له الموصل من حروب وحصار عبر تاريخها، كما ان مناخ المدينة البارد وراء شهرتها بطبخ "البرمة" شتاء دون سواها من المدن، وبتقاليد وطقوس خاصة مازالت تذكر لغاية اليوم.
يعود تاريخ المطبخ الموصلي إلى حضارات بلاد ما بين النهرين، اذ ذكرت في الالواح المكتشفة في عهد آشور ناصربال، حيث هناك العديد من الاطعمة التي كانت تقدم للملك في قصره. ومن أشهر الاطعمة القديمة التي ذكرت في الألواح البابلية والتي ما زالت تطهى حتى اليوم، المرق بانواعه مثل مرق اللحم والمرق الاحمر. اضافة إلى الاطعمة التي انتقلت من ارمينيا والدولة العثمانية وغيرها من المطابخ.